Adbox
جريدة القدس، حديث القدس/ صبت الولايات المتحدة الاميركية مرة اخرى وفي غضون اقل من اسبوعين الزيت على النار عندما اعلن مسؤولون اميركيون كبار في ادارة الرئيس دونالد ترامب ان وجهة نظرهم هي ان الجدار الغربي من الحرم الشريف «اي حائط البراق» سيكون في نهاية الامر جزءا من اسرائيل حسب زعمهم.
فهذا الاعلان غير المسؤول هو اعلان حرب جديدة او مواصلة الحرب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بعد الحرب التي اعلنها الرئيس ترامب نفسه قبل عشرة ايام عندما اعلن بان القدس هي عاصمة دولة الاحتلال واوعز للمسؤولين الاميركيين بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس ضاربا بعرض الحائط ومتحديا الامم المتحدة وقراراتها وكذلك الارادة الدولية التي اجمعت على ان القدس الشرقية مدينة محتلة وان جميع الاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية فيها باطلة وغير شرعية.
وهذه الحرب الجديدة او المستمرة ضدكل ما هو عربي ومسلم تتطلب ليس فقط اصدار البيانات وعقد المؤتمرات بل يجب اتخاذ خطوات عملية ضد الولايات المتحدة واسرائيل، وعدم الاكتفاء بما صدر ويصدر حتى الان من تصريحات يمكن للولايات المتحدة واسرائيل استيعابها ومواصلة حربهما التصفوية لقضية شعبنا الوطنية التي تحاول واشنطن وتل ابيب تحويل الصراع الى صراع ديني لا يبقي ولا يذر.
فاعلان المسؤولين الاميركيين الكبار هو ايضا ضربة قوية للامم المتحدة والعالم باسره خاصة وان اللجنة الدولية التي تم تشكيلها بعد هبة البراق عام ١٩٢٩م، اكدت ان الحائط الغربي هو جزء من المسجد الاقصى وهو خالص للمسلمين وليس لسواهم اي حق فيه، فان يأتي مسؤولون اميركيون كبار في ادارة الرئيس ترامب ويعلنون بان وجهة نظرهم هي ان الجدار الغربي اي حائط البراق سيكون في نهاية الامر جزءا من اسرائيل فهذا مخالف لقرار اللجنة الدولية ولقرارات مجلس الامن والامم المتحدة التي تعتبر القدس الشرقية باكملها مدينة محتلة وعلى الاحتلال الانسحاب منها لانها ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة والتي اعترفت وتعترف بها معظم دول العالم، بل واكثر من الدول المعترفة باسرائيل.
كما ان هذا الاعلان يشكل ضربة قوية ايضا ليس فقط لدول العالم بل وايضا للدول الغربية حليفة الولايات المتحدة الاميركية حيث تتصرف ادارة الرئيس ترامب حتى دون مشاورتها او الرجوع اليها بحكم انها دول حليفة لواشنطن ومن الواجب مشاورتها والاخذ برأيها.
ان هذا التحدي الاميركي الجديد بل والصفعات التي وجهتها وتوجهها ادارة ترامب للعالم باجمعه، لا يمكن ان تبقى ردود الفعل مجرد رفض وتنديد واستنكار، بل لا بد من تطوير هذه المواقف من خلال اتخاذ سلسلة خطوات عملية على ارض الواقع تجبر ادارة ترامب على التراجع عن قراراتها وانتهاكاتها للقرارات والقوانين والاعراف الدولية التي شجعت وتشجع، الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة احتلاله للارض الفلسطينية وضم المزيد من الاراضي المحتلة اليها واقامة المزيد من المستوطنات السرطانية والمس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية.
فالخطوات العملية هي التي ستجبر ادارة ترامب على التراجع في حين ان الاكتفاء بالبيانات والتصريحات والرفض والتنديد ستدفع هذه الادارة المتغطرسة والمتساوقة مع الاحتلال الاسرائيلي لمواصلة سياستها الرامية الى تأجيج الاوضاع في المنطقة، واستمرار حالة العداء بين الفلسطينيين والاسرائيليين بل زيادة حدتها الامر الذي سيدفع ثمنه ابناء شعبنا بالدرجة الاولى وسينعكس بالتالي على العالم والذي ستتحمل مسؤوليته، ادارة الرئيس ترامب الموالية للاحتلال وسياساته القمعية والعنصرية واليمينية المتطرفة.

فهل يقدم العالم على خطوات عملية ضد الولايات المتحدة لتجميد عضويتها في الامم المتحدة وعزلها هي ودولة الاحتلال، ام سيبقى العالم مكتفيا بالتنديد والاستنكار؟
أحدث أقدم