Adbox
كتب موقع "هآرتس" الالكتروني، يوم الجمعة 2 حزيران، ان مجلس التخطيط الاعلى في الادارة المدنية، نشر صباح اليوم (الجمعة)، جدول اعماله تمهيدا للنقاش الذي سيجريه في الاسبوع المقبل حول دفع مخططات لبناء حوالي 2100 وحدة اسكان في انحاء الضفة الغربية، من بينها حوال 1500 وحدة داخل كتل المستوطنات والبقية خارجها. واعرب قادة المستوطنين عن خيبة املهم لأنهم توقعوا من الاجتماع الذي انتظروه طويلا، ان يصادق على عدد اكبر من مخططات البناء.
وتشمل هذه المخططات بناء الكثير من وحدات الاسكان في مستوطنات كثيرة، بعضها خارج المناطق المسماة "كتل المستوطنات"، ومن بينها مستوطنة سوسيا في جنوب جبل الخليل، ومستوطنة بيت ايل في وسط الضفة، ومستوطنة ربابا في شمال الضفة. ومن المتوقع ان يتبع القسم الاكبر من المباني التي سيصادق عليها، لمستوطنتي معاليه ادوميم واريئيل.
وجاء نشر الجدول الزمني بعد اجراء نقاش، يوم الاربعاء، في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، حول عقد جلسة للجنة التخطيط العليا، في وقت يأمل فيه المستوطنون ان تصادق اللجنة على تنظيم المستوطنات غير القانونية والمصادقة على بناء الاف الوحدات الاسكانية الجديدة.
وقال قادة المستوطنين في الايام الاخيرة انهم يتوقعون بناء عشرات الاف وحدات الاسكان في مختلف انحاء الضفة، داخل الكتل وخارجها. مع ذلك قال مصدران مطلعان على التفاصيل لصحيفة "هآرتس" انه تقرر خلال الاجتماع الذي عقد في ديوان نتنياهو تقليص العدد الى 5000 وحدة على الاقل.
وقال مصدر مطلع على التفاصيل انه كان يفترض ان يناقش مجلس التخطيط مخططات لبناء الاف الوحدات الجديدة في المناطق، وان قسما كبيرا منها ازيل عن الجدول بعد الجلسة لدى رئيس الحكومة. وقال ان الكثير من الوحدات التي كانت ستطرح للنقاش هي ليست وحدات جديدة، وانما دفع لمخططات تأخرت بسبب البيروقراطية، وان القسم الاخر هو بيوت تم بناؤها وتحتاج فقط الى مصادقة المجلس على ترخيصها. كما سيناقش المجلس تشريع بل وتوسيع بؤرة "كيرم راعيم" في منطقة مجلس اقليمي مطيه بنيامين.
ترامب يوقع الأمر الرئاسي الذي يؤجل نقل السفارة الى القدس
تكتب صحيفة "هآرتس" انه خلافا لوعوده الانتخابية وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، على الأمر الرئاسي الذي يؤخر نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. وقال مسؤولون كبار في البيت الابيض ان الادارة الامريكية اطلعت اسرائيل والفلسطينيين على قرار ترامب.
وكتبت "يديعوت أحرونوت" في هذا الصدد انه في بيان قصير لا يتعدى ستة اسطر، فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس، حلم اليمين الاسرائيلي بأن يتم نقل السفارة الامريكية الى القدس.
وكتبت انه خلال حملته الانتخابية وعد ترامب بنقل السفارة من تل ابيب، بل اعلن بأن نقلها سيكون من بين اول الخطوات التي سيقوم بها في حال انتخابه. واثار ذلك الكثير من التوقعات في اسرائيل، ولكن بعد لحظة من جلوسه في الغرفة البيضاوية، فهم كما يبدو، بأن الأمر ليس سهلا. وهكذا، تماما مثل الرؤساء السابقين، وقع ترامب على الأمر الذي يؤجل لنصف سنة على الأقل، تنفيذ القانون الذي يلزم الادارة على نقل السفارة.
وجاء في بيان البيت البيض انه "لا يجب على احد تفسير هذه الخطوة على انها تعني التراجع عن دعم الرئيس القوي لإسرائيل وعن التحالف الامريكي – الاسرائيلي. الرئيس ترامب اتخذ هذا القرار من اجل تعزيز فرص نجاح المفاوضات للتوصل الى صفقة بين اسرائيل والفلسطينيين، وحقق بذلك التزامه بالدفاع عن المصالح المتعلقة بالأمن القومي الامريكي. ولكن كما صرح في الماضي بشأن نيته نقل السفارة فان السؤال هو ليس هل سيتم نقل السفارة وانما متى سيتم ذلك".
وتنشر الصحيفتان ما جاء من مكتب نتنياهو ردا على البيان وهو "ان الموقف الثابت لإسرائيل هو ان السفارة الامريكية، مثل كل السفارات الاخرى، يجب ان تكون في القدس، عاصمتنا الأبدية. وجود سفارات خارج القدس يبعد السلام لأنه يساهم في احياء الوهم الفلسطيني بعدم وجود صلة للشعب اليهودي ودولته بالقدس. وعلى الرغم من خيبة الامل من عدم نقل السفارة في هذا الوقت الا ان اسرائيل تقدر التصريحات الودية للرئيس والتزامه بنقل السفارة لاحقا".
وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو طلب من ترامب خلال اجتماعهما في القدس قبل اسبوع ونصف، عدم التوقيع على الأمر الرئاسي الذي يؤجل نقل السفارة. وقال مسؤول اسرائيلي مطلع ان نتنياهو اوضح لترامب بأن اسرائيل معنية بنقل السفارة الامريكية الى القدس، وانه لا يعتقد بأن الأمر يؤدي الى تصعيد الوضع الامني في الضفة الغربية.
وحسب المسؤول الاسرائيلي الرفيع فقد واصلت اسرائيل بعد محادثة ترامب – نتنياهو، تحويل رسائل الى الادارة الامريكية في هذا الموضوع. وكان سفير اسرائيل لدى واشنطن رون دريمر قد تحدث في الأيام الاخيرة مع عدة مسؤولين كبار في البيت الابيض، واكد ان اسرائيل معنية بأن لا يوقع الرئيس على الأمر الرئاسي. وفي بداية الاسبوع، قبل عيد الاسابيع، تحدث نتنياهو هاتفيا مع السفير الامريكي في تل ابيب ديفيد فريدمان ونقل له رسالة مشابهة.
ورفض المسؤول الاسرائيلي كشف كيف رد ترامب على طلب نتنياهو، لكنه اكد انه تبلور منذ فترة طويلة في مكتب نتنياهو الفهم بأن ترامب لا ينوي في هذه المرحلة نقل السفارة الى القدس. وحسب اقواله، فقد تم التأكيد في الرسائل التي وصلت من الادارة الامريكية بأن البيت الابيض لا يعتقد بأن التوقيت مناسب الان لتنفيذ العملية، ومع ذلك تم التوضيح بأن الرئيس ملتزم بوعده الانتخابي وينوي الالتزام به مستقبلا.
وقال الوزير ياريف ليفين معقبا على توقيع الأمر الرئاسي ان "الرئيس ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل، ولهذا بالذات كانت خيبة الامل من قرار عدم نقل السفارة كبيرة. واضاف: . This is not the way to make America great again""
وقال الوزير نفتالي بينت معقبا انه "لا يوجد سلام يعتمد على تقسيم القدس، تأخير نقل السفارة بالذات يصعب على فرصة تحقيق السلام لأنه ينمي الاوهام لدى الفلسطينيين بتقسيم القدس، الأمر الذي لن يحدث ابدا. من شأن الاعتراف الكامل بالقدس الموحدة تحت السيادة الاسرائيلية ان يضع حدا للأوهام ويفتح امكانية السلام الحقيقي مع جيراننا".
وقال وزير شؤون القدس زئيف الكين، ان "مكان كل السفارات في عاصمتنا القدس، وادعو الرئيس الامريكي الى الاعلان عن نقل السفارة خلال الفرصة القادمة، وخلال سنة يوبيل توحيد المدينة".
وقال رئيس المعارضة ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، معقبا ان "نقل السفارة الامريكية وكل سفارة اخرى الى القدس هو الأمر المطلوب. نتنياهو تعلم درسا اخر وهو انه لا يوجد اختصارات طرق ومن يريد الاعتراف الدولي يجب عليه التوصل الى اتفاق سياسي شجاع. ما يفهمه ترامب اتمنى ان يفهمه نتنياهو بعد 50 سنة".
وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، ان "القرار صحيح في هذا الوقت. في البيت الابيض يلمحون للحكومة بأن ترامب يحاول تحريك خطوة مع الفلسطينيين. نقل السفارة كان يمكنه ان يفجر الموضوع – قبل ان يتضح اصلا ما هو". وقالت ان "نقل السفارة كما تريد اسرائيل، لن يرسخ السيادة الاسرائيلية في القدس؛ بل من شأنه ان يدفع دول اخرى الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
في الجانب الفلسطيني، رحب ديوان الرئيس محمود عباس بقرار ترامب. وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة، ان قرار عدم نقل السفارة الى القدس هو خطوة ايجابية ومهمة تساعد على دفع السلام. وحسب اقوال ابو ردينة فان القرار يثبت جدية الادارة في جهودها من اجل تحقيق السلام وبناء جسور الثقة، خاصة بعد قمة الرياض. وقال: "نحن مستعدون لمواصلة التعاون مع الرئيس ترامب وادارته من اجل تحقيق السلام العادل والمستديم". كما قال السفير الفلسطيني لدى واشنطن، حسام زملوط ان القرار "يتفق مع السياسة الامريكية طويلة الأمد ومع الاجماع الدولي ويمنح فرصة للسلام".
الرئيس الاسرائيلي: "الاستيطان في الخليل سيدوم لمئات السنين"!
تكتب "هآرتس" ان الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، القى مساء الخميس، خطابا في مستوطنة كريات اربع في الخليل، خلال ما سمي احتفال "50 سنة على تحرير مدينة الآباء"، وقال ان "المستوطنة ستبقى في مكانها طوال مئات السنين القادمة، وحتى اذا تم التوصل الى اتفاق سياسي فسيواصل اليهود والعرب العيش هنا"!
وقال ريفلين: "بعد 50 سنة يجب على الدولة العمل لتطوير حياة السكان في كل المنطقة. لا اعرف اذا سيتم التوصل في وقت ما الى اتفاق سياسي، لكنه من الواضح انه في كل اتفاق سيواصل اليهود والعرب العيش هنا". واضاف: "لقد قال دافيد بن غوريون انه تم ارتكاب خطأ ضخم ورهيب وسنرتكبه اذا لم يتم انشاء مستوطنة يهودية كبيرة في الخليل خلال فترة قصيرة. الخليل تستحق ان تكون اخت القدس". وقال ريفلين، ايضا: "انا هنا 50 سنة وسأبقى ل50 سنة اخرى ولمئات السنين".
واضاف ريفلين: "من المهم التذكير بأن الاستيطان في الخليل قائم منذ سنوات كثيرة قبل دولة اسرائيل. لقد اقام كريات اربع، يغئال الون، رجل حزب العمل، وكان اول متبرع هو دافيد بن غوريون ومن بين المدافعين عن المستوطنة كانت صحيفة "هآرتس" ايضا". وقال: "الخليل ليست ولن تكون عقبة امام السلام. انها اختبار لقدرتنا على العيش معا. عيادة "هداسا" خدمت كل سكان المدينة اليهود والعرب. الا يمكننا اقامتها مجددا لصالح كل سكان الخليل؟".
وزير المالية الاسرائيلية يجتمع برئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله
تكتب "هآرتس" ان وزير المالية موشيه كحلون، التقى يوم الاربعاء الماضي، في رام الله، مع رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، وناقش معه تطبيق الخطوات الاقتصادية في الضفة الغربية التي صادق عليها المجلس الوزاري قبل اسبوعين. وبشكل استثنائي جرى اللقاء في مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله.
وفي بيان نشره مكتب وزير المالية، جاء ان كحلون وصل للقاء الحمد الله برفقة منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي. وشارك في اللقاء وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ. وتم اللقاء بمعرفة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الامن افيغدور ليبرمان.
وشارك في اللقاء بالإضافة الى كحلون، مدير سلطة الضرائب موشيه أشير، ورئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية امير ليفي، ورئيس القسم المدني في مكتب منسق اعمال الحكومة العقيد منصور خطيب. وجاء من مكتب الوزير ان الطرفان اتفقا على تشكيل طواقم عمل في القضايا الاقتصادية والمالية، لتدعيم وتشجيع التعاون الاقتصادي الاسرائيلي – الفلسطيني.
وخلال اللقاء، حسب مكتب وزير المالية، تم عرض الخطوات المدنية – الاقتصادية التي صودق عليها في المجلس الوزاري، خاصة قرار السماح للفلسطينيين بالبناء في مناطق (C)، التي تسيطر عليها اسرائيل مدنيا وعسكريا. والحديث عن مناطق متاخمة لمناطق (A)، التي تسيطر فيها السلطة الفلسطينية بشكل كامل، والمناطق (B)، التي تسيطر عليها السلطة مدنيا فقط. وفي اطار السياسة التي اقرها المجلس الوزاري، تم الاتفاق على عدم هدم حوالي 20 الف منزل فلسطيني بنيت في المنطقتين (B) و(C) بدون الحصول على تصاريح من الادارة المدنية. الاسرائيلية.
اردان يقرر تصعيد الرحب ضد BDS
تكتب "يديعوت أحرونوت" ان وزارة الشؤون الاستراتيجية بقيادة الوزير غلعاد اردان، قررت تصعيد الكفاح ضد حركة المقاطعة BDS. وسيتم يوم الاحد تدشين موقع الكتروني وتطبيق للهاتف، يساعد اسرائيل في حربها ضد المقاطعة.
