Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ الخطوة الاحتجاجية التي أعلنتها كنائس المدينة المقدسة أمس بإغلاق كنيسة القيامة ردا على ممارسات سلطات الاحتلال ضد الأماكن المقدسة خاصة، ومصادرة أراضى وأوقاف كنائس في القدس وفرض ضرائب على الكنائس ومؤسساتها وممتلكاتها في خرق فاضح للوضع القائم منذ عقود طويلة، هذه الخطوة تشكل تحذيرا واضحا للاحتلال بكل أجهزته ووزاراته ومؤسساته وبلديته في القدس، التي تسعى جاهدة لتهويد المدينة المقدسة، بأن هذه الكنائس لن تركع أمام محاولات التهويد والمس بالمقدسات وان شعبنا بأسره وسلطته الوطنية وقيادته يقف معها في نضالها للحفاظ على الكنائس ووقفها ومؤسساتها وأملاكها.
ومما لا شك فيه أن هذه الكنائس الفلسطينية مستهدفة من قبل الاحتلال الذي يسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية وتصفية القضية، إلاّ أن هذا الاحتلال يجهل أو يتجاهل أن شعبنا بأسره مسلمين ومسيحيين يقف موحدا ضد هذه الإجراءات الظالمة ضد الكنائس تماما كما وقف موحدا عندما استهدف الاحتلال الأقصى بإجراءاته في تموز الماضي، فوقف شعبنا بمسلميه ومسيحييه وتصدى للاحتلال وأجبره على التراجع.
إن ما يجب قوله هنا إن المجتمع الدولي قاطبة والدول الغربية على نحو خاص، أمام اختبار حقيقي الآن بعد أن وجهت الكنائس نداء عاجلا لهذا المجتمع الدولي للتدخل وإجبار الاحتلال على التراجع عن إجراءاته التي تستهدف إلغاء الوضع القائم «الستاتيكو» وتنفيذ مخططات الاحتلال التهويدية، فقد كشرت إسرائيل عن أنيابها وأثبتت للقاصي والداني أن ما تمارسه على الأرض يتناقض كليا مع ما تتشدق به من شعارات حول حرية العبادة وحماية الأماكن المقدسة كما أثبتت أنها غير عابئة لا بالقانون الدولي ولا باتفاقية السلام مع الأردن وما تضمنته من رعاية للأماكن المقدسة.
وبذلك فإن الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، وهذا التصعيد المتواصل ضد الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، إنما يعني أن هذا الاحتلال يدفع نحو مزيد من التوتر في المنطقة، بحيث أن الانفجار القادم بات مسألة وقت مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات على أمن واستقرار المنطقة.
ولهذا بات تدخل المجتمع الدولي الجاد والسريع ضروريا وملحّا، إلاّ أن مثل هذا التدخل الفاعل لن يكون ممكنا طالما بقيت العواصم العربية والإسلامية صامتة إزاء ما ترتكبه إسرائيل، وإزاء الدعم اللامحدود الذي يلقاه هذا الاحتلال من الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية. ولهذا فقد حان الوقت لموقف عربي - إسلامي جاد دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، كما حان الوقت كي يسمع العالم صوتا فلسطينيا واحدا موحدا دفاعا عن فلسطين وعن القدس والمقدسات. وبذلك فقط يمكن أن يتحرك المجتمع الدولي ويجبر هذا الاحتلال على التراجع، فالبيانات وحدها لم تعد تجدي نفعا، ولهذا نقول إن الجميع عربا ومسلمين وفلسطينيين باتوا أمام تحد حقيقي يفرضه هذا الاحتلال من جهة وهذا الدعم الأميركي اللامحدود له وهذه الإدارة الأميركية المناهضة للعرب والمسلمين وعلى نحو خاص لشعبنا الفلسطيني.

أحدث أقدم