Adbox
جريدة الحياة - نبض الحياة/ نعرف أننا في خضم أوضاع صعبة وخطيرة، ونعرف أننا مقبلون على اوضاع أصعب وأكثر خطورة، وبعد إشهار الإدارة الأميركية انحيازها الشامل للعمل الصهيوني بأهدافه العدوانية كلها، نرى كيف بات الاحتلال الاسرائيلي أكثر توحشا، وهو يضيّق الحصار من حول حياتنا اليومية، بالاجتياحات العسكرية العنيفة، والاعتقالات التعسفية، والرصاص القاتل عمدا وعن سبق إصرار ..!!
نعرف كل ذلك ونحن نعيشه لحظة بلحظة، لكننا نعرف في المقابل ان الاحتلال ليس قدرا، ومهما توحش فإنه الى زوال، ولن تنتصر إرادته على إرادة شعبنا الحرة أبدا، حتى لو جعلت الولايات المتحدة من تل أبيب عاصمة لها، لا حصانة مطلقة أبدا  لسياسات القمع والقتل والعدوان الاحتلالية، لا حصانة ولا مستقبل لهذه السياسات، خاصة مع شعب كشعبنا الفلسطيني، الذي أدرك العالم بأسره انه شعب رافض للذل  والمهانة، يُقبل ولا يدبر، يعرف موقع أقدامه ولا يستهين بها، لا يستكين ولا يعرف اليأس، لم يخش الاحتلال يوما ولن يخشاه مهما تغول في سياساته القمعية، بل  كان وما زال وسيبقى يتحدى هذا الاحتلال حتى هزيمته، بمقاومة عز ويعز نظيرها، وقد شاهد العالم يوما الطفل فارس عودة وهو يلوح بحجر في قبضة يده الصغيرة،  لدبابة "الميركافا" متحديا إياها بجنودها وقذائفها، وحجمها الذي يكبر حجمه بما لا يقاس، ولا مقارنة بين رفة  جناح دوري صغير، ووحش حديد يمزق الهواء بصرير جنازير مخالبه القاتلة، ومع ذلك كانت رفة جناح الدوري فارس هي عنوان البطولة ودلالتها، وعنوان القوة بروحها الفتية، فيما وحش الميركافا لم يكن سوى عنوان الْخِزْي والجبن والعجز الاكيد...!!! ومن فارس الى عهد واسراء، وعشرات الأطفال من أبناء شعبنا الذين لا مثيل لهم في الشجاعة حتى في اساطير المخيّلات الإبداعية، سوف لا يرى العالم ولن يرى  غير الإرادة الفلسطينية الحرة، التي لا تقبل الهزيمة، ولا ترضى بغير النصر.
على هذه الحقائق نستند في كتابة نصوص الأمل، بمصداقية واقعيتها النضالية، لأنها في المحصلة نصوص الضرورة الوطنية خاصة في مثل هذه المرحلة التي تشتد فيها التحديات، وتتعاظم فيها الخطوب، نكتبها لبث روح المقاومة ورفع المعنويات عاليا للمضي قدما بمسيرة الحرية والاستقلال. لأن أثمن ما نملك دائما روح المعنويات المتفتحة على المستقبل.
ثمة من لا يرى هذه الضرورة، وربما البعض يتعمد عدم رؤيتها (ونقول ذلك مع حسن النوايا) فينعق كمثل غراب في نص معتم، عبر مقالة أو تصريح أو بيان ...!! يذهب الى التهويل في تشخيص الواقع الراهن، بحجة الاعتراف بمعطياته التي يحيلها الى ما يشبه الحقائق المطلقة، حتى ليبدو ان الانهيار قادم لا محالة، يظن انه بذلك يحذر وينذر، وهو في الواقع يهذي بروح الهزيمة ويقدم لها ...!!!
لا واقعية في نص المبالغة، لا واقعية ولا حرية تعبير في نص الغراب المعتم، نعم مقبلون على ايّام صعبة، ومعارك أصعب، ولهذا لن نكتب غير نصوص العزيمة والامل، نصوص الحقائق الفلسطينية، حقائق الإرادة الحرة، والقرار الوطني المستقل، حقائق اللا الفلسطينية التي لا مثيل لها في عالم التحديات الكبرى والتي أشهرها الرئيس الزعيم ابو مازن بوجه الادارة الاميركية، ولَم يفعل ذلك إلا لأنه يعرف ويؤمن بقوة وصلابة شعبه وقدرته على مجابهة التحديات مهما عظمت، ولأنه لا تنازل عن الثوابت الوطنية ولا مساومة عليها، وهذا يعني ان نصوص الامل والعزيمة، ليست نصوص البلاغة الانشائية، وليست النصوص التي تنكر الواقع، وتتعامى عن المخاطر المحيطة بالمشروع الوطني، والمؤامرات التي تسعى خلف رأسه، بأدواتها المعروفة، او تلك التي ما زالت كخلايا نائمة ..!!
ثم نحن لا نذهب الْيَوْمَ الى ساحات المواجهة الكبرى من غير خطة عمل وبرنامج نضالي، وهذا ما أقره المجلس المركزي في دورته المقدسية، وبما يعني اننا لن نكون برد الفعل على اَي صعيد  ولا بأي حال من الأحوال بعد الان.
وباختصار شديد ان من اجدى وأصوب ما ينبغي ان نكتب في هذه المرحلة،  لسلامة الرأي العام في بلادنا وتنوره الوطني، في سبيل تعزيز مسيرة الحرية والاستقلال، هو نص الارادة الحرة، نص الامل والعزيمة، النص الذي يعزز روح التحدي والمقاومة والصمود، وفي المقابل ان من اخطر ما نواجه في هذا الاطار، هم صناع اليأس في نص المبالغات والتهويل الذي يروجون، نص الشائعات والاخبار الملفقة والتقارير المفبركة، نص مقالات التحليل "الفيس بوكية" والمواقع الاعلامية الالكترونية، ذات المنشأ المشبوه، وتمويلات المال السياسي الحرام.

نعرف ما نواجه، ونعرف ما يجب ان نكتب ونعمل، لأن بلادنا على "اهبة الفجر".
أحدث أقدم