وسيعرض الموقع الالكتروني 4IL افلام ورسوم كاريكاتور ومضامين تتيح للنشطاء المؤيدين لإسرائيل استخدامها في انحاء العالم. وفي المقابل سيدشن نشطاء IAC، منظمة الجالية الاسرائيلية الامريكية، والمركز بين المجالي تطبيقا باسم Act.il، والذي سيتيح تحميل تدريج للمواقع او الشركات التي اتخذت قرارات معادية لإسرائيل، وارسال تعقيبات ورسائل اليها.
وسيترافق تدشين الموقع والتطبيق بحملة اعلامية واسعة وسلسلة من النشاطات التي ستجري في نيويورك، وفي مقدمتها مسيرة دعم لإسرائيل ستجري يوم الاحد القادم في الجادة الخامسة. وسيشارك في المسيرة الوزير اردان وحاكم ولاية نيويورك اندرو كومو، ورئيس بلدية القدس نير بركات، واعضاء كنيست واعضاء من مجلس الشيوخ والكونغرس.
الشرطة مقتنعة بامتلاك ادلة تدين الوزير درعي
كتبت "يديعوت أحرونوت" ان الشرطة تعمل على حبك الخيوط في قضية وزير الداخلية ارييه درعي، المتعلقة بالتهرب من دفع الضرائب. وعلم ان الطاقم المشترك على اقتناع بأنه يملك ادلة من اجل تحويل الملف الى النيابة العامة. وقالت مصادر مطلعة على التحقيق ان "ملف الضرائب قوي جدا".
وقد بدأت قضية درعي مع وصول معلومات من سلطات الضريبة بشأن قيام درعي ببيع خمسة منازل لشقيقه في حي جبعات شاؤول بمبلغ 4.2 مليون شيكل – اقل بكثير من سعرها الحقيقي. ولتمويل الصفقة دفع درعي من جيبه حوالي 2.5 مليون شيكل وحصل على قرض اسكان يبلغ 7.5 مليون شيكل. ويسود التقدير بأن سعر المنازل يصل الى 15 مليون شيكل.
وعلم بأن الشرطة تلقت تقريرا حول تحويل 463 الف شيكل من وزارة الصناعة والتجارة الى جمعية "مفعالوت سمحاه" التي تديرها زوجة درعي، حين كان درعي يشغل منصب وزير الصناعة والتجارة في 2015. كما تم تمويل الجمعية قبل ذلك من قبل الوزارة. وقالت الوزارة ان "مفعالوت سمحاه" هي "احدى الجهات التي تحصل على ميزانيات بناء على استجابتها لكل المعايير".
وسبق ان نشر يوم الخميس، بأن الشرطة تشير الى اتصالات بين درعي والملياردير ميخائيل ميرلشفيلي وابنه يتسحاق، في موضوع تعيين حاخام لمدينة اللد. وتشير المواد الاستخبارية الى ضلوع درعي الشاذ في انتخاب الحاخام، وسعيه الى دعم انتخاب حاخام من اصل جورجي لإرضاء ميرلشفيلي وابنه. ويجري التحقيق مع درعي، ايضا، في موضوع الاموال الضخمة التي حولها ميرلشفيلي وابنه لجمعية زوجة الوزير. وقالوا في محيط درعي ان "الادعاء بأن الوزير يعمل ظاهرا من اجل انتخاب هذا الحاخام او ذاك هو ادعاء كاذب".
استطلاع "يديعوت أحرونوت": 63% لا يتوقعون تحقيق سلام مع الفلسطينيين
تنشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" استطلاعا للرأي اجراه معهد مدغام، بادارة د. مينا تسيماح ومانو غيباع، حول فرص السلام مع الفلسطينيين في ظل الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة.
وتم توجيه الاسئلة في القسم الاول من الاستطلاع، والمتعلق بفرص السلام مع الفلسطينيين الى مواطنين يهود وعرب. وفي ردهم على سؤال حول فرص تحقيق سلام حقيقي بين اسرائيل والعرب، قال 63% انهم لا يتوقعون تحقيق سلام كهذا، مقابل 33% يؤمنون بذلك.
وحول الحل الذي يفضله الجمهور الاسرائيلي للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، قال 19% انهم يؤيدون فرض القانون الاسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية (ضمها)، ومنح الفلسطينيين مكانة سكان بدون حق التصويت، بينما قال 4% انهم يؤيدون فرض القانون الاسرائيلي ومنح الفلسطينيين كامل الحقوق بما في ذلك حق التصويت. وقال 14% انهم يؤيدون استمرار الوضع الحالي.
وقال 25% انهم يؤيدون اتفاق سلام يتم في اطاره ضم كتل غوش عتصيون واريئيل وغور الاردن ومعاليه ادوميم، واقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من اراضي الضفة. وقال 12% انهم يؤيدون اتفاق سلام تقام في اطاره دولة فلسطينية على غالبية اراضي الضفة، بينما يتم ضم كتل الاستيطان الكبيرة الى اسرائيل مقابل تحويل اراضي من اسرائيل بحجم مماثل الى السلطة الفلسطينية. وقال 15% انهم يؤيدون اتفاق سلام يتم في اطاره اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل على حدود 1967.
وفي ردهم على سؤال حول الجهة الاساسية المسؤولة عن عدم التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، قال 9% فقط ان اسرائيل تتحمل المسؤولية، فيما قال 47% ان المسؤولية تقع على الفلسطينيين. وفي المقابل حمل 41% المسؤولية للطرفين بشكل متساوي.
وفي الرد على سؤال حول نسبة الدعم لخطوة يتم في اطارها إخلاء كل المستوطنات اليهودية في الضفة، قال 55% انهم سيعارضون إخلاء المستوطنات في أي ظرف، فيما قال 28% انهم سيدعمون ذلك فقط اذا شمل ذلك اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال 11% انهم سيدعمون ذلك حتى في اطار انسحاب من جانب واحد.
وحول ما اذا تم ضم كتل المستوطنات الكبرى الى اسرائيل، واضطرار اسرائيل الى إخلاء المستوطنات المعزولة، قال 51% انهم سيدعمون ذلك فقط اذا شمل ذلك اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال 35% انهم سيعارضون إخلاء أي مستوطنة معزولة في أي ظرف. وقال 9% انهم سيدعمون ذلك حتى في اطار انسحاب من جانب واحد.
في موضوع القدس، تم توجيه قسم من الاسئلة الى يهود وعرب بينما تم توجيه قسم اخر الى يهود فقط. وردا على سؤال حول اهم المواقع في القدس، والذي تم توجيهه الى اليهود فقط، قال 61% انه حائط المبكى، مقابل 21% قالوا انه جبل الهيكل (الحرم القدسي)، و6% قالوا الكنيست، و5% قالوا المحكمة العليا، و1% قالوا ديوان الرئاسة، فيما اشار 6% الى موقع آخر.
وفي السؤال حول التنازلات التي يجب على اسرائيل، اذا قررت ذلك، تقديمها في موضوع القدس في اطار اتفاق سلام، والذي تم توجيهه الى اليهود والعرب، قال 46% انه يجب عدم تقديم أي تنازل وان القدس يجب ان تبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. وقال 32% انه يجب التنازل عن الاحياء العربية في القدس الشرقية وتسليمها للفلسطينيين ولكن الابقاء على الحرم القدسي والبلدة القديمة تحت السيادة الاسرائيلية. وقال 15% انه يجب التنازل عن القدس الشرقية كلها بما في ذلك البلدة القديمة، لكي تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفي سؤال حول زيارة المستطلعين للقدس خلال السنة الأخيرة، والذي تم توجيهه الى يهود من خارج القدس فقط، قال 48% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي، فيما قال 23% انهم لم يزوروها، وقال 21% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 7% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة العسكرية. وحول زيارتهم الى حائط المبكى، قال 76% من اليهود انهم قاموا بزيارته، مقابل 24% لم يزوروه.
وفي ردهم على سؤال تم توجيهه الى اليهود الذين يعيشون خارج القدس، حول ما اذا كانوا سيقيمون في القدس اذا لاحت فرصة كهذه، قال 34% فقط انهم سيفعلون ذلك، فيما قال 60% انهم لا يريدون السكنى في القدس. وفي سؤال تم توجيهه الى يهود يقيمون في القدس حول ما اذا فكروا بالهجرة من المدينة في الآونة الأخيرة، قال 61% انهم لم يفكروا ولا يفكرون بترك القدس. وقال 2% انهم فكروا بذلك لكنهم قرروا البقاء فيها. وقال 19% انهم يفكرون بمغادرة المدينة.
في موضوع الضفة الغربية، تم توجيه سؤال الى مستوطنين في الضفة فقط حول ما اذا كانوا مستعدين لترك بيوتهم في الضفة وغور الاردن مقابل تعويضات ملائمة، في اطار اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وقال 58% انهم لن يغادروا، مقابل 35% قالوا انهم سيفعلون ذلك.
وفي سؤال تم توجيهه الى يهود يعيشون داخل الخط الاخضر حول ما اذا زاروا مناطق الضفة الغربية، قال 38% انهم لم يزوروها، بينما قال 26% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 19% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 14% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى الاحياء العربية في القدس الشرقية، قال 65% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر، انهم لم يقوموا بزيارتها، بينما قال 14% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 11% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 8% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى الخليل، بما في ذلك الحي اليهودي او كريات اربع، قال 62% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر انهم لم يزوروها، بينما قال 15% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 12% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 10% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى جبل الهيكل (الحرم القدسي)، قال 75% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر انهم لم يزوروه، بينما قال 10% انهم زاروه اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 8% انهم زاروه مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 6% قالوا انهم زاروه في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول ما اذا فكروا او يفكرون بالانتقال للعيش في المستوطنات في الضفة او غور الأردن، قال 85% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الاخضر انهم لم ولن يفكروا بذلك، مقابل 8% قالوا انهم فكروا لكنهم قرروا عدم الانتقال. وقال 4% فقط انهم يفكرون بالانتقال الى هناك.
في قسم اخر من الاستطلاع حول مدى الموافقة على المقولة المطروحة في السؤال، تم سؤال اليهود والعرب حول مدى موافقتهم مع مقولة "اذا قامت دولة فلسطينية في الضفة الغربية، فان حماس ستسيطر عليها وستكون دولة ارهاب يتم منها اطلاق الصواريخ على اسرائيل". وقال 67% انهم يوافقون على هذه المقولة، فيما قال 26% انهم يعارضونها.
وفي الرد على مقولة ان استمرار السيطرة على الضفة الغربية سيقود الى دولة ثنائية القومية بين نهر الاردن والبحر، قال 41% انهم لا يوافقون على ذلك، مقابل 38% قالوا انهم يتفقون مع هذه المقولة.
وفي الرد على مقولة انه في الدولة ثنائية القومية ستكون غالبية عربية واقلية يهودية، قال 43% انهم يؤيدون المقولة، فيما عارضها 38%.
في موضوع اليمين واليسار، تم توجيه سؤال حول الجهة التي تهتم بها اسرائيل من ناحية التطوير والاستثمار في التعليم: هل تهتم اكثر بالمستوطنات في الضفة الغربية ام بسكان بلدات التطوير واحياء الضائقة. وقال 39% من اليهود والعرب ان الدولة تولي اهمية اكبر للمستوطنات، فيما قال 26% انها تولي الاهمية للطرفين بشكل متساوي. وقال 16% انها تولي الاهمية لبلدات التطوير واحياء الضائقة.
وفي سؤال حول ما اذا كانت الشرطة تتعامل بشكل مختلف مع المتظاهرين من المستوطنين مقارنة بمتظاهرين من القطاعات الاخرى (المتدينين والاثيوبيين واليساريين والعرب)، قال 34% من اليهود والعرب، ان الشرطة تتعامل بشكل اخف مع المستوطنين، فيما قال 28% انهم تتعامل بشكل متساوي مع كل القطاعات. وقال 23% انها تتعامل بقسوة مع المستوطنين.
وحول ما اذا يجب منع او السماح بنشاط التنظيمات اليمينية المتطرفة مثل "لهفاه" و"لافاميليا" و"شبيبة التلال"، قال 64% من اليهود والعرب انه يجب منع نشاطاتها، مقابل 22% قالوا انه يجب السماح بها.
وحول ما اذا يجب منع او السماح بنشاط التنظيمات اليسارية "المتطرفة" مثل "يكسرون الصمت"، "بتسيلم" او "يوجد حد"، قال 63% من اليهود والعرب، انه يجب منع نشاطها، فيما قال 24% انه يجب السماح به.
وفي سؤال حول اكبر تهديد يواجه دولة اسرائيل، قال 27% من اليهود والعرب، ان الشرخ الداخلي في المجتمع الاسرائيلي هو اكبر تهديد، فيما قال 14% ان الارهاب الفلسطيني هو التهديد الاكبر. ونسب 9% التهديد لليسار المتطرف، و8% الى المشروع النووي الايراني، و7% الى الوضع الاقتصادي. وقال 6% ان التهديد الاكبر يكمن في داعش، فيما قال 6% انه يكمن في المس بالديموقراطية. وقال 5% ان حزب الله هو اكبر تهديد، فيما نسب 3% التهديد الاكبر الى اليمين المتطرف، وقال 3% ان استمرار السيطرة على المناطق هو اكبر تهديد. ورأى 2% ان التهديد يكمن في العزلة الدولية، فيما نسب 4% التهديد الى امر آخر.
استطلاع "يسرائيل هيوم": غالبية الجمهور يعارض أي اتفاق سياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة او جزئية على القدس القديمة
تنشر صحيفة "يسرائيل هيوم" استطلاعا للرأي اجراه لصالحها معهد "مأغار موحوت" حول موقف الاسرائيليين من القدس وحل الدولتين. وحسب الصحيفة فقد شمل الاستطلاع 502 مواطنين من البالغين اليهود والعرب، وتصل نسبة الخطأ فيه الى 4.3%.
