Adbox

جريدة القدس- حديث القدس/ الرئيس ترامب يشكل خليطاً من التناقضات ويتصرف بأسلوب أهوج في السياسة وينحاز انحيازاً أعمى للمواقف والرغبات الإسرائيلية، وآخر هذه التصرفات استضافته مؤتمراً في البيت الأبيض تشارك فيه 13 دولة واللجنة الرباعية وذلك للبحث في ما أسموه «تدهور الأوضاع» في غزة من جهة، وتجميد واشنطن لمبلغ 65 مليون دولار من الدعم المقدم لوكالة الغوث، من جهة أخرى، علماً بأن غالبية أهالي غزة هم من اللاجئين الذين يعتمدون بشكل أساسي على ما تقدمه الوكالة لهم.
وتدرك واشنطن ان أحد أهم أسباب معاناة أهالي غزة هو الحصار الذي تفرضه عليهم حليفتها اسرائيل التي يقدم لها ترامب كل ما تطلبه سياسياً واقتصادياً ومعنوياً، ويستطيع لو كان معنياً فعلاً بما يحدث في القطاع لطالب اسرائيل برفع الحصار فوراً، ولكن الواضح ان له أهدافاً أخرى من هذا المؤتمر، ولهذا رفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في هذا المؤتمر.
كما ينسى ترامب ان معاناة أهالي الضفة والقدس بصورة خاصة من الاحتلال وأعمال التهويد ومصادرة الارض وتهجير المواطنين، ولا يدعو الى وقف الاستيطان مثلاً، ولا الى حل عادل يقوم على أساس حدود 1967 وانما يزيد الطين بلة، ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ان وكالة الغوث التي يحاربها ترامب وتدعو اسرائيل الى حلها نهائياً، هي منظمة أنشأتها الأمم المتحدة وتقدم المساعدات الى نحو خمسة ملايين فلسطيني شردهم الاحتلال ويعيشون في ظروف سيئة للغاية في مختلف أنحاء العالم وبصورة خاصة في غزة والاردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، وقطع المخصصات أو المساعدات المالية عنها يعني محاربة وتجويع كل هذه الملايين والمطلوب هو العكس تماماً.
ولهذا ينعقد في روما اليوم مؤتمر موسع لتمويل الوكالة بمشاركة وزراء من تسعين دولة وبناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، وذلك للعمل على سد النقص الذي تعاني منه الوكالة مالياً وقيام المجتمع الدولي بدوره في انقاذ الوكالة من المأزق الكبير الذي تواجهه والعجز المالي الذي يهدد وجودها.
ان مؤتمر روما الذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية مدعو لتوفير ما تحتاجه الوكالة من أموال وابلاغ رسالة الى ترامب بأن الإنسانية والحقوق والالتزامات الدولية هي أكبر من كل سياساته غير المتوازنة وانه لن يستطيع فرض رأيه على كل العالم وعلى الأمم المتحدة التي هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن دور وبقاء الوكالة وما تقدمه من خدمات، وان عليه ان يكف عن دموع التماسيح في غزة ومحاربة الوكالة في وقت واحد.
أحدث أقدم