Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ أقدم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب على التوقيع على قرار وقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل ثلاثة أيام والذي يشترط استمرار هذه المساعدات بتنكر الشعب الفلسطيني وقيادته للنضال العادل الذي يخوضه شعبنا من أجل الحرية والاستقلال عبر قطع الإعانات التي تقدمها السلطة الوطنية لعائلات الشهداء والأسرى، بعد أن بات واضحا عداء هذه الإدارة الأميركية لشعبنا وحقوقه وخضوعها لمطالب اليمين الإسرائيلي المتطرف والصهيونية العالمية، في محاولة لوصم النضال الوطني الفلسطيني بالإرهاب في إطار المساعي المحمومة لتصفية القضية الفلسطينية.
ترامب الذي ارتكب أخطر حماقة يمكن أن يرتكبها رئيس أميركي يدّعي حرصه على السلام في الشرق الأوسط ويفاخر في نفس الوقت أمام عدسات الكاميرات بمبيعات السلاح الضخمة التي باعها لعدة دول في المنطقة وقدمها مجانا لإسرائيل، وهو يدرك أن هذه الأسلحة تستخدم في قتل شعوب الشرق الأوسط، حماقة الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ثم أقدم على حماقة محاولة شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وهي المسألة المحورية في القضية عبر قطع المساعدات عن وكالة الغوث «الاونروا»، يرتكب اليوم حماقة جديدة بالتوقيع على قانون قطع المساعدات معتقدا أو واهما أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يركع مستجديا حفنة الدولارات الأميركية ومتخليا عن كرامته الوطنية ومتنكرا لمناضلي الحرية من شهداء وأسرى وجرحى، ومعتقدا أيضا في غطرسة غير معهودة انه يحق له التصرّف بحقوق شعبنا أو أن يطمس تاريخ نضاله الوطني.
إن ما يجب أن يقال هنا لترامب نفسه ولمشرّعيه الذين اتخذوا هذا القرار تحت تأثير ارتباطهم بالصهيونية العالمية واللوبي المؤيد للاحتلال الاسرائيلي في الولايات المتحدة، إن المساعدات التي كانت تقدمها أميركا للشعب الفلسطيني والتي يوقفها ترامب اليوم لا تساوي جزءا ضئيلا من الأضرار الكبيرة التي لحقت بشعبنا بسبب الدعم الأميركي اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة التدميرية التي طالت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وألحقت دمارا هائلا في الضفة والقطاع، وأن شعبنا وقيادته لا يمكن أن يتخليا عن الحقوق الثابتة والمشروعة التي أقرها المجتمع الدولي والقوانين والقرارات الدولية ولا أن يستجيبا لمحاولة وصم نضالنا العادل بالإرهاب.
كما أن على ترامب ان يدرك ان الشعب الفلسطيني بأسره وقيادته يرفضان هذا التطاول على الحقوق الفلسطينية ويرفضان أية مساعدات من أي جهة كانت إذا كان ثمنها أي مساس بالكرامة الفلسطينية وبالسيادة الفلسطينية وبالحقوق الثابتة والمشروعة.
وأخيرا نقول إن ترامب والمحيطين به من الموالين للصهيونية والداعمين للاحتلال الإسرائيلي يؤكد مجددا مصداقية الموقف الفلسطيني الذي تبنته كل الأطر القيادية للشعب الفلسطيني بأن أميركا لا يمكن بهذه السياسة أن تكون وسيطا نزيها في أية عملية سلام، ومصداقية قطع الاتصالات مع كل من يتطاول على الحقوق الفلسطينية ويحاول تشويه نضال شعبنا العادل لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف وداعميه في الولايات المتحدة.
أحدث أقدم