وفي استعراضه للاستطلاع يكتب درور أيدر، ان الحاجة الى هذا الاستطلاع تولدت في اعقاب الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية والذي حدد بأن 47% من مجمل الجمهور على استعداد للموافقة على اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين على اساس حدود 67، مع تبادل للأراضي والحفاظ على كتل المستوطنات. وساد فرح الفقراء في اوساط اليسار الذي قال بأن الحكومة تتبنى سياسة تتعارض مع رغبة ناخبيها.
نحن مشبعون بالأحابيل السياسية والحزبية. طوال 50 سنة ونحن نعرف عن فكرة تقسيم البلاد، لكن قلة منا يصلون في تفكيرهم الى العنوان الرئيسي لكل اتفاق سياسي: مسالة القدس. يمكن الحديث عن يهودا والسامرة والاحياء العربية وبقية الخضار. هذا حديث فارغ. ففي نهاية كل مفاوضات سنواجه السؤال الاكبر من الجميع: تقسيم القدس القديمة او تسليمها كاملة للأجانب.
مصطلح "السيادة الكاملة" واضح. لكن في المقابل، تعني "السيادة الجزئية" تقسيم البلدة القديمة بين الحي اليهودي والاحياء الاخرى، وبين جبل الهيكل والحائط الغربي (المبكى) حسب مقترحات كلينتون وغيره. وبالمناسبة يفترض اصحاب "تقسم المدينة" بأن الفلسطينيون سيوافقون عليه. لكن من يعرف اللهجة الفلسطينية يعرف بأنه لا يوجد هناك من يوقع على اتفاق كهذا. فخلافا للدعاية التي تنشرها تنظيمات معينة، فان مصطلح "دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية" لا يقصد الاحياء العربية الواقعة شرقي المدينة وانما السيادة الفلسطينية على البلدة القديمة.
انصار تقسيم البلاد يمكنهم مواصلة الوعظ على "حل الدولتين"، لكن النتائج المطروحة امامنا تظهر بشكل قاطع بأن غالبية الجمهور – اليهودي والعربي – يعارض أي اتفاق سياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة (84%) او جزئية (67%) على القدس القديمة. اذا كان الوضع هكذا بين الجمهور ككل، فكم بالحري في اوساط الجمهور اليهودي. حتى في اوساط اليسار المعتدل، توجد غالبية تعارض الاتفاق السياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة.
وما هو موقف الفلسطينيين؟
في الحوار الفلسطيني لا يعتبر الجبل "فوق" فقط تابعا لهم، وانما ايضا حائط المبكى يعتبر جزء من منطقة فلسطينية واحدة (الحرم القدسي بكل جدرانه" حسب قولهم). عندما سألنا الـ16% الذين وافقوا على سيادة فلسطينية كاملة في البلدة القديمة، عما اذا سيواصلون دعمهم هذا حتى عندما ينتقل حائط المبكى الى سيادة فلسطينية - تراجع ثلثيهم عن موافقتهم، وبقينا مع اقل من 5% يوافقون على اتفاق سلام مقابل سيادة فلسطينية كاملة على القدس. هذا يعني ان 95% (من اليهود والعرب) يعارضون اتفاق سلام كهذا.
النتيجة المثيرة هي موقف "الوسط". اذا كان التفكير السائد هو ان الوسط هو يسار مقنع، فانه يتضح من الاستطلاع ان الوسط ترك اليسار وتحرك نحو اليمين. وينتج من هذا انه ليس واضحا لماذا عندما تقوم وسائل الاعلام ببناء تصورات للائتلاف، تربط بين الوسط واليسار بشكل طبيعي، وليس بين الوسط واليمين، وهو الربط الاكثر منطقي، الا اذا كان المقصود امنيات صحفيين معينين.
التقسيم الايديولوجي بين المشاركين في الاستطلاع يدل على الخارطة الاجتماعية – السياسية المعدلة: 7% عرفوا انفسهم بأنهم يمين عميق، 38% قالوا بأنهم يمين، 34% قالوا بأنهم وسط، و13% قالوا بأنهم يسار، مقابل 3% فقط قالوا بأنهم يسار عميق (وكانت لدى نسبة 5% اجوبة اخرى).
مسألة الوسط
من المناسب بمن يعظون على "حل الدولتين" مراجعة هذه النتيجة: عندما سألنا الـ84% الذين يعارضون الاتفاق السياسي، عما اذا كانوا سيغيرون رأيهم لو عرفوا بأنه من دون تسليم القدس للفلسطينيين لن يتحقق السلام بتاتا – قال 73% انهم لن يغيروا رأيهم. بعبارة اخرى، فان 73% من المجمل العام يفضلون القدس على كل اتفاق سياسي، وهذه نسبة ضخمة، ستزيد بنسبة اكبر في اوساط الجمهور اليهودي.
لا توجد صهيونية من دون القدس
المعنى الهام الذي يستدل من الاستطلاع هو اهمية القدس كعامل ملموس في الحسابات السياسية والدبلوماسية، واهميتها كرمز على كل الامور، شبه العقلانية، والاستهتار السائد لدى مجموعة معينة معروفة لدينا برموزها الدينية والتاريخية. لقد حافظت هذه الرموز على تماسكنا كشعب طوال الاف السنين، وهي التي اعادتنا الى البلاد. ولقد اجادت الحركة الصهيونية اختيار الاسم المناسب، الذي يضم كلمة صهيون – وهي القدس. لم تكن هناك أي فرصة للانقلاب التاريخي الذي حققته في تاريخنا لولا الارتباط بصهيون.
الحديث الغامض والدائم عن "الدولتين" هو شاشة تمويه للحقيقة الكامنة وراء هذا "الحل": اقامة دولة فلسطينية يوافق عليها الفلسطينيون – اذا وافقوا – تعني تسليم القدس القديمة كلها او جزء منها لسيادة اجنبية. ونحن نقسم منذ 2600 سنة بأننا لن ننسى القدس. اذا ربما حان الوقت في سنة يوبيل توحيد المدينة للتوقف عن التظاهر؟
البرلمان الاوروبي يوصب باعتبار مهاجمة اسرائيل "لاسامية"!
تكتب "يسرائيل هيوم" ان غالبية مطلقة في البرلمان الاوروبي قررت، يوم الخميس، انه يمكن اعتبار التهجم على اسرائيل وحقها في الوجود، والمقارنة بين نشاطها ونشاط النازيين، بأنه هجوم لاسامي. كما يدعو القرار دول الاتحاد الاوروبي الى تبني اليوم العالمي للكارثة بشكل رسمي، وشجب مظاهر اللاسامية وتدريس تاريخ الكارثة في المدارس بشكل اساسي.
وبذلك تبنى اعضاء البرلمان القرار الذي يدعو الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومؤسساته الى تبني تعريف اللاسامية كما حددته قوة الهدف الدولية لإحياء ذكرى الكارثة .(IHRA) وحسب هذا التعريف الذي تم تبنيه في 2016 من اجل تسهيل تطبيق القانون والمراقبة، يمكن لمعاداة اسرائيل ان يعتبر نوعا من انواع اللاسامية عندما تركز على سكان اسرائيل اليهود او على دعم اليهود في العالم لإسرائيل، بل حتى في حالات معينة يشذ فيها العداء عن الهجوم العيني على سلوك اسرائيل.
ورغم ان هذا القرار ليس ملزما الا انه يدعو دول الاتحاد ومؤسساته الى تبني وتطبيق تعريف (IHRA) بهدف "دعم سلطات القانون في جهودها المبذولة لتشخيص الاعتداءات على خلفية لاسامية، ومساعدتها على تطبيق القانون في مثل هذه الحالات بشكل اكثر نجاعة وملموسا".
مقالات وتقارير
هل توجد خطوط حمراء لإسرائيل؟
تكتب كارولاينا لاندسمان، في "هآرتس" انه في نهاية وجبة العشاء التي اقيمت على شرف الرئيس ترامب وزوجته في المنزل المتواضع لرئيس الحكومة نتنياهو وعائلته، تم تقديم الحلوى في صحون رسم عليها لوح شطرنج تم دمجه مع رسمين لوجهي نتنياهو وترامب. هذا ليس مفاجئا، فنتنياهو يؤمن بأنه لاعب شطرنج موهوب يفكر بمئات الخطوات قدما. وها هو يمكنه الان ان يقول لشعبه انه بذكاء لاعب الشطرنج تمكنت من تحديد وجهة العالم وتزامنت مع المستقبل. من مثلي يلائم لقيادة اسرائيل في الوقت الذي يمسك فيه ترامب بدفة الامبراطورية الامريكية؟
خلال اللقاء الذي عقده نتنياهو مع صحيفة "هآرتس" في السنة الماضية، عرض خارطة العالم وفاخر بالعلاقات الجديدة والواسعة لإسرائيل بقيادته. وقال انه في مكان واحد في العالم فقط، تواجه اسرائيل معاملة متحفظة، وهذه المسألة يجري التعامل معها. واشار بعصا الليزر الى القارة المعينة، اوروبا. ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي يتعامل فيها نتنياهو بشكل مستهتر مع غرب اوروبا، فعندما بدأ رحلاته الى الشرق بهدف فتح اسواق جديدة لإسرائيل، لسع اوروبا مدعيا انها قارة في حالة أفول. كما لو ان اوروبا هي مرجعية هامشية في تاريخ وحضارة وهوية دولة اسرائيل. ومع ذلك، فقد كتب هرتسل "في بازل اسست دولة اليهود". ومن دون علاقة باليهودي، هذه نبوءة خطيرة ومشكوك فيها، ولكن حتى لو افترضنا ان نتنياهو محق وان اوروبا "تسقط"، فما الذي يعنيه هذا بالنسبة للعالم، ولماذا يجب على اسرائيل ان تفرح من ذلك؟
العالم لم يستوعب انتصار ترامب بعد. وبما ان المقصود رئيس غامض، يصعب جدا فهم ما يسعى اليه، فان عملية الاستيعاب بطيئة وحذرة جدا. مع انتصار عمانوئيل مكرون في فرنسا، بدأت تطل بوادر المعارضة في اوروبا. ها هو مكرون يتجاوز ترامب ويصافح اولا المستشارة الالمانية؛ وها نحن نشهد شجارا على تويتر بين انجيلا ميركل ودونالد ترامب. مستقبل العلاقات بين امريكا ترامب والاتحاد الاوروبي بعيد عن ان يكون واضحا. يصعب التكهن بما اذا كان انسحاب الولايات المتحدة المتوقع من اتفاق المناخ سيكون خطوة استثنائية في مجمل تعاملها مع الشركاء في العالم، ام انها خطوة رمزية تلمح ايضا الى مستقبل حلف شمال الاطلسي.
تعكير العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيضع اسرائيل امام وضع جديد، سيكون فيه عليها سؤال نفسها من هي. أي، من هو الطرف الذي ستكون اكثر صداقة له بعد الطلاق: الزوجة ام الزوج. ليس من السهل ابدا ان تكون دولة تابعة، لكن اسرائيل احبت فعلا حتى الان الولايات المتحدة. ولكن ما الذي سيحدث اذا قلبت امريكا جلدها؟ الان يبدو ان اسرائيل قلقة اكثر ازاء السؤال حول كيف سترد امريكا اذا رفضت الاصغاء لترامب، لكنه يقلقها بشكل لا يقل عن ذلك، السؤال حول ما سيحدث اذا استجابت لترامب.
لقد اعترف نتنياهو في الماضي امام شعبه بأنه يشعر بالقلق اولا على الحياة نفسها، أي انه مستعد للتضحية بجودة الحياة في اسرائيل من اجل ضمان وجودها. هنا، ايضا، سيكون من السهل تبرير الانضمام الى امريكا بكل ثمن بفعل المصالح. ظاهرا لا تتمتع اسرائيل بالامتياز الذي ربما تتمتع به اوروبا في الوقوف بفخر امام امريكا الترامبية، حتى عندما تهدد بتحطيم التحالفات الدولية والتنصل من القلق العالمي ازاء مستقبل العالم. السؤال هو، كما كان دائما، هل توجد خطوط حمراء لإسرائيل. الى أي مدى يمكنها ان تمضي مع حليفتها؛ وضمن أي تحالف، وامام أي معارضة قد تجد نفسها، وباسم اية قيم؟
ترامب حول الى نتنياهو رسالة باللغة التي يفهمها: لا توجد هدايا مجانية.
يكتب براك ربيد، في "هآرتس" انه يصعب القول بأن احد ما في ديوان رئيس الحكومة في القدس او في الحكومة الاسرائيلية فوجئ، يوم الخميس، بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب التوقيع على الأمر الرئاسي وتأخير نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. منذ 20 كانون الثاني، عندما لم يذكر ترامب هذه المسالة في خطاب اداء اليمين الدستوري، بدأ بنيامين نتنياهو ومستشاريه الفهم بأن هذا ما سيحدث.
ربما يكون الأمر الاكثر مفاجئا منذ دخول ترامب الى الغرفة البيضاوية، هو التمسك باعماله وتصريحاته في كل ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد اعلن الرئيس الامريكي رغبته بتحقيق "الصفقة النهائية" التي تنهي "الحرب غير المنتهية" بين الاطراف، وعين مبعوثا خاصا لعملية السلام، وطلب وحصل من نتنياهو على كبح البناء في المستوطنات، وطلب وحصل من نتنياهو على خطوات اقتصادية لصالح الفلسطينيين في الضفة الغربية، وصرح بأن اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني سيسهم في تحقيق السلام في الشرق الاوسط وفي العالم كله.
لقد ترك ترامب تصريحاته الانتخابية بشأن القدس خارج باب الغرفة البيضاوية. ومثل كل سابقيه فهم بأن القدس هي برميل بارود سياسي وامني. ومثل كل سابقيه فهم انه اذا رغب بدفع "الصفقة النهائية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين فسيكون عليه حاليا الابقاء على السفارة في تل ابيب.
