Adbox
التصعيد الإسرائيلي ضد شعبنا في الضفة والقطاع في مختلف المجالات، يستهدف إيصال هذا الشعب إلى حالة اليأس، وبالتالي الرحيل عن أرضه ليتسنى لدولة الاحتلال الاستيلاء على المزيد من الأرض وبناء المزيد من المستوطنات في إطار تعزيز الاحتلال وتأبيده، خاصة في أعقاب قرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال واتخاذه إجراءات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وهذا التصعيد مختلف الجوانب والمجالات أدى قبل يومين إلى استشهاد طفلين أحدهما في الضفة الغربية والآخر في القطاع برصاص قوات الاحتلال التي تستهدف الأطفال والفتية والشباب بدرجة أولى حتى وصل الأمر بهذه القوات المدججة بمختلف أنواع الأسلحة إلى إطلاق النار قبل أيام معدودة على مُقعد من قطاع غزة بصورة تؤكد أنها تستهدفه لان العيار الناري أصابه في الرأس.

وإطلاق النار على أبناء شعبنا من قبل قوات الاحتلال هو سياسة إسرائيلية مدروسة، خاصة وان أبناء شعبنا يقومون بتظاهرات سلمية احتجاجا على قرار الرئيس ترامب، ولا يشكلون أي خطر على قوات الاحتلال التي لديها تعليمات واضحة وصريحة، بإطلاق النار الحي تحت عدة ذرائع وأكاذيب سرعان ما تنكشف، ليس أمام شعبنا فحسب، بل وأمام العالم قاطبة.

وعلى الاحتلال أن يعرف حقيقة واضحة كل الوضوح بأن جميع ممارساته وانتهاكاته بل واعتداءاته لا يمكنها ان تقود شعبنا الى اليأس والرحيل على بلاده وارضه وارض أجداده من قبله.

فشعبنا سيبقى صامداً فوق تراب وطنه، وليس أمام الاحتلال سوى الرحيل عن هذه البلاد، لان جميع اعتداءاته لن تثني هذا الشعب عن مواصلة مسيرته نحو تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

صحيح ان دولة الاحتلال تستمد عدوانيتها من الدعم الذي تلقاه من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي أظهرت بصورة واضحة كل الوضوح انحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، إلا أن هذا الانحياز الذي يعرفه شعبنا حق المعرفة لن يثنيه عن تحقيق أهدافه التي يعترف بها العالم قاطبة، وكذلك عن مواصلة النضال حتى رحيل الاحتلال الذي هو آخر احتلال في العالم وأبشع احتلال عرفته البشرية منذ الخليقة.

وعلى الاحتلال وداعمته الولايات المتحدة أخذ العبر والدروس من الشعوب التي تحررت من نير الاستعمار، وخاصة جنوب أفريفيا التي تخلصت من النظام العنصري البائد، والذي تفوقت دولة الاحتلال عليه في التطرف والعنصرية والتحريض ضد شعبنا.

فالشعوب المناضلة من أجل حريتها لا يمكنها أن تُهزم طال الزمن أم قصر، فالنهاية الحتمية هي انتصار الشعوب ورحيل المستوطن لأن ذلك حتمية تاريخية، فالشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف.

وشعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى على مذبح الحرية والاستقلال، على استعداد لتقديم المزيد وصولاً إلى تحقيق الحرية والاستقلال الناجزين ورحيل الاحتلال عن أرضه.

فجميع إجراءات وانتهاكات واعتداءات الاحتلال سيكون مصيرها الفشل الذريع أمام إرادة شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية، وان جميع هذه الاعتداءات ستزيد فقط من حالة العداء وتفجير المنطقة وانعكاس ذلك على العالم قاطبة.


فالشعوب هي المنتصرة، والاستعمار والاستيطان سينهزمان في نهاية المطاف، وبدلاً من إطالة أمد الصراع على الاحتلال أخذ العبر والرحيل والاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أحدث أقدم