Adbox
غزة ـ «القدس العربي»: صبّ 13 ألف موظف يعملون في إدارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» جام غضبهم على الإدارة الأمريكية، رفضا لقرارها القاضي بتقليص الدعم عن هذه المنظمة الدولية، وحذروا خلال تظاهرة حاشدة شارك فيها لأول مرة مدير العمليات الأجنبي، من مخططات حلها، ورفعوا شعار «الموت على حدود الوطن» بدلا من «الموت جوعا» في إشارة موجهة لإسرائيل، تنذر بفعاليات احتجاجية لاحقة عند مناطق التماس.
وتجمع موظفو «الأونروا» من كافة مناطق قطاع غزة، أمام مقر المنظمة، وساروا من هناك في مسيرة حاشدة إلى مقر رئيسها، يرددون هتافات غاضبة ضد سياسة التقليص الأمريكية.
وحرص الكثير منهم على حمل أطفالهم الصغار خلال المسيرة، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها «أنا لا أتوسل الصدقات»، و»الكرامة لا تقدر بثمن» و«حقوق اللاجئين خطر أحمر»، وتعالت عبر مكبرات الصوت أصوات أغان حماسية وثورية، تؤكد حقوق اللاجئين وخصوصا «حق العودة».
وبما يشير إلى حالة الغضب العارمة التي يشعر بها هؤلاء الموظفون، الذين يخشون من مخطط لحل «الأونروا» ووقف خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني وتسريح موظفيها، اعتلى أحد الموظفين عربة تقود المسيرة، وقال عبر مكبرات الصوت «إنه يوم الغضب، يوم اللاجئين، وإنهاء الأونروا يعني عودتنا إلى أراضينا التي هجرنا منها، ولن نساوم على حقوقنا».
وأضاف «إن خيرنا بين الموت جوعا والموت على حدود الوطن، سنموت على حدود الوطن»، وأعلن تأييد حملة المفوض العام التي انطلقت الأسبوع الماضي لجمع التبرعات تحت شعار «الكرامة لا تقدر بثمن».
وقالت سيدة في منتصف العقد الثالث وتعمل مدرسة خلال المشاركة في التظاهرة لـ «القدس العربي» بغضب «إن حاربونا في قوتنا سننفجر في وجه من يحاربنا، وسننتزع حقوقنا بالقوة»، وكانت بذلك توصل رسالة لإسرائيل. وأكدت كغيرها ممن شاركوا أنهم يرفضون أي «مساومة» على حقوقهم، مشيرة إلى أن التظاهرة تحمل «رسائل غضب» ضد من يحارب اللاجئين الفلسطينيين.
وعمّ يوم أمس إضراب شامل جميع مؤسسات «الأونروا» في القطاع، توقفت خلاله المدارس عن استقبال الطلبة.
إلى ذلك قال أمير المسحال رئيس اتحاد الموظفين في كلمة أمام مقر الأمم المتحدة، بعد أن أغلقت حشود المشاركين في التظاهرة الشوارع المؤدية للمكان «أي مخطط للنيل من الأونروا أو قضايا اللاجئين لن يمر وسيفشل، كما أفشل أبناؤنا مخططات تصفية القضية السابقة».
وأكد أن التظاهرة تدافع عن حقوق نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني موجودين في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وعن حقوق 30 ألف موظف في هذه المناطق. وطالب «أحرار العالم» بتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين، من أجل تعليم الأطفال وتقديم الخدمات الصحية للمرضى، وتوفير الطعام للفقراء.
وشدد على أن وقف المساعدات الأمريكية يعني «ناقوس خطر يهدد تقديم الخدمات الرئيسة للاجئين»، مؤكدا على ضرورة بقاء «الأونروا» واستمرار دعمها بعيدا عن أي «ابتزازات سياسية». وعبر عن رفض الاتحاد الربط بين المساعدات وعودة القيادة الفلسطينية للمفاوضات مع إسرائيل. وأشار في الوقت ذاته إلى أن أزمة التمويل دفعت موظفي «الأونروا» للقلق من عدم توفر «الأمان الوظيفي».
وأكد المسحال على هامش التظاهرة لـ ‘القدس العربي»، أن هناك خطوات احتجاجية لاحقة «أكثر قوة» سيجري تنظيمها في مناطق العمليات الخمس، للاحتجاج على القرار الأمريكي.
ويتردد في أوساط موظفي «الأونروا» أن خطة الاحتجاج المقبلة، ستكون من خلال التظاهر عند مناطق حدودية قريبة من إسرائيل، لحمل رسائل احتجاج ضد الاحتلال، والتذكير بأن إنهاء «الأونروا» مرتبط بعودة اللاجئين إلى ديارهم المحتلة.
وفي خطوة أرادت إدارة «الأونروا» التأكيد عليها، بوقوفها إلى جانب موظفي «الأونروا» المحليين، رغم الخلافات بينهما على قضايا نقابية واستحقاقات مالية، ألقى ماتياس شمالي، مدير العمليات في قطاع غزة كلمة في التظاهرة الحاشدة، انتقد خلالها القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة لمنظمته الدولية، وربطها بمسارات سياسية.
وقال موجها الحديث لأمريكا «لا تقوموا بتسييس المساعدات المقدمة للأونروا»، مضيفا «ليس من المقبول تنفيذ هذا الأمر»، مطالبا كذلك بعدم الاكتفاء بتقديم التمويل اللازم لـ «الأونروا»، بل إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. 
وأعلن شمالي وقوف الموظفين الأجانب العاملين في «الأونروا» إلى جانب الموظفين المحليين في خطواتهم الاحتجاجية.
إلى ذلك أكد اتحاد الموظفين استباقا لأي قرارات لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين بسبب الأزمة، رفضه لتنفيذ «سياسة التقشف» التي ستطال العمل في «بند البطالة» وتقديم «كوبونات غذائية» لفقراء اللاجئين. وطالب خلال التظاهرة الدول الأوروبية وكذلك الدول الغربية، التي لم تقدم ما عليها من التزامات مالية العام الماضي، بالإسراع في دفع هذه الأموال، وكذلك سد العجز المالي الذي خلفه قرار الإدارة الأمريكية بتقليص الدعم.
وكان المفوض العام لـ «الأونروا» بيير كرينبول، قد أطلق من غزة حملة دولية لجمع التبرعات لهذه المنظمة الدولية لسد عجز التمويل الأمريكي تحت شعار «الكرامة لا تقدر بثمن».
وتقول المنظمة الدولية إن حملتها هذه تأتي في إطار حماية حقوق لاجئي فلسطين وصون كرامتهم، وإنها تهدف إلى جمع 500 مليون دولار أمريكي.
أحدث أقدم