لقد برز تعامل ترامب الحذر مع مسألة القدس خلال زيارته الى المدينة قبل اسبوع ونصف. فخلال خطابه في متحف اسرائيل ادلى بتصريحات هامة ومحقة بشأن العلاقة التاريخية العميقة التي تعود الى آلاف السنين، بين الشعب اليهودي والقدس. ولكنه اظهر في اعماله براغماتية وتفهما بأن الواقع في المدينة في 2017، لا يشبه الواقع في أيام الملك داود.
خلافا لآمال الكثير من الاسرائيليين، لم يعلن ترامب خلال زيارته بأن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل، بل امتنع عن تحديد أي موقف بشأن السيادة على المدينة. هكذا فعل بشأن حائط المبكى الذي وصل اليه دون ان يرافقه أي مسؤول رفيع من الحكومة الاسرائيلية. لقد تعامل ترامب مع القدس كمنطقة واقعة خارج البلاد. ما يشبه فاتيكان يتبع للديانات السماوية الثلاث. كان ينقص فقط ان يقول بان الله هو الذي يملك السيادة على الاماكن المقدسة.
في البيان الذي اصدره البيت الابيض حول قرار ترامب توقيع الأمر الرئاسي، تم الربط مباشرة بين نقل السفارة في المستقبل، وتحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وتم تعريف التوصل الى الاتفاق كمصلحة للأمن القومي الامريكي. لقد جرت صياغة البيان بلهجة يفهمها رئيس الحكومة نتنياهو جيدا، ويكمن فيه شعاره المعروف – اذا اعطوا سيأخذون، وان لم يعطوا لن يأخذوا. لقد ذكّر ترامب نتنياهو بأنه لا توجد هدايا مجانية – على الاقل ليس لديه. وكانت الرسالة الكامنة في بيان البيت الأبيض، هي انه اذا اراد رئيس الحكومة نقل السفارة الامريكية الى القدس، فان الطريق الى ذلك تمر عبر اتفاق سلام مع الفلسطينيين. نتنياهو يعرف ذلك جيدا منذ عدة اشهر. وليس صدفة انه اوضح لترامب بأنه رغم رغبته بنقل السفارة الى القدس الا انه مستعد لدفع ثمن ذلك بتقديم تنازلات سياسية للفلسطينيين.
كان من المثير قراءة التعقيبات التي نشرها ساسة من اليمين على بيان البيت الأبيض في موضوع السفارة. كم كان من السهل على ترامب شراء قلوبهم بعلب السيلوفان المخشخش، بالكلمات الجميلة والملاطفة في خطابه خلال الأسبوع الماضي، في وقت لا ينطوي فيه الجوهر على أي تغيير. وزراء الليكود والبيت اليهودي الذين يضرب الواقع وجوههم كل اسبوع منذ 20 كانون الثاني، تلقوا خيبة امل اخرى. وعلى الرغم من ذلك فقد حرصوا كل الحرص على عدم مهاجمة الرئيس الامريكي. هؤلاء الوزراء الذين دأبوا على مهاجمة وشتم اوباما كل اثنين وخميس، ردوا كدبلوماسيين بولونيين واعربوا عن "الخيبة" من قرار ترامب.
حتى البيان الذي اصدره نتنياهو كان مدهشا بلهجته المؤدبة. رئيس الحكومة الذي عودنا على تهجمه على القادة الأجانب الذين لا يتصرفون كما يريد، رد على قرار الرئيس الأمريكي بوقار لا يميزه. لقد اكد نتنياهو في بيانه ان عدم نقل السفارة الامريكية "سيسهم في احياء الوهم الفلسطيني بأنه لا يوجد للشعب اليهودي ولدولته صلة بالقدس". هذا ليس صحيحا ولا حتى نصف صحيح. واذا كان الأمر كذلك فان موقف نتنياهو هو الذي يسهم في وهم حكومة اليمين بأنه يمكن الحصول على الشرعية الدولية لعاصمة اسرائيل بطريقة غير الاتفاق السلمي مع الفلسطينيين.
ادارة ترامب تنفض الغبار عن خطة اوباما لأمن الضفة
يكتب أمير تيفون وعاموس هرئيل، في "هآرتس" انه في الاسابيع الاولى التي أعقبت دخول ترامب الى البيت الابيض، أجرى مبعوثه الخاص للعملية السلمية المحامي جيسون غرينبلات عدة لقاءات مع شخصيات كانت لها صلة بهذا الأمر في السابق، ومن بينهم عدد من المسؤولين في ادارة الرئيس السابق براك اوباما. خلال أحد هذه اللقاءات اطلع غرينبلات على استعراض شامل للخطة الامنية التي بلورتها الادارة السابقة في واشنطن لليوم الذي سيلي اقامة الدولة الفلسطينية، وسميت "خطة ألان”، على اسم الجنرال جون ألان من سلاح مشاة البحرية، والذي طلب منه الرئيس براك اوباما معالجة القضية بشكل شخصي. “من المؤكد انك سمعت بأن كل ما تضمه هذه الخطة هو حلول تكنولوجية”، قال أحد المسؤولين السابقين لغرينبلات، “لكن هذا ليس دقيقا”.
خطة ألان التي عمل عليها عشرات الضباط والخبراء الامريكيين على مدار اشهر طويلة لم يتم كشفها على الملأ أبدا، وبقيت اغلبية تفاصيلها سرية، ايضا بعد فشل محادثات السلام التي أجرتها ادارة اوباما مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية في العامين 2013 – 2014. لقد أوصى المسؤول السابق في ادارة اوباما غرينبلات، بالتعمق في تفاصيل الخطة، لأنه اذا اصبحت المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية التي يريد ترامب دفعها، جدية، فان الادارة ستحتاج الى خطة شاملة تستجيب لاحتياجات اسرائيل الامنية.
وبالفعل فان خطة ألان تناولت الكثير من الجوانب– بدء من اقامة مطار مدني للفلسطينيين في الضفة الغربية، مرورا بتعزيز السياج الحدودي مع الاردن، والتعاون الاستخباري بين اسرائيل والولايات المتحدة. ورغم أن الخطة لم تستكمل أبدا، فان اجزاء كبيرة منها عرضت في حينه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون ومسؤولين في القيادة العامة للجيش الاسرائيلي. وكانت المواقف في اسرائيل مختلفة: لقد حظيت الخطة بمباركة المستوى العسكري الرفيع، لكنه تم رفضها من قبل يعلون، وتم انتقادها من قبل نتنياهو.
المرة الاخيرة التي طرحت خلالها هذه الخطة على الطاولة كانت في العام 2014، لكن في الاسابيع الاخيرة تزداد الدلائل على أن الادارة الامريكية الجديدة مهتمة بها. والدليل على ذلك هو حقيقة أن مستشار الامن القومي في ادارة ترامب، الجنرال هيربرت ماكماستر قرر تعيين كريس باومان، مسؤولا عن الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني في مجلس الامن القومي، وهو كولونيل متقاعد في سلاح الجو الامريكي، وكان ضمن الطاقم الرفيع الذي عمل على اعداد “خطة ألان” في العامين 2013 – 2014.
في الاسابيع الاخيرة تحدثت صحيفة “هآرتس مع عدد من المسؤولين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، الذين كانوا مطلعين على الخطة. وقال الضباط الكبار الذين شاركوا في الاتصالات مع الامريكيين إنه يمكن اعتبار خطة ألان وثيقة مشتركة للولايات المتحدة واسرائيل، نتاج عمل مشترك للبنتاغون والجيش الاسرائيلي. والبرهان على ذلك أن عشرات الضباط الاسرائيليين شاركوا في المشاورات، في عدة طواقم وعلى مستويات مختلفة، وعملوا مع نظرائهم الامريكيين. وحسب بعض المصادر الاسرائيلية، فان المحادثات بين الطرفين كانت عميقة جدا وتمت ادارتها على مستوى عال من الانفتاح، وبشكل أتاح لكل طرف فهم تخوفات وتحفظات الطرف الآخر.
التوبة
حسب بعض المشاركين في المحادثات، قدم ضباط الجيش الاسرائيلي للأمريكيين وثيقة ضمت 26 نقطة، وتم من خلالها تحديد مصالح اسرائيل الامنية في المناطق. وطلبت اسرائيل من الطاقم الامريكي ايجاد حل ناجع لكل نقطة من النقاط الـ 26. وحسب بعض الضباط رفيعي المستوى، الذين شاركوا في النقاشات، فان جميع النقاط تقريبا حصلت على الرد الكافي من الطرف الامريكي.
رئيس قسم التخطيط في هيئة الاركان العامة في تلك الفترة، الجنرال نمرود شيفر، الذي ركز الاتصالات من الطرف الاسرائيلي، اعتقد أنه يمكن للخطة ان تسمح بالحفاظ على مستوى أمني معقول من ناحية اسرائيل بعد الانسحاب الواسع من الضفة الغربية، والذي سيكون مقرونا باتفاقيات شاملة مع الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والاردن.
كما ان  رئيس الاركان في حينه، بيني غانتس، كان يميل الى موقف الجنرال شيفر. وقال مسؤول امريكي سابق لصحيفة "هآرتس" إن ألان ومساعديه “كانوا يقدرون اسهام الجنرال غانتس الذي أيد استمرار الاتصالات وشجعنا على الاستمرار في البحث عن حلول، ايضا عندما كانت هناك عقبات وعدم توافق بين الاطراف”.
اذا كان المستوى العسكري قد وافق على الاقتراحات الامريكية، فقد كان رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يعلون مختلفا، واعتقدا أن الاجوبة الامريكية غير كافية.
خلال المحادثات مع الامريكيين طرحت امكانية انشاء مطار فلسطيني في الضفة الغربية، يمكن الفلسطينيين من حرية الحركة نحو الخارج بشكل مباشر، وليس عن طريق اسرائيل. لكن اسرائيل عارضت الفكرة رغم أن ألان وفريقه اقترحوا حلول تكنولوجية واستخبارية للمخاطر الأمنية المحتملة. وتحفظت اسرائيل من فكرة امريكية اخرى – تمكين الفلسطينيين من اقامة اسطول مروحيات (غير مسلح) لتمكين القوات الامنية التابعة للسطلة من الوصول بشكل سريع الى الاماكن التي قد تجري فيها تنظيمات لتنفيذ عمليات أو مظاهرات عنيفة.
لقد أشار الامريكيون الى أن اسرائيل تطلب من السلطة قدرات التدخل السريع، لكنها تقوم بوضع عقبات امام الاقتراحات التي يفترض أن تجعلهم يحققون هذا الطلب. واقترح طاقم ألان تشكيل ما يشبه الممر “نفق جوي” محدود، يسمح فيه فقط بتحرك المروحيات الفلسطينية، تحت الاشراف الاسرائيلي الكامل، وتكون لاسرائيل قدرة الرد الفوري على أي انحراف فلسطيني خارج نطاق “النفق” المتفق عليه.
واكد الامريكيون أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح في أي اتفاق مستقبلي. لذلك فان المروحيات التي سيحصل عليها الفلسطينيون ستكون من النوع الذي تستخدمه قوات الشرطة في ارجاء العالم، وليست مروحيات ذات قدرة هجومية. “في حالة الطوارئ، السيطرة على المجال الجوي تنتقل بشكل اوتوماتيكي وفوري الى اسرائيل”، قال مسؤول امريكي سابق للصحيفة، وأضاف بأن “الرسالة الموجهة للفلسطينيين في اطار الخطة كانت بسيطة – من يشذ عن خط الطيران سيتم اسقاط طائرته”. كما أضاف بأن الامريكيين اقترحوا اجراء اختبارات تصنيف أمني مرة كل سنة للطيارين الفلسطينيين بمشاركة اسرائيل.
ثمانون سنة في الضفة الغربية
الامريكيون الذين شاركوا في المشاورات يتذكرون أحد اللقاءات التي شارك فيها نتنياهو ويعلون ورئيس الاركان غانتس، والتي فاجأ وزير الامن خلالها الحضور عندما أعلن بأنه لا يتفق مع نتنياهو على أن الجيش الاسرائيلي يجب أن يبقى في غور الاردن لمدة اربعين سنة بعد التوقيع على اتفاق السلام. ولكن التفاؤل الامريكي تلاشى في لحظة عندما قال يعلون إن على الجيش الاسرائيلي البقاء في غور الاردن لمدة 80 سنة. وقد اقترح ألان وطاقمه فترة أقصر، واعتقدوا أن الطرف الفلسطيني قد يوافق على فترة عقد من الزمن.
بشكل عام، خصص طاقم ألان جزء كبيرا من عمله لإيجاد حل أمني لمنطقة غور الاردن بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي. وقد شملت الخطة غرفة عمليات امريكية ونظم استشعار، وطائرات بدون طيار واستخدام صور الاقمار الصناعية، الى جانب تعزيز السياج الحدودي القائم على طول نهر الاردن. واقترح الامريكيون ايضا اقامة سياج آخر مواز في الجانب الاردني من الحدود. واعتقدت اسرائيل أنه لا حاجة الى ذلك: طالما أن الملك عبد الله في الحكم، فان اسرائيل تعتمد عليه. اذا كانت العائلة المالكة لا تسيطر في الاردن فان السياج الحدودي في الجانب الاردني لن يفيد.
في اطار البحث الذي قام به مساعدو ألان، سافروا الى غور الاردن والى ما وراء الحدود القائمة الآن بين اسرائيل والاردن. وحسب اقوال المسؤولين الامريكيين السابقين، فان الطاقم الامريكي قام بهز السياج مدة ربع ساعة، الى أن جاءت دورية اسرائيلية ولاحظت وجود النشاط الاستثنائي.
المسألة التي بقيت بدون اجابة هي مستوى التعاون الاستخباري بين اسرائيل والامريكيين بعد التوقيع على اتفاق السلام مع الفلسطينيين. فالطرفان لم يتفقا بشكل مفصل في هذه النقطة. وقال مسؤول امريكي رفيع سابق للصحيفة إن المشاورات استمرت، لكن الاحداث التي جرت في منتصف 2014 – لا سيما انهيار محادثات السلام التي ادارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، واندلاع عملية الجرف الصامد في غزة – أدت الى وقف المحادثات قبل الاتفاق على جميع المواضيع.
