Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ وضع الرئيس محمود عباس النقاط على الحروف في خطابه الشامل أمام المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الـ ٢٨، عندما أكد مجددا تمسك شعبنا وقيادته بالحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة، مؤكدا رفض ما يسمى «صفقة العصر» التي تحاول أميركا رفضها واصفا إياها بـ «صفعة العصر التي سنردها»، وان «القدس هي درجة التاج وزهرة المدائن العاصمة الأبدية لدولة فلسطين» وان القيادة الفلسطينية تقول «لا وألف لا لأي كان عندما يتعلق الأمر بمصيرنا وقضيتنا وبلدنا وشعبنا»، وعندما أكد «أننا لا نتدخل في شؤون الدول العربية ولن نقبل أي تدخل في شؤوننا».
وفي الحقيقة إن خطاب الرئيس الشامل رسم استراتيجية النضال الفلسطينية للمرحلة المقبلة عندما أكد «أننا مع المقاومة الشعبية السلمية» و «أننا لن نرحل ولن نرتكب أخطاء الماضي» و «نرفض المساس برواتب أسر الشهداء والأسرى والجرحى» و «لا نقبل أن تكون أميركا وسيطا بيننا وبين إسرائيل ونريد لجنة دولية» وان «إسرائيل أنهت اتفاق أوسلو» داعيا إلى إعادة النظر بهذا الاتفاق وبالعلاقة مع إسرائيل» وأننا «ملتزمون بحل الدولتين ومحاربة الإرهاب ومع ثقافة السلام».
ولم يغفل الرئيس التأكيد على التحديات الجسام الماثلة أمامنا عندما أكد «أننا في لحظة فارقة وخطيرة ومستقبلنا على المحك» مؤكدا أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة هذه التحديات ومشيرا إلى أن «المصالحة» لم تتوقف ولكن تحتاج لجهد كبير ونوايا طيبة لإتمامها» وأننا سنواصل الانضمام للمنظمات الدولية وسنواصل الذهاب لمجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
كما أن دعوة الرئيس محمود عباس التي تضمنها خطابة لعقد المجلس الوطني في أقرب فرصة وإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير والاستمرار في تحقيق المصالحة، يشكل تأكيدا جديدا على دقة وخطورة المرحلة وضرورة حشد كل الجهود لمواجهة هذه التحديات الجسام بوحدة وطنية راسخة وبدور رائد لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وبذلك وضع الرئيس محمود عباس الكل الوطني أمام مسؤولياته، سواء من حضر اجتماع المجلس المركزي أو من قاطع حضور المجلس، رغم كلمات العتاب والانتقاد لهذه المقاطعة التي جرت تحت مبررات مكان الانعقاد مؤكدا أن هذه المبررات لا تصمد أمام هدف الدفاع عن القدس والقضية.
ولهذا نقول إن الرئيس الذي قال لا لترامب وإدارته وللاحتلال الإسرائيلي وأصرّ على كل الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وأصرّ على رفض كل الضغوط لوقف رواتب عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، ورفض كل محاولات الاحتلال وحلفائه وصم النضال الفلسطيني العادل، أكد مجددا بمواقفة المبدئية الثابتة والشجاعة تمسكه بحلم وتطلعات وحقوق أبناء شعبنا ورفضه لأي تدخل أو ضغوط أو خطط للانتقاص من هذه الحقوق، وهو بذلك يضع حدا لكل من شكك بالمرونة الفلسطينية والنضال السياسي والدبلوماسي، اللذين لم يعنيا يوما التنازل عن هذه الثوابت التي أكد الرئيس تمسكه بها.
وبذلك أيضاً يفتح الرئيس الباب واسعا مجددا أمام لُحمة ووحدة الساحة الفلسطينية على أساس هذا البرنامج السياسي الواضح الذي لا نظن أن أحدا يستطيع المزايدة عليه أو الانتقاص من شموليته وأهميته.

ولهذا نقول مجددا، إن الوقت قد حان كي ينخرط الكل الوطني تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا، من أجل مواجهة التحديات الجسام، التي تتصدى لها القيادة الفلسطينية بشجاعة وثبات، ومن أجل المضي قدما نحو تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة.
أحدث أقدم