Adbox

وفا- كل ما يجمع قرية اللبن الشرقية بجاراتها من القرى الواقعة فوق تلال نابلس الجنوبية هو طابعها الهادئ صباحا عندما يخرج السكان الى أعمالهم اليومية.
لكن هذه القرية التي يقترب عدد سكانها من 4000 نسمة أفاقوا صباح اليوم على خراب جزئي في العديد من مركباتهم الشخصية إثر هجوم بعد منتصف الليل، يؤكد الجميع أن مجموعة إرهابية يهودية انطلقت من إحدى المستوطنات نفذته في عمق القرية.
والقرية الواقعة على تلة صغيرة تحيط بها اشجار اللوز والزيتون، وتشرف على مقطع من امتداد سهول ضيقة تحاذي طريق نابلس– رام الله الرئيسي تنشغل الى حد كبير في معالجة أضرار هذا الهجوم.
كان عيسى عويس وهو سائق سيارة شحن متوسطة ويعمل في توزيع الأدوات المنزلية في القرى المجاورة قد أفاق في تمام الساعة السادسة صباحا للانطلاق الى عمله عندما لاحظ ان إطارات مركبته معطوبة.
وقال عويس الذي يسكن في منزل قريب من مسرح اعتداء الليلة الماضية" انهم المستوطنون".
وامكن مشاهدة عبارات باللغة العبرية خطت على هيكل مركبته لم تترجم في حينه، واعتاد الفلسطينيون على رؤية عبارات مشابهة خلال السنوات الأخيرة من قبل مجموعات "تدفيع الثمن اليهودية".
وقال عويس، ان الهجوم حصل على مركبته التي اعتاد على ركنها بعد الساعة الثانية من منتصف الليل.
وكان الشاب قد عاد من عمله قبل ذلك بساعتين وذهب الى فراش الراحة "أفقت مثل كل يوم، لكن هذا الصباح كان مختلفا" .
يؤكد سكان آخرون مشغولون بإصلاح إطارات مركباتهم توقيت الحدث .
ويسري تأكيد عميق بين سكان القرية انه لا يتعدى عدد من نفذوا الهجوم ثلاثة مستوطنين .
وأخبر عبد الرحمن عويس وهو عامل جمع النفايات في القرية مراسل "وفا"، "انه خرج من منزله تماما عند الساعة الثانية فجرا"، مر ثلاثة أشخاص وقالوا مرحبا اعتقدت أنهم جيش، لكن تبين لاحقا أنهم مستوطنون". قال الرجل الذي كان يعطي إفادات متطابقة لوسائل إعلام اخرى.
يؤكد الامر ذاته الشاب خالد دراغمة، "سمعت صوتا فنظرت من الشباك وهربوا".
وقال علي نوباني الذي يسكن في منزل يقع على تقاطع طرقات ضيقة وسط القرية، "سمعت صوت الهواء الخارج من الإطارات ونظرت من النافذة (...) شاهدتهم يضربون الإطارات بآلات حادة"، "صرخت بأعلى صوتي. اعتقدت بأن هناك بعض السارقين طاردتهم أنا وابني باتجاه الشمال (...)، كانوا ملثمين أحدهم يحمل حقيبة".
ويقول سكان القرية بأن عدد المركبات التي أعطبت إطاراتها بلغت نحو 30 سيارة، وان العملية لم تستغرق أكثر من نصف ساعة.
وتعدى الهجوم جغرافية القرية. ففي قرية الساوية التي تقع إلى الشمال من اللبن، أعطبت مركبات اخرى في توقيت لا يعرف اذا كان سابقا ام لاحقا للهجوم على اللبن.
واستخدمت ألوان متعددة في كتابة الشعارات التي تدعو الى ظهور المخلص، وهي كلمة من عمق العقيدة التوراتية. ففي اللبن غلب اللون الأخضر على الشعارات، وفي الساوية ظهرت الشعارات بلون ازرق.
وقال زكريا السدة وهو مدير قسم الضفة في جمعية "حاخمين" الإسرائيلية التي ترصد اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية، "هذا عمل إرهابي جديد، هؤلاء مجموعة تدفيع الثمن الإرهابية (...)، بالتأكيد هذه أعمالهم. هذه طريقتهم".
قال السدة لمراسل "وفا"، "يبدو أن هذا الاعتداء جاء بعد إصدار جيش الاحتلال أوامر إبعاد مؤقتة لبعض المستوطنين من الضفة الغربية. نحن نحمل الجيش الإسرائيلي والشرطة مسؤولية هذه الاعتداءات".
وغالبا ما يحضر الجيش الإسرائيلي الى المناطق التي تجري فيها هذه الاعتداءات في وقت لاحق لارتكابها.
وهذا ظاهريا لم يحدث بعد 9 ساعات من الهجوم على اللبن، اذ قال السكان: إن اي قوة عسكرية اسرائيلية لم تحضر الى القرية.
عندما دقت الساعة 11 صباحا في قرية اللبن الشرقية كانت صورة غضب تسري في صفوف السكان.
تواجه القرية ذات الطابع الريفي العميق مجموعة من المستوطنات التي بنيت في مواجهتها فوق قمم جبلية عالية، وتظهر بشكل واضح من أي جانب فيها.
وليس هذا اول هجوم يشنه المستوطنون على القرية، ففي عام 2011 أضرم مجموعة من المستوطنين النار بالمسجد الذي يقع في مسرح أحداث هذه الليلة.
أحدث أقدم