لقد أمر يعلون بوقف المحادثات مع الامريكيين، ومنع ضباط الجيش من ارسال اوراق العمل أو اجراء لقاءات اخرى. كان موعد توقف العمل المشترك، حسب بعض المشاركين، هو قبل عدة اسابيع من امكانية التوصل الى مسودة كاملة للوثيقة المشتركة وتسليمها للمستوى السياسي في اسرائيل والولايات المتحدة.
لقد تم عرض الخطة المعدلة خلال اللقاء المقلص الذي جرى في بداية 2014 في مكتب رئيس الحكومة. وشارك في هذا اللقاء نتنياهو ويعلون والسكرتير العسكري في مكتب نتنياهو، الجنرال ايال زمير في حينه، ووزير الخارجية الامريكي جون كيري والجنرال ألان. وقد طرح نتنياهو ويعلون في اللقاء اسئلة انتقادية كثيرة. قام كيري بتسجيلها ووعد بالرد عليها. ولكن عمليا، لم يحدث لقاء آخر لأن المشاورات توقفت بعد فترة قصيرة. “كان شعورنا طوال الوقت هو أن المستوى الرفيع في الجيش الاسرائيلي يتعامل مع هذه المواضيع كأمور مهنية وينظر اليها فقط من زاوية أمنية”، قال مسؤول امريكي سابق للصحيفة. “وفي المقابل، قرر المستوى السياسي في اسرائيل، لا سيما نتنياهو ويعلون، افشال المشاورات”.
لقد اعتقد يعلون أن خطة ألان غير كاملة. وحسب رأيه فان الامريكيين عالجوا فقط الانتشار المخطط في غور الاردن والعلاقة الامنية بين اسرائيل والاردن، وليس القضايا المتعلقة بالحفاظ على الامن في الضفة الغربية. أهم ادعاءات يعلون ونتنياهو كانت أن الخطة لا تمنع اطلاق قذائف على مطار بن غوريون، ولا تضمن استمرار حرية العمل العسكري للجيش الاسرائيلي بطريقة تمنع استخدام المعلومات في نابلس من اجل انتاج الصواريخ كتلك التي يتم تصنيعها في غزة، ولا يوجد جواب حول ما سيحدث عندما لا تلتزم السلطة الفلسطينية بتعهداتها في الاتفاق، ولا تقوم باعتقال مطلوبين في جنين. وهل يحق لاسرائيل العمل بدلا منها؟.
في اوساط ضباط في الجيش الاسرائيلي ايضا كان هناك من طرح اسئلة حول بعض البنود في الخطة الامريكية. وكان انطباع بعض الضباط أن الامريكيين يبالغون في التفاؤل بشأن قدرة الاجهزة الامنية الفلسطينية، خاصة أن خطط امريكية مشابهة لم تنجح عندما تم اعطاء الصلاحيات للأجهزة الامنية المحلية في العراق وافغانستان.
"لم يفهموا بشكل كاف تأثير صدمتنا مما حدث في اعقاب اوسلو، مرورا بالانفصال عن غزة وعدم وجود استقرار اقليمي في اعقاب الهزة العربية”، كما قال أحد المشاركين في الطرف الاسرائيلي. الرد الامريكي على هذا الادعاء كان أن الادارة اقترحت على اسرائيل حلول ناجعة بكلفة مليارات الدولارات في منطقة جغرافية صغيرة قياسا بالعراق وافغانستان. اضافة الى ذلك، حسب اقوال المسؤول الامريكي السابق للصحيفة، فان “قدرة اسرائيل على العمل بسرعة وقوة ستبقى طالما فشلت بقية البدائل”.
تقريب وجهات النظر
خلال جولات كيري المكوكية في كانون الثاني 2014 حدثت ضجة عندما نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت”، بدون موافقة يعلون، نبأ يقول إن يعلون اعتبر كيري “تبشيري ومهووس في محاولاته التوصل الى السلام. وكانت في اقوال يعلون ايضا انتقادات شديدة لخطة ألان الامنية. وخلافا لما قاله عن كيري والذي لم يحاول ابدا تصحيحه، فقد اهتم يعلون بالاعتذار بشكل شخصي أمام الجنرال ألان، وقال له إنه رغم الاختلافات في الرأي، إلا أنه يحترمه ويحترم جهوده من اجل ايجاد حلول لمصلحة أمن اسرائيل. ومؤخرا، اثناء وجود يعلون في واشنطن، التقى الاثنان، ويبدو أنه على المستوى الشخصي تم تقريب وجهات النظر.
وردا على سؤال "هآرتس" قال ألان إنه هو وطاقمه “شعروا طوال الوقت بأن القيادة العسكرية في الجيش تؤيد الخطة. رغم وجود خلافات حول بعض التفاصيل، واعتقدنا دائما أن هناك حاجة لاستمرار المفاوضات على الامور المختلف عليها. الأمن لم يكن عقبة في التقدم في محادثات السلام”.
لا توجد لدى ادارة ترامب خطة شاملة لاستمرار محادثات السلام، واقوال الرئيس تلخصت في أنه يريد “السلام والحب” في الشرق الاوسط. ومع ذلك فقد التقى مسؤولين في ادارة ترامب مع رجال من منظمة “ضباط من اجل أمن اسرائيل” التي بلورت خطة أمنية لليوم الذي يلي التوقيع على الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني والتي تعتمد جزئيا على خطة كيري. وطلب رجال الادارة سماع الخطة، لكنهم لم يقولوا إنه سيتم تبنيها. وهناك تلميح اخر جاءت من مستشار ترامب للأمن القومي، الجنرال ماكماستر، في الشهر الماضي في مناسبة يوم استقلال اسرائيل، التي جرت في واشنطن، حيث قال إن ادارة ترامب ستعمل على تحقيق السلام في الشرق الاوسط مع الحفاظ على أمن اسرائيل. وبقي الآن أن نرى كيفية قيام ادارة ترامب بالربط بين الموضوعين، وهل ستساهم الخطة التي وضعت في زمن اوباما في ذلك.
الزمن الضائع
تنشر سيما كدمون، لقاء مع الاديب العبري دافيد غروسمان، صاحب كتاب "الزمن الأصفر" الذي اصدره في اعقاب جولة قام بها في 1987 الى الضفة الغربية، والذي تنبأ فيه بالانتفاضة الاولى.
وتبدأ كدمون باقتباس ما كتبه غروسمان في حينه: "يتملكني احساس قاس مصدره انني أخشى بأن يستمر الوضع القائم عشرين سنة اخرى. والذي يضمن ذلك هو – غباء الناس وعدم رؤية الخطر المحدق. ولكنني واثق أيضا بأنه سيأتي يوم وفيه نجبر على التحرك، وعندها قد نكون في وضع اسوأ مما نحن عليه اليوم".
وتقول: "هذه الكلمات لم تُقل اليوم، بل كتبت قبل ثلاثين سنة، في العام 1987، في ذكرى مرور عشرين سنة على حرب الايام الستة. وقد كتبها الاديب دافيد غروسمان وقام بنشرها في العدد الخاص من اسبوعية “عنوان رئيسي العبرية (اسمها "كوتيرت راشيت"). ولم يتوقع احد في المجلة التأثر والاهتمام الذي ستثيره الـ14 فصلا التي كتبها غروسمان، والتي جاءت بعد قيامه طوال سبعة اسابيع بجولة في الضفة الغربية. ومنحت المجلة عنوان “الزمن الاصفر" لمشروع غروسمان. وفيما بعد اضاف الكاتب فصول اخرى وتحول النص الى كتاب.
في حينه كان ناحوم برنياع احد محرري “عنوان رئيسي الى جانب توم سيغف. وقال انه في تلك الفترة، بعد مرور عشرين سنة على الاحتلال، كان يبدو ان كل شيء جيد. مئات آلاف الفلسطينيين عملوا في اسرائيل واحضروا الطعام الى بيوتهم. كان هناك تصدير من المناطق الى الدول العربية. وها هو شخص يتمتع بقدرات الاديب، ويتمتع بتعاطف كبير، يصف فجأة للإسرائيليين داخل الخط الاخضر واقعا لم يشاهدوه – وضع غير مقبول اخلاقيا. وفي اعقاب الكتاب عقدت في "بيت ليسين" أمسيات “الزمن الاصفر”، بمشاركة فلسطينيين تحدثوا عن حياتهم.
لقد فوجئ الناس برؤية فلسطينيين يتحدثون العبرية، ويعرفون أكثر منا ادراج العمارات في تل ابيب لأنهم يقومون بتنظيفها. كما قال برنياع. كان هذا ينطوي على عنصر الاكتشاف، وقد فعل غروسمان ذلك بطريقة استثنائية. هذا ليس شخصا يعتبر أن دوره هو تربية المجتمع الاسرائيلي. هذا كتاب حزين أكثر من كونه يقدم المواعظ. دمج بين التعاطف والموقف الاخلاقي، والقدرة المباشرة على فهم الفلسطينيين بلغتهم، لأن غروسمان يتحدث العربية.
هذا الأسبوع قال غروسمان: “كان عمري 33 سنة، وكانت العشرين سنة تبدو لي مثل الأزل. شعرت أن انفجار الفلسطينيين سيأتي، ولم أكن أعرف كيف سيسمون ذلك، لكني شعرت بقوة احباطهم واهانتهم وغضبهم، والغياب المطلق للمبالاة من قبل الاسرائيليين. في اليوم الذي زرت فيه مخيم الدهيشة للاجئين، عدت الى القدس وذهبت لشراء دفتر من شارع بن يهودا. كان مساء مقدسي باردة وضبابي، الناس يسرعون الى منازلهم، وساد الشعور باللامبالاة وبان كل شيء عادي ولن يتغير، وأنا كنت اشعر بالاشتعال بسبب النبأ الذي أحضرته معي من المكان الذي يبعد نصف ساعة عن بيتي”.
لقد صدر عدد “عنوان رئيسي (الذي نشر فيه انطباعاته) في أيار 1987، وتم توزيع 40 ألف نسخة منها، ثلاثة اضعاف ما يتم توزيعه عادة. واندلعت الانتفاضة الاولى في شهر أيلول من ذلك العام. وتم اصدار الكتاب اثناء الانتفاضة، والتهمه الناس كإثبات بأثر رجعي، لأنه توقع المستقبل. وتمت ترجمته الى عشرين لغة، وساهم في استمرار صدور "عنوان رئيسي" بفضل المبالغ التي حصلت علها من صحيفة "نيويوركر" التي نشرت فصول "الزمن الأصفر".
"لم نعتقد أن هذا العدد الكبير من الاشخاص سيرغبون بقراءته”، قال غروسمان، “لقد طبعوا المزيد والمزيد من النسخ، ويمكن أن تكون تلك المرحلة هي التي لم يعد من الممكن فيها استمرار النفي الذي بدأ بعد حرب الايام الستة. كان هناك عدم رضى متزايد بسبب ابتعاد اسرائيل عن الواقع. وكانت في الكتاب حقائق لم يعرفها الاسرائيليون. كانوا يعرفون فقط التقارير حول اطلاق النار والاخلال بالنظام والعمليات الارهابية – مجموعة من الكلمات التي حمتهم من الواقع.
"وفجأة يأتي هذا النص، الذي كتبه كاتب شعر برهاب الاحتجاز داخل نصوص الآخرين، ووصف لبشر، لمشاعر، لعلاقات، للحظات من الحنان، الضحك والفكاهة. اوضاع يومية جعلت الأمر قريبا بشكل رهيب. لقد هاجموني في حينه لأن النص كتب بشكل جميل. في نظري لم يكن جيملا، بل كان دقيقا. لقد كتب مع تفاصيل اكثر مما كان متبعا الكتابة عن الواقع، خاصة في وضع شديد الفظاظة. وراء كل كلمة هناك شيء في الواقع".
الأبطال الحقيقيين في الدراما
لقد تجندت المجلة كلها للموضوع، بما في ذلك المحررين ونائب رئيس التحرير ابنير ابراهاماي ومحرر النص ابي كاتسمان. واستثمروا في الصور وفي عناوينها، في محاولة لتحويل المجلة الى البوم. لقد قام غروسمان بعمل تقرير نوعي غير مسبوق، قال برنياع في لقاء معه ذات مرة. لقد اظهر مصداقية عالية ونشاط. وهذا الأسبوع اعترف برنياع انه في حينه عشق غروسمان، الكاتب الشاب الذي لم يكن معروفا تقريبا بفضل كتبه. اهمية تلك الرحلة، حسب رأيه، هي انه كشف للمرة الاولى لغالبية الاسرائيليين، بأنهم شعب محتل. لم تكن في حينه حواجز كما هو الوضع اليوم، يقول برنياع، لكنه كان حاجز شفاف، وغروسمان جاء وجعله ملموسا. لقد وضع الاصبع على الظاهرة التي تقف امامنا، وعلى انها ستأتي غيمة ما. كلهم شاهدوا غيوم تشبه الأغنام، وهو شاهد غيوم المطر.
يمكن فهم برنياع: لا يمكن عدم عشق غروسمان. بتواضع يأسر القلب، بشكل حمله للألم الانساني على اكتافه، بقدرته على الاصغاء، بالشفقة. انه لم يعد ولدا. بعد نصف سنة سيبلغ 64 عاما، وحتى الان لا يزال يثير الرغبة باحتضانه ووعده بأن كل شيء على ما يرام.
