Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ العدوان الثلاثي الاثم الذي شنته اميركا وبريطانيا وفرنسا فجر اول امس على مواقع عسكرية ومدنية سورية، يدلل مجددا على ان الدول الاستعمارية التي تدعي دفاعها عن حقوق الانسان، انما هي دول لا تزال تحاول اعادة ماضيها الاستعماري وان بطرق جديدة.
فاين هذه الدول من حقوق الانسان الفلسطيني الذي يشاهد العالم باسره المجازر والانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحقه يوميا حيث يرتقي الشهداء ويصاب الجرحى بطلقات نارية حية رغم ان ما يقوم به ابناء شعبنا في الضفة والقطاع هي مسيرات سلمية لتذكير العالم بان قضيته التي مضى عليها (٧٠) عاما ما زالت بدون حل بفعل التآمر الاميركي - الاسرائيلي الى جانب عدد من الدول الغربية الداعمة لدولة الاحتلال مثلها مثل الادارة الاميركية الممثلة حاليا بالرئيس ترامب وحاشيته.
فادعاء دول العدوان الثلاثي بالدفاع عن الشعب السوري من استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضده، هي اسطوانة فارغة المضمون وهدفها واضح هو تبرير هذا العدوان الاثم الذي جاء معارضا ومتناقضا مع القوانين والاعراف الدولية، بل ان هذه الدول الاستعمارية ضربت بعرض الحائط بهذه القوانين والاعراف.
كما انها استبقت في عدوانها الاثم نتائج تحقيق منظمة الاسلحة الكيميائية التي ارسلت بعثة الى سوريا بطلب من الحكومة السورية ، للتحقيق في اتهامات الغرب وعلى رأسها الدول الاستعمارية الثلاث، الامر الذي يؤكد بصورة لا تقبل التأويل ان هذا العدوان الاثم هو عدوان مبيت ويحمل عدة اهداف. خاصة وانه جاء ليكمل ما قامت به دولة الاحتلال قبل ايام من شن عدوان على الاراضي السورية ادى الى سقوط قتلى وجرحى تحت نفس المزاعم وبادعاء الدفاع عن حقوق الانسان في سوريا في حين تقتل وتجرح يوميا ابناء شعبنا في الضفة والقطاع بدون حسيب او رقيب، بل على عكس ذلك تلقى الدعم من الادارة الاميركية.
ان اهداف هذا العدوان هو لخدمة دولة الاحتلال التي ترى في النظام السوري الذي حقق انتصارات والحق هزائم بداعش والنصرة وغيرهما، بانه يشكل عليها في المستقبل خطورة، وعلى سياساتها العدوانية في المنطقة الامر الذي دفعها للضغط عى دول الغرب الاستعمارية لتوجيه هذه الضربة الاستعراضية ظنا من هذه الدول بان الطريق ستصبح لاحقا مهيئة لتمرير ما يسمى صفقة القرن التي تستهدف حقوق شعبنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
العدوان الثلاثي الاثم والاستعراضي لن يحقق اهدافه في اعادة صياغة المنطقة كما تريد هذه الدول لصالح دولة الاحتلال، وضد اي محاولة لاعادة وحدة العالم العربي. بل مواصلة جهودها من اجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.
ان فشل هذا المحور في تقسيم سوريا وكذلك فشله في حربه العدوانية على العراق هو الذي يدفعه لمثل هذا العدوان على سوريا في محاولة يائسة منه لحفظ ماء الوجه امام هذا الفشل الذريع والذي ينتظره في مواقع اخرى لان شعوب المنطقة والعالم تقف له بالمرصاد وارادة الشعوب مهما طال الزمن لا يمكن ان تهزم.
بقي ان نقول ان سياسة البلطجة والعدوان التي تنتهجها هذه الدول والتي هي انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر ارادة المجتمع الدولي، ومحاولاتها العودة الى شريعة الغاب لا يمكنها ان تنجح، بل سيكون مصيرها الفشل كما فشلت اميركا في فيتنام وغيرها من المواقع وسحبت قواتها في جنح الظلام.
أحدث أقدم