Adbox
جريدة القدس ، حديث القدس/ المظاهرات والمسيرات الحاشدة التي انطلقت أمس، في مختلف العواصم العربية والإسلامية والعالمية، وكذا المواقف التي عبرت عنها الغالبية الساحقة من قادة العالم، والهبة الجماهيرية في مختلف محافظات الوطن والشتات، احتجاجاً على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تؤكد أن هذا الرئيس الأميركي الذي داس على كل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية، وحاول تزوير التاريخ، ووقف بكل صلافة في خندق واحد مع الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، تؤكد أن هذا الرئيس بات معزولاً عالمياً وحتى في الولايات المتحدة الأميركية نفسها بعد أن اتضح أن نسبة كبيرة من الأميركيين تعارض ما أقدم عليه عدا عن أن جزءاً من أعضاء إدارته عارضوه باستثناء صهره جاريد كوشنير ومبعوثه جيسون غرينبلات ومندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، المعروفين بمواقفهم الصهيونية الموالية لإسرائيل.
وبذلك وجه شعبنا الفلسطيني بأسره وعشرات الملايين من العرب وأحرار العالم صفعة مدوية لترامب مؤكدين بطلان إعلانه، وأن القدس ستبقى فلسطينية عربية رغم "الفرمان" الذي وقعه ترامب وأن لا قيمة لهذا القرار الباطل الذي يتناقض مع قوانين وقرارات ومواثيق الشرعية الدولية ومع إرادة هذا الإجماع العالمي.
ومن المفارقات الغريبة العجيبة، أن يخرج علينا الناطقون باسم الإدارة الأميركية بعد هذا الإعلان زاعمين أن هذه الإدارة ما زالت ملتزمة بعملية السلام في محاولة لذر الرماد في العيون. فأي سلام هو ذلك الذي يريد صنعه ترامب الذي وضع نفسه موضع العداء السافر للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وللأمتين العربية والإسلامية ولأحرار العالم ؟ وأي سلام هذا هو الذي سيقوم على تزوير التاريخ وطمس الهوية العربية الإسلامية للقدس ؟ وأي سلام هذا الذي يمكن أن يصنعه رئيس أميركي وضع نفسه في خدمة الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي غير المشروع.
إن ما يجب أن يقال هنا، إن ترامب أسقط القناع عن وجهه الحقيقي المعادي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والموالي للاحتلال الإسرائيلي والصهيونية، وأسدل الستار على أي دور للولايات المتحدة في أي عملية سلام، وبهذا فإنه أثبت لكل الواهمين أو المراهنين على دور أميركي نزيه انهم إنما يراهنون على سراب، وأن هذه الإدارة الأميركية الأسوأ في التاريخ الأميركي لا مجال لها لا لقيادة العالم ولا للعب أي دور في إرساء سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة، بعد أن أثبتت مناهضتها للأمتين العربية والإسلامية وللشعب الفلسطيني على نحو خاص.
الشعب الفلسطيني، ومعه أمته العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، وبإيمانه بعدالة قضيته وحقوقه المشروعة وبإرادته التي لا تلين لن يكون الخاسر جراء موقف باطل اتخذه ترامب، بل إن الخاسر الأكبر هو الولايات المتحدة الأميركية التي باتت معزولة، ليس في الشرق الأوسط فحسب، وإنما في مناطق مختلفة من العالم بسبب السياسة المتهورة التي ينتهجها ترامب إلى الدرجة التي دفعت الرئيس السابق باراك اوباما إلى التحذير من ظهور هتلر جديد في أميركا !

وفي المحصلة، فإن ما يجب أن يقال هنا لترامب وإدارته وللاحتلال الاسرائيلي الذي يعتقد واهما أن إعلان ترامب حسم قضية القدس، إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله العادل مدعوماً بأمته العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، ومدعوماً بإيمانه الراسخ بعدالة قضيته وإرادته الصلبة، حتى ينتزع حقوقه الثابتة والمشروعة بإنهاء هذا الاحتلال البغيض وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس، وضمان حقوق لاجئيه في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، شاء ترامب أو أبى !!
أحدث أقدم