منذ "الزمن الأصفر" كتب الكثير من الكتب، بينها "ابتسامة الجدي"، "القيمة: الحب"، "كتاب القواعد الداخلي"، "حاضرون غائبون"، "يوجد اولاد يتعرجون"، "شيء للركض معه"، "فلتكوني لي السكين"، "انا افهم بالجسد"، "موميك"، "امرأة تهرب من البشرى"، "اسقط خارج الزمن"، "حصان واحد دخل الى البار"، سلسلة كتب "ايتمار" وغيرها. وتمت ترجمة كتبه الى كثير من اللغات وحظيت بنجاح ضخم في الخارج. ومن خلفه سلسلة كبيرة من الجوائز، وفي هذه الايام تم ترشيحه لجائزة مان بوكر الثمينة.
في حينه، في 1987 كانت تلك المرة الاولى التي يتجول فيها غروسمان في المناطق، اربع مرات كل اسبوع، بسيارته الصغيرة، في مخيمات اللاجئين، في القرى، في المحاكم، في رياض الطفال، في المدن، في المستوطنات. وكتب في مقدمة كتابه: "عندما بدأت هذه الجولة، قررت ألا اتحدث مع رجال السياسة والموظفين الرسميين اليهود والعرب. هؤلاء افكارهم معروفة وواضحة. لقد اردت ان اقابل الناس الابطال الحقيقيين في هذه الدراما، اولئك الذين يدفعون مباشرة ثمن اعمالهم وفشلهم، وشجاعتهم، وخوفهم، انحطاطهم واصالتهم. ولكنني ادركت حالا اننا جميعا ندفع الثمن، ولكننا لا نعرف ذلك".
كنت جزء من الاكذوبة
كان مخيم الدهيشة هو المكان الاول الذي زاره غروسمان. “زرعت نفسي داخل المخيم. كنت خائفا جدا. بدأ الناس يحيطون بي ويطرحون الاسئلة، من أين أنا وماذا أريد، كنت الاسرائيلي الاول الذي يزور المكان بدون سلاح أو زي عسكري. وقفت لفترة طويلة الى أن قامت امرأة مسنة بتجاوز الرجال المحيطين بي وأمسكت بيدي وقالت: تعال.
“اليوم”، يقول غروسمان، “بتنا ندرك اشتياق اللاجئين الى يافا والرملة. لكنني رأيت في حينه على الحائط مفتاح البيت السابق. لم أكن أعرف، ولم يعرف القراء ذلك، وعندما تسألين فلسطينيا أين ولد، يقول اسم القرية العربية التي ولدت فيها جدته.
“بدأ الحوار، وكانت أحد اللحظات المؤثرة عندما ادركت حاجتهم الى التحدث معي، أنا العدو، ورواية قصتهم. رغبتهم بسماع قصتهم. فجأة ترى المرأة ذات التجاعيد على وجهها، والتي ذكرتني بوجه جدتي، تشتعل، وعيونها تلمع، لأن قصتها شرعية. ولديها الشرعية من اكثر من تريد ان يتقبلها- عدوها. لأن هذا هو اكثر ما نرغب فيه: المصادقة على قصتنا بالذات من قبل اعدائنا”.
قبل ذلك باربع سنوات كتب غروسمان "ابتسامة الجدي"، وهي قصة عن عربي نصف مجنون، يأسر في خياله جنديا اسرائيليا. "اعتقدت انني احاول من خلال ذلك فهم كيف يمكن ان نكون محتلين لشعب اخر طوال هذه الفترة. كيف اعتدنا ذلك، كيف تتراكم الاكذوبة في حياتنا وتتحول الى نوع من الواقع. لقد بدأت الفهم تدريجيا بأنني لم احل شيئا من خلال هذا الكتاب، وانني جزء من الاكذوبة العامة.
"لقد كنت طوال اربع سنوات على الاقل، الشخص الذي قدم النشرة الاخبارية الصباحية في صوت اسرائيل. منذ 1983، كل صباح، بشكل متبادل مع ارييه جولان وشالوم كيتل، كنت اوقظ المستمعين مع كمية من الكوارث التي كانت تكفي الدنمارك لعشرين سنة، وكانت هناك لهجة معينة كنت ملزما بها. لكنني سميت الاحتلال "احتلال" ولم اوافق على القول بأنه قتل شاب محلي خلال خرق للنظام. "خرق للنظام؟" هل يوجد نظام ما في الاحتلال؟ شاب فلسطيني؟ والحديث عن طفل في الخامسة من عمره، لم يكن له ابدا اسم، الى ان اجبرنا ادارة الراديو على اعلان الاسماء. وكلمة "قتل". شيء سلبي، كما لو انه لم يقتله احد.
بعد كل نشرة تقريبا، كان يصلني رنين الهاتف الداخلي من اوري فورات، تومي لبيد وامنون نداف – كل رسل السلطة الذين حرصوا على استخدام لغة مغسولة، وكان يمكنني مواصلة حياتي بهدوء وبارتياح. فالمحتل اقل قلقا من الاحتلال، مقارنة بالخاضع للاحتلال".
في كتاب "الزمن الأصفر" يكرس غروسمان فصلا لغسيل الكلام هذا. الفصل الذي يبدو بعد 30 عاما من كتابته وكأنه كتب اليوم.
"ليس من المناسب القول "المناطق المحتلة". هناك الكثير من البدائل الأخرى، اشهرها، كما هو معروف "المناطق". صحيح ان وزير الخارجية شمعون بيرس بدأ مؤخرا بتسميتها "الأقاليم"، ربما لأنه يريد التهرب، ابعاد افادته، وفي اللغة الاجنبية يظهر الأمر اكثر نقاوة. ولكن هذه الكلمة بالذات تثير اصداء الحرب الوجودية البيولوجية، الغرائزية، من اجل الحياة والموت.. منذ سنوات لا نسمع "ضم القدس الشرقية"؛ يقولون "توحيد المدينة". اضافة المستوطنات على الأراضي العربية يسمى "تكثيف"، لا يوجد رأي عربي، يوجد "تحريض"، لا يوجد رجال فكر عرب، يوجد "مثقفون". لا وجود للمزارعين العرب، يوجد "قرويون"، لا وجود لعلم للنفسية العربية، توجد "عقلية". في مدن الضفة لا توجد شوارع، توجد "ازقة" فقط. لا يوجد عمال عرب، يوجد "عمال". انهم لا "يتظاهرون" ابدا، وانما "يشاغبون" او "جموع محرضة"، ولا توجد "مظاهرات" وانما "اضطرابات"."
تزعزع الشرعية
أحد فصول الكتاب القوية يصف زيارة غروسمان الى عوفرا. لقد توجه غروسمان الى الحضور وسألهم كيف يشعر العربي في سلواد أو عين يبرود في حياته اليومية، وفي تفكيره الخاص جدا، وعلاقاته باطفاله. وكيف يشعر بتأثير وجود سكان المستوطنات في المكان الذي يعتبره وطنا له؟.
ويروي غروسمان لسكان عوفرا كيف يتخيل ذلك. انه يقول لهم بأنه في حياته اليومية يولي أهمية كبيرة للوقت: “لست مستعدا لتحمل التفكير بأن تمر حتى لحظة واحدة في حياتي دون معنى، او موضوع او متعة. أشعر بمسؤولية كبرى تجاه الوقت القليل جدا الذي يتوفر لنا، وأطن أنني لو كنت أعيش في ظل نظام اجنبي لكنت اتعذب من حقيقة عدم سيطرتي على وقتي – بالإضافة الى الامور الملموسة والمفهومة –كالانتظار 20 ساعة كاملة على الحاجز من اجل التفتيش، او حتى يفرض عليّ حظر التجول لعدة ايام، او تتحول ساعاتي الزمنية، التي هي ملك لي، الى عملات ممسوخة بأيدي قوى الظلم المنفلتة والمحكمة، أو ان يضعوني داخل نقطة غير طبيعية في المسافة الزمنية الشاملة للتاريخ، او ان افقد القدرة على الاستفادة من التطورات التي يعرقلونها، او يحثونها بشكل مصطنع وبلطجي، دون أن أتمكن من استخلاص كل ما تنطوي عليه”.
"حسنا"، قال أحد سكان عوفرا “عند مشارف تل ابيب اضطر انا ايضا ان اتأخر لساعة أمام الاشارات الضوئية في ساعات الصباح”. وقال آخر: "بالنسبة لي الوقت ثمين جدا لدرجة انني لا افكر بمثل هذه الأسئلة".
هذا الأسبوع، في بيته في مبسيرت تسيون، سألت غروسمان اذا كان شيء قد تغير.
"بالطبع تغير شيء”، قال غروسمان، “في العام 1987 كان هناك حوالي 100 ألف مستوطن. واليوم يوجد 480 ألف. وقد نجح المستوطنون فيما أرادوه بالضبط: واقع يصعب فيه رسم الحدود ويمنع الفصل بيننا وبين الفلسطينيين. وهكذا يفرضون علينا الخيار بين بضعة خيارات تراجيدية لمن يريد دولة ديمقراطية وبيت يهودي. بهذا المعنى يولد المستوطنون الخطر على دولة اسرائيل. يقومون بجرنا الى الهاوية. ومن اجل التفكير بشكل مختلف هناك حاجة الى انكار الواقع، وهذا غير موجود لدي للأسف”.
"ما سببته المستوطنات، هو علامة استفهام حلقت فوقهم وتحلق الان فوق اسرائيل كلها، فوق حقيقة وجودها، وشرعيتها التي تتزعزع في العالم، ودولة اسرائيل الديموقراطية، بيت الشعب اليهودي، ستواصل الوجود كدولة ستكون مختلفة جدا عن الامور التي كنت اريد لها ان تكون، الى حد سيصبح من الصعب عليّ العيش فيها".
عندما تتحرك الجدران
مرت ثلاثون سنة منذ كتب غروسمان كتاب “الزمن الاصفر”. في حينه كان والدا لولدين صغار، يونتان وأوري، واليوم هو أب لولدين كبار، يونتان وروتي، وجد لحفيدتين. ابنه الاوسط أوري، الذي خدم في سلاح المدرعات، قتل في نهاية حرب لبنان الثانية، بعد يومين من المؤتمر الصحفي الذي عقده غروسمان وعاموس عوز و أ.ب يهوشع وطلبوا خلاله من حكومة اسرائيل الموافقة على وقف اطلاق النار وعدم توسيع الحرب في لبنان.
بعد شهرين على موت اوري، ألقى غروسمان خطابا في مراسم ذكرى اسحق رابين تحت عنوان “القيادة الفارغة”.
سألته اذا كان الثكل قد أثر على موقفه بالنسبة للعدو. واذا كان موت اوري قد أثر على مواقفه.
“نظرا لوجود شهادات خطية لمواقفي قبل موت اوري، يصعب القول إنني غيرت مواقفي. احساسي مختلفة، أشد حدة، يوجد حزن أكثر في حياتي. وكانت هناك مشاعر غضب. الغضب على نصر الله وحزب الله. الغضب على هدر الحياة. لكنني ما زلت اؤمن بالأمور التي آمنت بها من قبل.
“بعد موت أوري التقيت مع مدير مدرسة من أم الفحم، وقال لي اعلم انه عندما حدث ما حدث لك، كان الكثير من الناس في الوسط العربي ينتظرون كيف سترد واذا كان هذا سيغيرك. وقال ايضا إنهم يشكرونني لأنني لم أتغير.
“لا أريد العيش في أي مكان آخر”، قال غروسمان الذي ولد في القدس وخدم في وحدة الاستخبارات 8200 وتعلم الفلسفة والمسرح في الجامعة العبرية. “هذا مكان عزيز على قلبي، وكل ما يحدث هنا له صلة بي. بالنسبة لي قصة الشعب اليهودي وارضه هي من أعظم القصص في التاريخ الانساني بشكل عام. كيف تحولت اسرائيل الى ما هي عليه من شعب لاجئين ومشردين. هذه المعجزة التي حدثت لنا، مع الابداعات الكبيرة لإسرائيل في مجالات كثيرة – الثقافة والهاي تيك والصناعة والعلوم وحتى الجيش. ولكن اسرائيل أنشئت لتكون بيتا. تعريف اليهودي على مدى التاريخ كان الذي لم يشعر بالراحة في أي مكان، وكان من المفروض أن تكون الدولة هي المكان الذي نشعر فيه أخيرا بأنه يوجد مستقبل لأولادنا وأحفادنا واحفاد أحفادنا.
"لكن هذا لا يمكن أن يكون بيت اذا كانت الجدران تتحرك دائما، واذا قمنا طوال الوقت بتحريكها. أشعر بأن البيت في خطر، هناك اشخاص بدأوا الآن فقط يشعرون بأنهم في البيت. اولئك هم المتدينون القوميون الذين شعروا بأنهم مستبعدون عن كل شيء، وهم على حق. ولكن كيف يعقل أن الطرفين لا يمكنهما الشعور بالبيت؟ فمن اجل ذلك اجتمعنا معا”.
اليأس مهين
هذه محادثة محزنة. غروسمان، على الرغم من الفكاهة، الوضوح، قدرته الرائعة على تشخيص الاوضاع والناس، حب الاستطلاع وتعاطفه المثير لشغاف القلب مع كل شيء انساني – هو شخص حزين. ربما بالذات بسبب هذه الحساسية التي تجعله يعايش كل شيء بقوة كبيرة، وربما ايضا بسبب الظروف الشخصية.
سألته ان كان يشعر باليأس.
"يائس؟ هذه مسألة فاخرة لا يمكنني السماح لنفسي بها. هناك الكثير من الاسباب لليأس هنا. لكنه من المهين اليأس، التسليم والقول: لقد هزمت. الناس يقولون: الأمر ضائع. لا يوجد ما نفعله. لكنه لا يمكنني تقبل ذلك.
لقد قامت اسرائيل ليس لكي نبقى ضحايا. في كل تاريخنا كنا ضحايا، وها قد وصلنا وعملنا، ولدينا دعم جنوني من الولايات المتحدة واوروبا، ومع ذلك لا زلنا نتصرف كالضحايا العاجزين، الذين يفتقدون الى المبادرة، كما لو ان العالم كله ضدنا. نروي لأنفسنا قصص الضحية".
