Adbox
صدّق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو،السبت، على إخلاء البيوت التي يعيش فيها فلسطينيون من البدو في تجمعات بمحيط مدينة القدس المحتلة، (بالقرب من شارع رقم واحد باتجاه البحر الميت)، ضمن مساعيه إلى تهجير التجمعات البدوية المتبقية في القدس وضواحيها، وتكريس ما يسمى بـ"القدس الكبرى"، ليقلع بذلك المسار الأخير من نعش الدولة الفلسطينية المأمولة.
وحسب تقرير نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني؛ فقد أصدر نتنياهو تعليماته بإزالة هذه البؤر التي وصفها بـ"الاستيطانية غير القانونية"، على حد وصف المصدر الصهيوني، و"نقل سكانها إلى أبنية في أريحا، وفي قرية أبو ديس".
"القدس الكبرى"
وحذر وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني، من خطورة المشروع؛ "إذ يكرس ما يسمى بالقدس الكبرى، والتي ستبتلع أكثر من (٢٥٪) من مساحة الضفة الغربية، وتهجّر عشرات الآلاف من المقدسيين من المدينة، والفلسطينيين من أراضيهم في بادية القدس ومنطقة الأغوار، ضمن خطة الأنفاق والشوارع الالتفافية".
وقال الحسيني في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن المخطط الصهيوني قديم جديد، يهدف إلى ضرب التواصل الجغرافي بين القدس والضفة، بضم المستوطنات، وبناء شبكة من الأنفاق والطرق الالتفافية، وتهجير أبناء القدس وإخراجهم خلف جدار الفصل العنصري".
ويتابع: "اليوم كما يبدو هناك نية للبناء في منطقة "E1"، (هدفها فصل مدينة القدس نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني)، عبر البنية التحتية وشبكة الطرق، وتهجير أبناء بادية القدس من عرب الجهالين وغيرهم على طول الشارع من العيزرية، حتى مستوى سطح البحر ومنطقة الغرور في المنطقة (ج)".
ويضيف الحسيني لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": مناطق (ج) أصبحت مرتعا للاستيطان وطرد الفلسطينيين وهدم منازلهم، في محاولة لرفع عدد المستوطنين إلى مليون، وفق التصريحات الرسمية الصهيونية، "فهم يعتقدون أنهم في سباق مع الزمن، وأن فرض الأمر الواقع وترسيخ الاستيطان، سيدفعنا للهجرة وترك حقوقنا".
ولفت وزير شؤون القدس، إلى الاستثمار الصهيوني الهائل في شبكات الطرق في القدس والمستوطنات، وخاصة السعي المحموم لضم الكتل الاستيطانية مثل "غوش عتصيون" و"معالية ادميم"، مؤكداً أن الخطورة تظهر في الصمت الأمريكي والدولي على هذا السرطان الاستيطاني الخطير، والذي كما يلاحظ سيشمل منطقة (E1)، "ذلك المشروع الأخطر، والذي سيمنع التواصل الجغرافي للدولة، ويقضي نهائياً على حل الدولتين".
وأشار الحسيني إلى أن خطة تفريغ بادية القدس من المواطنين الفلسطينيين البدو، ستعدّ أكبر عملية تهجير قسري؛ إذ ستهجر أكثر من ثلاثة آلاف مواطن فلسطيني، مؤكدا أن السلطة الوطنية لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسلم بهذه الانتهاكات، كما قال لمراسنا.
رفض التهجير
وقال الناطق باسم عرب الجهالين وبادية القدس، داود عيد الجهالين، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن الفلسطينيين من أبناء بادية القدس على قلب رجل واحد، ولن يسلموا بخطة حكومة الاحتلال تهجيرهم مرة ثانية من أراضيهم"، وأوضح، أن تسليم سكان "جبل البابا" (يزيد عددهم عن 57 عائلة)، أوامر إخلاء، إجراء باطل ومرفوض، ولن يتم.
ونبّه إلى أن المضارب البدوية على طول الخط والشارع (رقم1) من مدينة القدس المحتلة إلى أريحا والأغوار، يقطنها أكثر من 300 عائلة، "وإن قرار ترحيلنا قديم جديد، ينتظر مصادقة رئيس الوزراء ووزير الحرب الصهيوني، وقد لجؤوا لهذا القرار بعد محاولاتهم الفاشلة بالإغراءات المالية والأراضي البديلة التي حاولوا تقديمها في مناطق نواعمة وأبو ديس، ورفضناها، وسنرفض أي عملية تهجير جديدة".
وأكد الجهالين أن بادية القدس، تعرضت إلى عمليات هدم متواصلة للتجمعات البدوية؛ إذ شهد "جبل البابا" وحده أكثر من 50 عملية هدم خلال العامين الماضيين، وقال: "إنهم يلوحون الآن بعملية التهجير القسري التي تعدّ انتهاكاً واضحاً للقوانين والأعراف الدولية، ومن جانبنا سنقاوم أي عمليات هدم أو تهجير لأي تجمع بدوي بكل ما أوتينا من قوة".
وناشد "الجهالين" المجتمع الدولي وقيادة السلطة بتحمل مسؤلياتهم تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال، وأكد أن الموقف المتفق عليه بين التجمعات البدوية، "أننا لن نسمح بأن تكون هناك نكبة جديدة في تاريخ عرب الجهلين".
وأوضح أن عدد "البدو"، من دوار مستوطنة "معالية ادميم" إلى منطقة مستوى سطح البحر على طريق أريحا، حوالي 300 عائلة، وجبل البابا 57 عائلة، وتجمعات أبو النوار 113 عائلة، ما يرفع العدد إلى نحو 470؛ أي ما يزيد على أكثر من 3 آلاف نسمة.

المصدر:  المركز الفلسطيني للإعلام


أحدث أقدم