Adbox

جريدة الأيام- عقدت مؤسسة ياسر عرفات، أمس، الاجتماع الحادي عشر لمجلس أمنائها، في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور غالبية أعضاء المجلس، الذي يضم أكثر من مئة شخصية عربية وفلسطينية بارزة.
وافتتح الاجتماع، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقال: لا يصح أن يتسرب اليأس إلى قلوبنا بشأن القضية الفلسطينية، وأكد أنه طالما هناك صمود، فهناك حقوق يدافع عنها شعوبها.
وأضاف: ما زال هناك أمل وجميع الفلسطينيين صامدون، وركز على ضرورة التوصل إلى إطار للعمل الجماعي في إطار العمل المدني، مشددا على أن تغيرات العالم السريعة، يجب ألا تؤثر على مسار العمل العربي.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الجامعة العربية تضم صوتها إلى صوت الرئيس محمود عباس، في مطالبة المجتمع الدولي بالتفكير في آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، تضم جميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة، تنبثق عن مؤتمر دولي يعقد منتصف العام الجاري، ويلتزم الأسس المرجعية لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، ويضع إطاراً زمنياً محدداً لمفاوضات الحل النهائي.
وأضاف أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية السفير حسام زكي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء: إن القضية تمر بواحدة من المنعطفات الصعبة والتاريخية، علينا عربا وفلسطينيين، شعوبا وقيادات، نخبا ومثقفين، أن نكون على قدر هذه المسؤولية التي تفرضها علينا اللحظة، وأن تأتي استجابتنا في مستوى التحدي الذي يواجهنا.
وأوضح سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس، أن هذا النجاح جاء نتيجة الجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني الذي بذل في كافة المحافل الدولية والإقليمية والداخلية، خاصة في ظل تحقيق تطور كبير في ملف المصالحة الوطنية التي انطلقت، حيث لا عودة للخلف من أجل طي صفحة الانقسام البغيض من تاريخ الشعب الفلسطيني.
وقال: لقد شرفني الرئيس بأن أتحدث نيابة عنه في اجتماعكم السنوي لمؤسسة الشهيد عرفات، رفيق دربه ومسيرته النضالية والوطنية من خلال كافة أفرادها وهيئاتها، والتي تضم نخبة فكرية ونضالية متميزة من القامات العربية والفلسطينية.
وأكد اللوح أن "مؤسسة ياسر عرفات" مؤسسة وطنية كبيرة جامعة وحاملة لاسم الشهيد الخالد "أبو عمار"، والتي تسير بكل مكوناتها ومخرجات أعمالها وفقا لتلك الصورة السامية والوطنية والنضالية، التي رسمها وخطها لتكن نبراسا يضيء الدرب للأجيال كافة لتكن رسالة عالمية.
وقال: لقد كتب الشهيد أبو عمار في صفحات التاريخ أروع معاني العزة والكرامة والكبرياء لشعبنا ولأمتنا، لأن فلسطين التي حملها الرئيس الراحل إلى كل مكان وناضل واستشهد من أجلها، ستبقى نابضة بالوفاء والإخلاص له ولكل القادة من شعبنا وأمتنا، الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها.
وأشار اللوح إلى أن حجم وطبيعة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف وأزمات متتالية ومتلاحقة، تكاد تلفت الأنظار عن القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وجرائم ترتكب بحقه من قبل إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وبيّن أن إسرائيل تدير ظهرها لكافة الأعراف والمواثيق والاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية، وتمعن في سياساتها العدائية، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان المتواصل الذي يلتهم ويقضم الأرض الفلسطينية، وتدمر الاقتصاد وتفرض الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني، وتقطع أواصر القرى والمدن وتواصل اعتقال الأسرى، خاصة النساء والأطفال.
وأكد أن ما تمارسه من جرائم في القدس وتغيير واقع جغرافي وديمغرافي، خاصة بعد إعلان ترامب المتعلق بالقدس، بمثابة "شيك" البراءة لجرائمها، ما دعاها لمواصلة اعتداءاتها كونها أصبحت تتمتع بالحماية الأميركية واعتبرت نفسها فوق القانون.
وقال اللوح: "استطعنا بحكمة وحنكة سياسية بالغة، التغلب على تلك الصعوبات والتحديات، لحماية حقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، فلن نتراجع أو نتنازل أو نخضع لأي ابتزاز سياسي أو مادي".
وخلال الجلسة الافتتاحية، تم تكريم العلامة اللبناني وعضو مجلس أمناء المؤسسة الراحل هاني فحص، كما تم تكريم كل من وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موارتينوس، وممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعملية السلام في الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ومنحهما عضوية الشرف في مجلس أمناء المؤسسة.
وقال بوغدانوف إن الزعيم الراحل ياسر عرفات كرّس حياته للنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وأصبح رمزا لنضال هذا الشعب ووحدته، ولا يزال حيّا في وجدان الفلسطينيين.
وشكر مؤسسة ياسر عرفات على دعوته للاجتماع ومنحه عضوية الشرف فيها، وقال إن هذا الموقف من قبل المؤسسة يعبر عن تقدير عال للسياسة الروسية في الشرق الأوسط.
بدوره، أشاد موارتينوس بالشهيد ياسر عرفات، وقال: نتطلع لتحقيق السلام العادل في هذا الجزء من العالم وسوف ننجح في النهاية. وقال إنه حين استقال من منصبه كمبعوث للاتحاد الأوروبي لعملية السلام، أكد أنه لن يتخلى عن التزامه بالسلام وحقوق الشعب الفلسطيني.
واختتم كلمته قائلا: "إن عرفات جزء من التاريخ، ولكن لا تخطئوا. هذا لا يعني أنه ينتمي للماضي، بل لحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني".
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، قدم رئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، عرضا لتقرير المؤسسة السنوي، الذي يتضمن تفاصيل عملها وفروعها ومتحفها خلال العام 2017.
وحضر الاجتماع، الأمين العام للجامعة العربية الأسبق نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، وممثل وزارة الخارجية المصرية السفير بهاء الدسوقي، إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية.
وتخلل الاجتماع عرض فيلم وثائقي عن مواقف وبطولات الرئيس الرمز ومفجر الثورة ياسر عرفات، ومدى التزامه وحرصه على الوحدة الوطنية، وإنجازات المؤسسة خلال السنوات الماضية.
يذكر أن مؤسسة ياسر عرفات تعقد الاجتماع الاعتيادي لمجلس أمنائها سنويا في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ويضم المجلس أكثر من مئة شخصية عربية وفلسطينية بارزة ويترأسه عمرو موسى، وينبثق عنه مجلس إدارة المؤسسة المكون من خمسة عشر عضوا من مجلس الأمناء، ويترأسه ناصر القدوة

أحدث أقدم