Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ مواقف إسرائيل واضحة قولا وفعلا، فهم يتوسعون في الاستيطان والتهويد سواء بالقدس أو بكل أنحاء الضفة، وهم يؤكدون أن لهم «السيادة» على كل الأرض، وكل ما يسعون إليه هو البحث عن وسيلة مستحيلة للتخلص من السكان الفلسطينيين.
مساء الاثنين الماضي صادق الكنيست بصورة نهائية على تطبيق القانون الإسرائيلي على المؤسسات الأكاديمية في المستوطنات وأشهرها وأكبرها جامعة اريئيل المقامة في المستوطنة بالاسم نفسه على آلاف الدونمات من أراضي كفر الديك ومردة في محافظة سلفيت. وهذا القرار يعتبر تمهيدا لضم المستوطنات التي توجد فيها هذه المؤسسات إلى إسرائيل حيث يعني القرار أنها جزء من إسرائيل ويسري عليها القانون الإسرائيلي.
إضافة إلى ذلك فان هناك أحاديث قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو انه بحث مع الإدارة الأميركية احتمال ضم المستوطنات كلها إلى إسرائيل، ورغم نفي البيت الأبيض لوجود مثل هذه المحادثات، إلا أن الأمر يؤكد ما يسعى إليه المغرق بالتطرف نتنياهو. وقد صرحت وزيرة إسرائيلية بأن إسرائيل تخطط لفرض «السيادة» الإسرائيلية على الضفة كلها وليس ضم المستوطنات فقط.
ومع مواقف الرئيس ترامب المؤيدة تأييدا أعمى لإسرائيل، ولا سيما قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لها، فان الحقيقة تبدو في منتهى الوضوح، وهي أن حل الدولتين قد انتهى عمليا ولم تعد هناك أية إمكانية حتى للحديث عنه، ولا يبقى أمام الجميع إلا حل الدولة الواحدة ولا يمكن تحت أي ظروف ووفق أية ضغوط او تخاذلات عربية او مخططات دولية، التخلص من ملايين الفلسطينيين بالضفة والداخل، وقد يكون من المناسب في هذه المرحلة وهذه الأحوال العودة إلى المطالبة بالدولة الواحدة...!!
عهد التميمي رمز لكل الأجيال والأسرى والحقوق
محكمة «عوفر» الإسرائيلية تقوم أساسا فوق أرض فلسطينية مصادرة في بلدة بيتونيا من محافظة رام الله. وهذه المحكمة هي التي تجري أمامها معظم محاكمات الفلسطينيين وآخرهم كانت يوم أمس الطفلة عهد التميمي التي تحولت إلى رمز لكل الأجيال والأسرى والحقوق الوطنية وواجب الدفاع عنها، وكذلك محاكمة والدتها، وقد تقرر تأجيل اتخاذ قرار والاستمرار باعتقال الاثنتين حتى الشهر القادم.
ولا يخفي على أحد أن هناك المئات من الأطفال الأسرى أو المعتقلين، ومنهم على سبيل المثال سارة شماسنة وعمرها ١٤ عاما ووالدتها رسيلة التي أعلنت الإضراب المفتوح عن الطعام منذ عدة أيام، بدعوى أنها أطلقت النار في الهواء أثناء تشييع جثمان ابنها الشهيد محمد في بلدة قطنة. ولم تقدم أية لائحة اتهام ضد الطفلة سارة التي اعتدى عليها الجنود ودافعت عنها أمها وتم اعتقال الاثنتين.

الطفلة عهد متهمة بضرب جندي صفعة على وجهه، أما الذين يعتدون على المواطنين من المستوطنين ويقتلعون الأشجار ويحطمون السيارات والمنازل فلا محاكمة لهم. إن عهد أكبر من أي حكم قد يصدر ضدها ، وهي كانت تدافع عن منزلها ضد الجنود الذين اقتحموه، وقد أصبحت رمزا ليس فلسطينيا فقط، وإنما على المستوى الدولي كله، وكلما طالت المحاكمة كلما ازداد النقد لإسرائيل وتصرفاتها والتأييد لعهد وقضيتنا، وستظل هي المنتصرة والقدوة مهما كان القرار ومهما طال التأجيل واتسعت الاتهامات الباطلة ضدها.
أحدث أقدم