"لدينا رئيس حكومة عبقري، انه عبقري بشكل يجعله يعرف كيف يخلط المخاطر الحقيقية بأصداء صدمتنا كشعب، ونحن كمجتمع مر بالصدمة، نشعر بالعجز امام الاعيب نتنياهو هذه. ومع ذلك يحظر علينا التعاون معه، لأننا خسرنا في الحرب في حينه، وتحولنا الى ضحايا فزعين وعاجزين مع القنابل والطائرات الاكثر تطورا.
"رؤساء الحكومات الاسرائيلية يعرفون ان التوجه الى المخاوف يثمر نتائج جيدة، لكنه لم يعمل احدهم على ايصال الالاعيب الى الذروة كما فعل نتنياهو. وليس فقط في تضخيم المخاطر، وانما في صورة الواقع. السعودية، الاردن، ومصر لديها مصلحة وجودية في حل الصراع معنا لكي تكون مستعدة لمواجهة خطر ايران وداعش. لكن نتنياهو يجد مخرجا في الزاوية المغلقة والخانقة للمخاطر، وهذا هو المنظار الذي يرى من خلاله العالم.
"من السهل جدا خدعنا. من اجل الايمان بالسلام يجب التغلب على غريزة الاشتباه والبقاء التي طورناها لأنفسنا طوال سنوات. هذا لا يأتي بسهولة.  يجب على اسرائيل الاقدام على المخاطر المدروسة حين تأتي لتحقيق الاتفاق مع الفلسطينيين. ليس لدي ثقة كاملة بهم وبالنوايا الحسنة للدول العربية ازاء اسرائيل. اعتقد ان الشرق الاوسط لم يستوعب ابدا وجود اسرائيل، ومن الممنوع ان تتخلى عن الجيش القوي، لأنه توجد من حولنا منطقة معادية. لكن الجيش وحده لا يستطيع حل تعقيد وجودنا هنا. نحتاج الى جيش قوي وعمل سياسي متعنت من اجل تخفيض سقف اللهيب تحت صراعنا.
"هذا ليس فيلما هوليووديا يمضي فيه الممثلون نحو الغروب. هذان شعبان جريحان نتيجة صراع عنيف وقاسي مداه اكثر من مئة سنة. لا يوجد مبرر للثقة ببعضنا البعض، هم ونحن مصممون لرؤية فخ في كل خطوة، بل فخ مميت.
"هناك اسباب قليلة للتفاؤل. اذا توصلنا الى اتفاق سلام فهذا يعني اننا سنقوم بتسويات مؤلمة للجانبين. سيقوم الكثير من المتعصبين الذين سيفعلون كل شيء من اجل اغتيال هذا السلام الفتي. يصعب تصور وجود رؤساء حكومة سينجحون بالتمسك بفكرة السلام في الوقت الذي ستنفجر فيه الباصات في الجانبين. ولكن اذا لم يكن بمقدور الزعيم القيام بالخطوة المعقدة هذه، فهو ليس الزعيم الذي نستحقه. نحتاج الى زعيم يستوعب الاوضاع المتناقضة، يبحث عن السلام ويستوعب المعارضة".
ويتذكر غروسمان خطاب رئيس الاركان يتسحاق رابين بعد حرب الايام الستة. "كان خطابا لامعا هدف الى قولبة وعي وذاكرة الاسرائيليين في تلك الفترة. رابين منح قصة الحرب مكانة قصة اخلاقية. لقد حذر من عدم المبالاة وهدم القدرة على ربط الانجازات في ساحة الحرب بقيم الشبيبة. انه لم يذكر الله ولو مرة واحدة، ولا حتى الايمان الديني. تصوري أي مكان سيكون لهم لو تم القاء الخطاب اليوم.
"لقد رغب رابين من خلال الخطاب بخلق اسطورة قومية جديدة. لكن المشكلة ان من تحمس في اعقاب الخطاب كانت المجموعات المتطرفة. ربما لم يتعود الشعب اليهودي على الشعور بفرح المحتل المنتصر. ولكن في تلك اللحظات بدأ الاحتلال بالاتساع والتطور، وكانت فيه خلايا اولوية للتطرف والعنصرية والتحمس التبشيري، وظهر فرح المحتل.
"كان الانتصار لامعا، لكننا لم نحذر. لا يوجد شعب منيع امام ثمالة القوة. وكم بالحري شعب واجه الابادة وخلال ستة ايام شعر بأنه امبراطورية.
"مثير لليأس رؤية ما تفعله حالة الحرب للبشر. بعد 50 سنة تقلص الامل كثيرا، واسرائيل تحقق انجازا لا يصدق – احتلال بدون شعب خاضع للاحتلال. الاسرائيلي المتوسط يكاد لا يرى الاحتلال، انه لا يرى الفلسطينيين، لا يسافر في مناطق (أ)، واذا سافر فانه يفعل ذلك على شوارع تلتف على الفلسطينيين. يوجد شعور في اوساط اليمين بأنه ينجح. وانه كما حققت اسرائيل معجزات في مجالات اخرى خلافا لمنطق الطبيعة، يمكنها ان تنجح بترسيخ الاحتلال كأمر مشروع".
اخفاء شعب بأكمله
سألته ان كان قد التقى بعد "الزمن الأصفر" بفلسطينيين كتب عنهم.
"كان هناك من التقيت بهم طوال السنوات الماضية، لكن الأمر تقلص. بسبب اليأس في الجانبين، بسبب الاسف على اننا لا نستطيع تحقيق تغيير. انا اكاد لا التقي بفلسطينيين. في اسرائيل لا تحدث لقاءات كهذه، وفي الخارج لا اريد لقاءات كهذه. لا اريد المشاركة في لقاء عربدة يجمع الاسرائيليين والفلسطينيين والالمان".
طلبت معرفة كيف يشعر بشأن الاحداث التي وقعت هنا، كحادث اليؤور ازاريا.
"هذه اعراض مرض اكثر عمقا من الجندي المنفرد. من اجل الحفاظ على نظامنا المحتل يجب علينا اقصاء كونهم بشر، نفي انسانيتهم، والا كيف سنتمكن من العيش مع واقع يعتقلون ابن احدهم، يقتحمون بيته في منتصف الليل، يحتجزونه لساعات على الحاجز؟ اذا لم نغيبه، فان حياته الصعبة والمؤلمة ستبدأ بالإزعاج. يوجد هنا تغييب ضخم، تغييب لشعب بـأكمله.
"المبدأ الديموقراطي يقوم على ان البشر كلهم ولدوا متساوين. اذا نجحت باحتلال شعب اخر لمدة 50 سنة بشكل ناجع الى حد انك تكاد لا تشعر – فانك تبدأ التصديق بأنك افضل منهم، بأنك في مكانة اعلى منهم في الهيكل الانساني. في اللحظة التي تمنح فيها الشرعية لهذا الشعور، لن ينتهي الأمر عند الفلسطينيين. هذا يغذي الاحتقار والكراهية السائدة هنا بين الاسباط المختلفة.
"لقد تقلص الامل بحل الصراع. التطرف الفلسطيني والاسرائيلي يتزايد. يسود الشعور بتولد انقطاع بين المواطن المتوسط والواقع: "لا يوجد ما نفعله"، "الوضع معقد"، "انهم لا يريدون السلام"، "سنعيش الى الابد على حافة السيف". هذا الفراغ، بين الانسان والواقع الذي تخلقه الحكومة بالأعمال والاخفاقات لا يبقى فارغا، اذ تدخل اليه قوى تستغل عدم مبالاتنا، وتحدد مستقبلنا وتتسبب بجعل دولة كاملة تتعاون مع مصالح قطاع واحد فيها – قطاع المستوطنين الذي ينجح بهز الكلب.
"لقد حدث هذا مع تحويل حزب المتدينين القوميين، المفدال، الى البيت اليهودي، والذي على الرغم من ان اسمه الدافئ يذكر بشموع السبت والخبز، الا انه عامل متشدد، عازم، يستعبد مصالح الدولة كلها من اجل احتياجاته وايديولوجيته، ونتنياهو يتحرك الى هناك. بدلا من التوجه نحو حلفائه، يتحول بسبب ضعفه نحوهم، وهو ينتج كل انواع القوانين، كقانون القومية، قوانين لن تتحقق لكنها تهدف في الاساس الى غرس اصبع في العين. وهذا كله يأتي من خلال الشعور بالقوة، التي استوعبها اليمين لأول مرة. ذات مرة، حتى عندما كان في السلطة تصرف مثل طائفة تتعرض للملاحقة. الان اصبح يشبه قبضة الحديد داخل وسادة ريش.
خطة الانفصال
من الواضح انه يوجد ميل لاعتبار غروسمان يساريا. وهكذا سيتم التعامل مع هذه المقابلة: يساري آخر يحب الفلسطينيين أكثر من أبناء شعبه. ولكن عند الاستماع اليه ندرك الى أي حد هذه القصة معقدة.
“يساري؟”، سأل، “أنا لا اريد تعريف نفسي. في مطلبي بأن يحافظ كل اتفاق مع الفلسطينيين على اسرائيل وأمنها، في شكي بالدول العربية وبشكل اصراري على رؤية الجوانب الطيبة، القيمة والنادرة المتوفرة في اسرائيل – ربما يمكن العثور على طابع يميني. لكنني بالتأكيد موجود في اليسار لأنني أعتبر ان عدونا هو انسان، وأنا أريد له أن يعود ليكون انسان. يصعب علي التفكير بما تفعله دولتي لشعب آخر منذ خمسين سنة”.
سألته من الذي يجب أن يكون رئيس الحكومة القادم في اسرائيل.
“لقد التقيت مع العديد من القادة المحتملين، وهم ذوو كفاءة وثقافة. لكنهم اضاعوا الفرصة. يمكن لتسيبي لفني ان تكون رئيسة حكومة ممتازة. فهي شجاعة ومسؤولة، مستقيمة ولديها استعداد للمخاطرة ودفع الثمن من اجل مبادئها. نحن بحاجة الى جرأة استثنائية من اجل الخروج ضد ما تثقفت عليه في البيت ورؤية الواقع بكل مركباته كما تفعل هي.
“الامر المحتمل والمنطقي الآن هو الانفصال، مع علاقات تجارية متبادلة. الدول التي تعيش الى جانب بعضها البعض تكون لها مصالح مشتركة. ولكن هنا توجد أقلية بسبب التعب تريد فكرة اخرى، أن يتحول الأعداء الى كيان واحد. لكن يجب علينا أن نعرف أن الحديث هو عن شعبين غير جاهزين سياسيا لهذه الفكرة المعقدة. اولا، يجب علينا التعافي من مئة عام من الصراع.
"عندما انظر الى حلفاءنا في العالم، لا افهم كيف لا تستغل الحكومة ذلك وانما تفرض علينا العيش في دولة ثنائية القومية. كيف يمكن للناس الذين يفترض ان يكونوا وطنيين، ان يوصلونا الى وضع ستضطر فيه الغالبية اليهودية الى منح ابن الاقلية الفلسطينية الحق بأن يصبح وزير مالية، وزير تعليم، طيار في ال عال، قائد عام للشرطة. صحيح ان هذه افكار واهية: شعبان لا يستطيعان ان يكونا ابناء عمومة، فجأة يريدان ان يصبحا توأما سياميا.
سؤال عمره 50 سنة، ولا يوجد جواب
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل ستحتفل قريبا بمرور 50 سنة على حرب الايام الستة. ومن المؤكد ان الحنين إلى فترة ما قبل الحرب، الى ايام "دولة اسرائيل الصغيرة، والجيدة''، سينعكس بقوة أكبر. هذا الحنين سينعكس بشكل واضح ومفصل ظاهرا، وفي اجزاء معينة من وسائل الاعلام سيتم وصف مدى كون تلك الأيام جيدة وبريئة، وبالتأكيد حين تقارن بهذه الأيام. وسيشرحون بأن "الاحتلال" هو مصدر التغيير الى الأسوأ، وهو الذي يدمر دولة اسرائيل. ومن شبه المؤكد انه لن يتم التذكير بأن المقولة المشهورة آنذاك، عشية حرب الأيام السنة، كانت "يجب على آخر من يترك البلاد ان لا ينسى اطفاء الضوء". قلة، اذا كانت هناك قلة كهذه، سيذكرون بأنه بسبب كونها صغيرة وضيقة الخاصرتين، كانت الاجواء في اسرائيل عشية الحرب صعبة. لم يعتقد الجميع بأن الدولة ابنة الـ19 عاما ستبقى بعد الحرب الوشيكة.
وللسبب ذاته – استلهام التشجيع من تاريخ تلك الأيام – يمكن التوقع بأنهم في الجانب الثاني من المجتمع الاسرائيلي سيبالغون في وصف مشاعر الخوف التي سادت في حينه، لكي يؤكدوا مدى مساهمة توسيع اسرائيل في الحفاظ على امنها، والادعاء بأن ما يسمى نتيجة خطأ بـ"الاحتلال" انقذ اسرائيل من الفناء. اضف الى ذلك، سيؤكد اليمين اهمية العودة الى ارض الآباء "قاعدة وجودنا" كما لو ان اسرائيل لم تكن قبل الأيام الستة تمر في عملية تعزيز تدريجي ومع مشاعر تجدد على الأرض الخاضعة لسيطرتها.
في كتيبة المظليات التي خدمت فيها (الكتيبة 202) لم يعم الخوف. كمحاربين شبان اعتمدنا على قادتنا وعلى قدراتنا. وقد انعكست نتائج الاستثمار الكبير والحكيم في تضخيم قوة الجيش والدولة، في نتائج الحرب. يبدو انه لا فائدة كبيرة من الفحص المعمق لادعاءات الاطراف، لأن الحقيقة قائمة، كما يبدو، في مكان بينهما، لكنه من المهم التركيز على المعاني طويلة الامد لنتائج الحرب.
