Adbox
جريدة القدس- العدد 17342/ حديث القدس، ص12- تتجه أنظار أبناء شعبنا الفلسطيني هذه الأيام، نحو قاهرة المعز حيث اجتماعات الفصائل الفلسطينية لمواصلة تنفيذ خطوات المصالحة الوطنية وإنهاء صفحة الانقسام إلى الأبد والتفرغ لمواجهة المؤامرات والتحديات التي تواجه قضية شعبنا الوطنية خاصة ما يحاك ضدها من سلطات الاحتلال المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وعلى رأسها الإدارة الأميركية الحالية التي تتطابق سياساتها مع سياسة الاحتلال، الأمر الذي يجعلها غير نزيهة في رعايتها للسلام في المنطقة.

فشعبنا بكافة أطيافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية يأمل بأن تكون هذه الاجتماعات التي تبدأ رسميا اليوم تحت الرعاية المصرية، جديدة وتسفر عن نتائج عملية، لأنه بدون المصالحة والوحدة الوطنية فان المؤامرات والتحديات والضغوطات ستتواصل في إطار المحاولات لتصفية قضية شعبنا وأمتنا العربية.

وفي هذا السياق فمن واجب الفصائل الأخرى أن يكون لها تأثير واضح على سير المفاوضات، فدور هذه الفصائل يجب أن لا يبقى ثانويا، خاصة وأن مصلحة الوطن يجب أن تعلو على كل المصالح الفردية والحزبية.

إن المصلحة الوطنية هي أهم من إحراز مكتسبات لهذا الفصيل أو ذاك، فليتم الترفع عن كل ذلك وليضع الجميع نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن الذي يعيش تحت احتلال غاشم هدفه النيل من شعبنا وقضيتنا الوطنية.

واجتماعات القاهرة مطالبة أيضا بالعمل على إزالة العقوبات التي فرضت على قطاع غزة، خاصة بعد أن تسلمت حكومة الوفاق الوطني مهماتها في القطاع وأشرفت على معبر رفح الحدودي مع مصر، وتم ذلك بسلاسة وبدون عوائق تذكر.

واجتماعات القاهرة مطالبة أيضا بتنفيذ اتفاق القاهرة عام ٢٠١١، وعدم الخوض في نقاشات حول هذا البند أو ذاك، لأن من شأن ذلك تضييع الوقت وتأخير خطوات المصالحة الوطنية التي أصبحت ضرورية في هذه المرحلة الهامة والتي تتعرض فيها السلطة الوطنية لضغوطات هائلة من أجل القبول بالحلول التي تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما أنها مطالبة بالتأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية الرافضة للاحتلال والاستيطان والانتهاكات الاحتلالية والمس بالمقدسات ...الخ، إلى جانب الثوابت الوطنية السياسية والتي تحاول الولايات المتحدة الأميركية من خلال الضغوط على الجانب الفلسطيني جعله يتنازل عن بعض هذه الثوابت، وهو ما لا يقبله شعبنا وقيادته الوطنية ممثلة بالسلطة وكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.

إن أمام المجتمعين في القاهرة مهمات جسام يجب عليهم العمل على حلها والابتعاد عن صيغ الغالب والمغلوب وتمهيد الطريق أمام إعادة الوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لتحقيق الانتصارات وهزيمة المشاريع التصفوية والتي تستهدف النيل من شعبنا وقضيته لصالح الاحتلال وحلفائه الغربيين.


نأمل من المجتمعين في قاهرة المعز عدم تخيب آمال شعبهم الذي يتوق للوحدة الوطنية وينتظرها بفارغ الصبر، فشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام ولا يزال، يستحق من قادته تحقيق آماله وتطلعاته نحو الوحدة الوطنية التي هي السلاح الأمضى في تحقيق المنجزات، بل وتحقيق المزيد من هذه المنجزات على طريق الحرية والاستقلال الناجزين.
أحدث أقدم