Adbox
جريدة القدس – العدد – 17333 صفحة  -14 حديث القدس/ هذه الجماهير الحاشدة التي تجاوز عددها المليون التي شاركت في مهرجان إحياء ذكرى رحيل القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات في ساحة السرايا والشوارع والمناطق المحيطة وسط قطاع غزة، والمسيرات والمهرجانات الحاشدة في مختلف محافظات الوطن والشتات، وفي العواصم العربية والأجنبية، نقلت أكثر من رسالة واضحة وبصوت فلسطيني واحد أولها رسالة وفاء للشهيد الرمز ياسر عرفات ونهجه الوطني وإصراره على كامل حقوق شعبنا الثابتة والمشروعة مهما اشتدت الظروف قسوة ومهما تعاظمت الضغوط.

شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وخاصة في قطاع غزة المحاصرة أعلن بالأمس للعالم أجمع أن وحدته الوطنية، التي حرص عليها الرئيس الراحل ياسر عرفات على مدى سنين النضال الطويلة، إنما هي وحدة راسخة أقوى من كل الخلافات الفصائلية، وهي المعبّر الحقيقي عن إرادة شعبنا، وان هذا العظيم يطالب قياداته وفصائله وكل قواه الوطنية بالمسارعة إلى إنهاء هذا الانقسام وتعزيز الوحدة التي يجب أن تطغى على أي خلاف.

الرسالة الأخرى التي أكدتها جماهير شعبنا في الوطن والشتات، وهي موجهة للعالم أجمع، بما في ذلك كل من يتحدث عن السلام ويسعى من أجل التوصل إلى حل، بأن هذا الشعب لن يقبل بأقل من الثوابت الوطنية التي ناضل الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات من أجل تحقيقها وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على ترابنا الوطني في كافة الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية، وحل قضية اللاجئين بموجب قرارات الشرعية الدولية.

الرسالة الثالثة التي وجهها شعبنا أمس هي رسالة الصمود والكرامة والكبرياء رغم كل الضغوط والتحديات ورغم جبروت الاحتلال وممارساته وانتهاكاته الجسيمة للقوانين الدولية، ورغم انحياز الولايات المتحدة الأميركية لهذا الاحتلال، وصمت الكثير من العواصم الغربية على ما يرتكب من جرائم بحق شعبنا، وإمعان بريطانيا في ظلمها التاريخي ومفاخرتها بتاريخها الاستعماري، الذي دفع شعبنا ثمنا باهظا بسببه، رغم كل ذلك يقف شعبنا واحدا، موحدا، ليقولها بصوت عال للعالم أجمع، إن هذا الشعب الصابر الصامد المرابط متمسك بنضاله العادل ولن تنكسر إرادته ولن تستطيع كل قوى الظلم والعدوان أن تنال من عزيمته وكبريائه واعتزازه بانتمائه الوطني وبقادته وبشهدائه وأسراه وجرحاه الذين يحاول الاحتلال ومعه حليفته الكبرى وصمهم بالإرهاب.

هذا الشعب الصابر الصامد المرابط، النابض بالحياة والتوّاق للحرية، يصرخ اليوم بصوت واحد في كل محافظات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات والعواصم العربية والعالمية: كفى ظلما وجورا، وحان الوقت كي تتحرك ضمائر العالم وتتجسد مبادىء العدل والحرية وحقوق الإنسان التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، لإنصاف شعب فلسطين بتمكينه من تحقيق تطلعاته الوطنية المشروعة.

مليونية الوفاء للرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات، يجب أن تشكل حدثا مفصليا في تاريخ نضالنا الوطني ومحفزا لكل القوى والفصائل للمسارعة إلى تمتين الوحدة الوطنية والمضي قدما في نضالنا العادل لانتزاع حقوقنا المشروعة. كما يجب أن تشكل حافزا للضمير العالمي ولكل أنصار الحرية والعدل في العالم للتحرك من أجل نصرة شعب فلسطين ونضاله العادل لإنهاء هذا الاحتلال البغيض.


وأخيرا، فإن هذا التحرك الشعبي الفلسطيني وهذا الوفاء الشعبي والرسمي للشهيد الرمز ياسر عرفات هو وفاء أيضا لكل شهداء النضال الوطني ولكل الجرحى والأسرى، وتأكيد على عدالة نضالنا الوطني وحقنا بهذا النضال المشروع، وكل ذلك يشكل صفحة مشرقة أخرى في تاريخ شعبنا المناضل الذي لا يمكن أن ينسى يوما قادته العظام وشهداءه وأسراه وجرحاه، تماما كما لا يمكن أن يقبل الانتقاص من أيّ حق من حقوقه المشروعة.
أحدث أقدم