مفهوم جديد
حتى حرب الأيام الستة، كانت لدى العرب تفسيرات "مقنعة" لسبب فشلهم في حروبهم ضد اسرائيل. في عام 1948، كان التفسير السائد هو ان اسرائيل حاربت ضد دول فاسدة. في حرب سيناء (1956)، كان هناك تحالف دولي انضمت اسرائيل في اطاره الى قوى عظمى – ولذلك ليس مدهشا انها انتصرت. لكن حرب الأيام الستة تبرز بشكل خاص لأن الانتصار فيها كان مسلما به، ولم يملك العرب القدرة على اختراع أي ذريعة يتقبلها الوعي لتفسير ما حدث. لم يكن بالإمكان التنكر لحقيقة ان الاسلحة الجوية لكل الدول التي شاركت في حروب اسرائيل، فقدت غالبية طائراتها خلال فترة قصيرة جدا. لم يكن بالإمكان تفسير كيف انتهت الحرب بخسارة مصر لكل سيناء، وتدمير قسم كبير من جيشها. وفي الشمال صعد الجيش الاسرائيلي الى هضبة الجولان، وكان من الواضح ان المملكة الهاشمية فقدت الضفة الغربية بما في ذلك القدس، رمز طموح اليهود وهزيمة العرب.
لم يكن الفلسطينيون هم الذين خسروا في الحرب، وانما كل الجيوش العربية، لأن "فلسطين" لم تكن قائمة في العالم. والتفسير الوحيد الذي كان يمكن التفكير فيه هو الادعاء العربي: "فوجئنا"، كسبب لهزيمة الدول العربية. من هذه الناحية كانت حرب يوم الغفران، التي وقعت بعد ست سنوات، الختم النهائي للوضع الجديد: يبدو ان اسرائيل لن تهزم في ساحة الحرب. حرب 1973 التي بدأت بمفاجأة مطلقة من ناحية اسرائيل، انتهت بفشل عسكري كبير للدول العربية التي بادرت الى الحرب. وقلب الادوار بالذات كان بالغ الاهمية من اجل تعزيز هذا الاستنتاج.
لقد ربحت الولايات المتحدة الكثير من النقاط جراء الانتصار الاسرائيلي، في العالم الذي جرى فيه الصراع بينها وبين الاتحاد السوفييتي بشكل مباشر، وايضا (بشكل عام) عبر دول كانت حليفة لإحدى القوتين العظميين. نجاح الجيش الاسرائيلي في 1967، قاد، اذن، الى تغيير مكانة الولايات المتحدة في المنطقة والى بداية حلم تدمير اسرائيل بواسطة الجهد العسكري المركز من قبل الجيوش العربية.
لقد كان انور السادات هو اول من فهم، كما يبدو، الوضع الجديد، وكان هذا الفهم في قلب استراتيجيته العبقرية بعد ست سنوات، في حرب يوم الغفران، الحرب التي هدفت في جوهرها الى خوض مفاوضات مع اسرائيل برعاية امريكية. في حرب الايام الستة، كان السادات هو الرجل الثالث في القيادة المصرية، وكان باهتا وخجولا. ربما انزرعت في حينه لديه البذرة التي قادت الى اتفاق السلام بين إسرائيل  ومصر بعد عشر سنوات من الحرب.
لقد غيرت الحرب جغرافية المنطقة حول اسرائيل. وانعكس الأمر في الصعود الى هضبة الجولان والسيطرة على شبه جزيرة سيناء، لكن التغيير برز بشكل خاص امام وسط الدولة. فقد ابعد احتلال الضفة الغربية امكانية خنق اسرائيل في المنطقة الضيقة، مسافة الـ 11 كلم بين طولكرم وشاطئ نتانيا، كانت بمثابة كابوس استراتيجي منذ قيام الدولة، ولكن ليس بعد. لقد اشترت اسرائيل بعدا معينا من العمق من اجل حمايتها. اضف الى ذلك انه اصبحت لدى إسرائيل فجأة مناطق واسعة يمكن "المتاجرة" بها مقابل اتفاق سياسي.
في اسرائيل وفي انحاء العالم اليهودي، تغيرت مشاعر الامن بشكل مطلق. عشية الحرب تم اعداد حديقة عامة كبيرة في تل ابيب كمقبرة مؤقتة، لأنه ساد الاعتقاد بأنه سيسقط الآلاف (العدد كان اقل من ذلك بكثير). المصطلحات التي استخدمها اصدقاء اسرائيل، خاصة في المجتمعات اليهودية عشية الحرب، ذكرت بالكارثة بل حتى كان في صفوف القيادة من شكك بإمكانية الانتصار، لكن الحرب غيرت كل شيء.
بعد الحرب اصبح واضحا بأن اسرائيل هي قوة عسكرية عظمى قياسا بمصطلحات الشرق الاوسط، وان الجيش الاسرائيلي مستعد ويمكنه مواجهة اصعب سيناريو فكر فيه مخططو الحرب امام كل جارات اسرائيل، اللواتي تحاربنها في آن واحد. لقد تعلمت اسرائيل في الطريق الى الحرب انه لا يمكن الاعتماد على الضمانات الدولية وعلى القوات الاجنبية في ضمان امنها. فالضمانات تبخرت عندما ادخل ناصر جيشه الى سيناء، والقوة الدويلة التي كانت منتشرة للفصل بين الخصوم، اخلت المنطقة مكللة بالعار بناء على طلب الرئيس المصري.
تغيير في العالم العربي
في نظر الكثير من قادة الجيش الاسرائيلي كانت حرب 1967 فصلا آخر في حرب التحرير، خاصة فيماي تعلق بتحرير القدس والضفة الغربية. لقد ترسخت في الجيش، في اعقاب الحرب، مكانة سلاح الجو والمدرعات كمركبات رئيسية حاسمة. وكان في ذلك اعتراف بأن سلاح الجو هو الذي خلق قاعدة الانتصار عندما بدأ الحرب بمفاجأة.
لقد تبخر الدور الهام الذي اولاه الجيش في مفاهيمه لحماية المكان بسبب قرب البلدات المدنية من حدود نهاية حرب الاستقلال. لقد تم بناء الجيش الاسرائيلي على اساس كتائب مدرعة، كانت تعتبر عشية الحرب بمثابة قيادات مرتجلة. لكن في المقابل، لم يتم استخلاص العبر الصحيحة بشأن طابع الاستعداد للحرب القادمة، حتى عندما كان واضحا بعد عدة اشهر من وقف اطلاق النار انه تجري اعادة بناء الجيشين المصري والسوري تمهيدا لجولة اخرى.
الغطرسة التي تكمن في النجاح منعت التفكير المهني اللازم للجيش. بعد ست سنوات من حرب الايام الستة، فتح الكثير من قادة الجيش حرب يوم الغفران وكأنها كانت اليوم السابع لحرب الأيام الستة. دائما يقولون انه يجب الاستعداد للحرب القادمة وليس السابقة، وبعد حرب ناجحة يصبح تطبيق هذه العبرة اكثر تعقيدا – وقد تعلم الجيش الاسرائيلي ذلك بأقسى الطرق. الى جانب ذلك، زالت القومية العربية، خاصة في مفهومها الناصري، عن المسرح تقريبا. انها لم تصمد امام الفشل الذريع في 67. ربما كانت نتائج تلك الضربة ذات ابعاد تاريخية اكثر مما يجري الاعتقاد، وان بقاياها لا تزال تدوي كما يبدو في الربيع العربي الذي قضى على بقية الايمان بالقومية العربية. من الواضح ان الفشل المدوي قاد الى ارتقاء قوى اخرى في العالم العربي، كبديل للقومية الفاشلة، بما في ذلك المفهوم الإسلامي الذي ربح من فشل خصمه الحديث.
"القضية الفلسطينية"
لقد حدد التواصل مع عرب الضفة الغربية الهوية الفلسطينية لعرب اسرائيل، لكن الغاء الحكم العسكري قبل عدة اشهر من حرب الايام الستة، وابعاد فشل الدول العربية عشية الحرب، ادى الى تغيير عميق، لأن عرب اسرائيل فهموا بأنه لا توجد فرصة لتغيير نتائج حرب الاستقلال. والى حد كبير بدأت في حينه العملية الطويلة لارتباطهم بالمجتمع الاسرائيلي. لم يخطط احد لذلك، لكن الواقع الجديد من ناحية تعامل الدولة مع مواطنيها العرب، من جهة، والفشل الواضح للدول العربية من جهة اخرى، خلق ظروف مختلفة تماما من وجهة نظر الاقلية العربية في البلاد، وحتى الان، لا تزال الطريق طويلة حتى اندماجهم كإسرائيليين.
العامل الأساسي الذي يؤثر حتى اليوم على الحوار العام وعلى منظومة العلاقات مع دول العالم هو حقيقة انه في الايام الستة اصبحت إسرائيل هي صاحبة البيت في الضفة وغزة، التي عاش فيها مئات الاف الفلسطينيين الذين لم يطردوا ولم يهربوا. تحت السلطة الاسرائيلية يعيش في الضفة اليوم حوالي 2 مليون فلسطيني، ومثلهم تقريبا في غزة، التي لم تعد اسرائيل تسيطر عليها لكنها تحاصرها.
لقد تحولت "القضية الفلسطينية" الى مركز لمشكلة "الصراع الاسرائيلي العربي". صحيح ان العالم العربي رفض الاعتراف بحق وجود دولة يهودية مستقلة قبل 1967 ايضا، وصحيح ان منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها فتح، اقيمتا من قبل الفلسطينيين قبل سيطرة اسرائيل على "المناطق" كما تسمى احتلالات 67، ولكن في الجهاز الدولي يتركز الجهد منذ حرب الأيام الستة على فكرة عنوانها "الارض مقابل السلام". المفارقة هي انه يمكن الى حد كبير القول بأن هذه الحرب رسخت، من حيث الوعي والسياسة، وجود شعب فلسطيني. فإلى ما قبل الحرب لم يكن ترابط بين القطاع الذي سيطرت عليه مصر، وبين الضفة الغربية التي سيطر عليها الاردن، ولم تطالب أي دولة عربية بمنح الاستقلال للفلسطينيين. ولم تحلم بالمبادرة الى خطوة كهذه.
في اسرائيل يتركز النقاش حول المسألة الفلسطينية على المستوى المبدئي والايديولوجي. من جهة، انصار ارض اسرائيل الكاملة الذين يدعون انه في 67 عدنا الى الاماكن المقدسة التي حلمنا بها طوال اجيال، الى صهيون والقدس. وقالوا "هذه بلادنا" ولا يمكن التنازل عنها. ومن لا يصر على حقه في الخليل والقدس سيفقد الحق في تل ابيب وحيفا أيضا. في الجانب الثاني يقف انصار "حل الدولتين للشعبين"، والذين يقولون ان الاحتلال يفسد، حتى عندما يكون اكثر انسانية من المتعارف عليه في العالم، ولذلك فان استمرار الوضع الحالي سيسيئ الى الاساس الاخلاقي والطابع اليهودي للمجتمع في اسرائيل.
على المستوى العملي، من الواضح ان هذين الحلين سيبقيان اسرائيل مع مشكلة صعبة جدا: لا يوجد لدى اصحاب مفهوم الدولتين حل يرضي امام التهديدات التي ستنشأ عن دولة معادية في الضفة، على بعد 25 كلم من تل ابيب، عندما تسيطر عليها حماس (او الدولة الاسلامية)؛ وفي المقابل لا يملك من يرغبون بدولة واحدة بين النهر والبحر، حلا للتهديد الذي سينجم عن وجود اقلية تشكل نسبة 40% من سكان الدولة التي ستتحول من يهودية الى ثنائية القومية او لن تبقى ديموقراطية.
الاختيار، اذن، بين تهديدين، خارجي او داخلي. لا يوجد حل "صحيح" للمسألة، ولا يمكن معرفة كيف سيكون الوضع في المناطق من دون تلك الحرب. هل كان الاردن سيبقى ام ان اسرائيل كانت ستقف اليوم امام دولة فلسطينية تمتد من العراق وحتى رام الله. مع ذلك، من الواضح ان نتائج الحرب تقف اليوم في قلب التحدي الذي يواجه اسرائيل.
تلخيص
في تاريخ دولة اسرائيل الفتية سيتم تسجيل الفترة الفاصلة بين يوم الاستقلال التاسع عشر للدولة – حين بدأت تصل الأنباء عن دخول القوات المصرية الى سيناء، في 1967، وبين سنتها السادسة والعشرين، عندما تم توقيع اتفاقيات وقف اطلاق النار مع مصر بعد حرب يوم الغفران القاسية، كسبع سنوات من النمو لدولة اليهود.
لقد بدأت العملية وسط قلق ضخم بشأن قدرة اسرائيل على مواجهة اعدائها – قبل قرار الخروج الى الحرب المانعة في حزيران 67، وفترة النشوة التي جاءت بعد الانتصار المدهش خلال ستة ايام، والذي جاءت بعده سنوات الغطرسة التي انتهت بالدم والنار والفشل في بداية حرب يوم الغفران.
مع كل هذا جاء التنصل من الركود العسكري والروح المعنوية في نهاية الحرب القاسية في تشرين اول 1973، واستيعاب العبر وحجم التواضع والحذر الملائم لدولة بقيت اطراف امنها (وستبقى) ضيقة حتى بعد اكبر انتصار لها. وقد انعكس الأمر في اتفاقيات وقف اطلاق النار في بداية سنة 1974، وتوقيع الاتفاق السياسي مع العدو المجاور، مصر، خلال ثلاث سنوات.
عندما بلغت 19 عاما، انتقلت إسرائيل خلال ستة ايام من مسألة ما اذا كان يمكن منع تدمير دولة اليهود الى مسألة كيف من الصحي اكثر العيش فيها. لقد كان هذا هو اهم انجاز لحرب 1967، لأننا انتقلنا من صراع البقاء الى نظرة نحو المستقبل، من الخوف والقلق الى الامن.
أحدث أقدم