Adbox
جريدة القدس -العدد 17353، حديث القدس/ ما تناقلته وسائل إعلام مختلفة، استناداً الى تصريحات لمسؤولين أمريكيين من أن الرئيس دونالد ترامب، سيقوم بإعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في كلمة يلقيها الأربعاء المقبل ، مقابل توقيع استثناء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس ٦ أشهر اخرى، تطور خطير جدا إذا صحت هذه الأنباء ، التي تأتي وسط تحذيرات فلسطينية وعربية، كان آخرها تحذير وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير ، من أن أي تغيير في وضع مدينة القدس الشرقية الفلسطينية سيؤجج العالم العربي بأكمله . فتطور كهذا يعني تدمير ما تبقى من آمال بأن تقوم الولايات المتحدة بدور جاد في عملية السلام، ويعيد المنطقة مجدداً الى دوامات التوتر نحو الانفجار مجدداً.
أن ما يجب أن يقال هنا إن القيادة الفلسطينية التي أبدت كل تجاوب ممكن مع جهود السلام القائم على حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية لا يمكن أن تقبل بأي حال أي تغيير في وضع القدس العربية المحتلة، سواء اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما يتناقض مع مواقف غالبية الساحقة من دول العالم، أو نقل السفارة الى القدس وهو أيضاً مناقض لمواقف المجتمع الدولي بشأن المدينة المقدسة.
كما أن الشعب الفلسطيني بأسره بما في ذلك كافة فصائله وقوه يرفض اي مساس بحقوق شعبنا بما في ذلك حسم مسألة القدس من جانب واحد لصال الاحتلال الإسرائيلي وبما يتناقض مع كافة قرارات الشرعية الدولية، وآخرها القرار الصادر عن مجلس الأمن، ٢٣٣٤ وباقي قرارات التي أكدت مراراً على ان القدس العربية المحتلة منذ العام ١٩٦٧ هي جزء لا يتجزأ من أراضي دولة فلسطين التي اعترف بها المجتمع الدولي دولة تحت الاحتلال.
ولهذا نقول ان القدس خط أحمر بالنسبة للكل الوطني الفلسطيني ولقيادة شعبنا، وقد عبرت الرئاسة عن ذلك عندما أكدت أمس في بيانها الرسمي ان القدس هي معيار السلام والحرب في هذه المنطقة، وعندما أكدت رفضها نقل السفارة الأمريكية الى المدينة المقدسة.
وإذا ما أقدمت الادارة الامريكية على مثل هذا الاعتراف او نقل السفارة الامريكية الى القدس فإن ذلك يعني سد الطريق تماماً امام ما يسمى بـ "جهود الحل السلمي" و بـ "الصفقة العظمى" التي تحدث عنها ترامب.

وإذا كانت الادارة الامريكية معنية فعلاً بتقدم حقيقي نحو السلام الدائم والعادل والشامل فإن عليها الامتناع عن أية خطوة تستهدف الانتفاض من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتتجاوب مع الموقف الفلسطيني- العربي، الذي عبّرت عنه القيادة الفلسطينية والزعماء العرب، مثلاً بمبادرة السلام العربية، وإن أي تجاوز لهذه الخطوط يعني نفس جهود السلام، وإعادة الوضع للوراء، وربما أسوأ من ذلك، دفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والاحتقان.
أحدث أقدم