Adbox

في أجواء مشابهة تقريبا لما جرى في الانتفاضة الأولى، "انتفاضة الحجارة"، التي اندلعت أواخر عام 1987، خيم الحداد الوطني على قطاع غزة، تنفيذا لقرار الرئيس محمود عباس، اعتبار اليوم السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا أمس، خلال المسيرات التي خرجت إحياء للذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد، ودفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها.
البارحة خلال المسيرة على الخط الفاصل شرق القطاع، كان يمكن مشاهدة الكثير من مظاهر تلك الانتفاضة، كإشعال إطارات السيارات والمقلاع والشباب المقنعين، واكتملت تلك المشاهد بالحداد الوطني اليوم، لتعود تلك المظاهر بعد قرابة 31 عاما، إلى شوارع القطاع، ولتسمع أصوات وتشاهد أجواء تلك الانتفاضة الشعبية في الشوارع، فالمحال التجارية والمؤسسات أغلقت أبوابها، وتعطلت المدارس الحكومية، تنفيذا لقرار الحداد الوطني. وتعالت أصوات الإذاعات بالأغاني الوطنية.
وقال الحاج بسام عوض، إنه عايش تلك الفترة، واعتقل على يد قوات الاحتلال أكثر من مرة، وأمس واليوم، "تذكر كل مشاهد تلك الفترة الجميلة رغم ألمها وجراحها، حيث إشعال إطارات السيارات، وظهور الشباب المقنع في الشوارع، وفي المواجهات مع قوات الاحتلال على خط النار والمواجهة، علاوة على ظهور المقلاع، وقد شاهدت البارحة خلال المسيرة، طفلا حافي القدمين حاملا مقلاعه شرق خان يونس، محاولا رجم قوات الاحتلال بحجارته، لكن جسمه النحيل كان اقل قوة من تلك التي يحتاجها المقلاع لرجم جنود الاحتلال".
بدوره، قال الفتى محمد سلامة (16 عاما)، إنه لم يعش تلك الفترة لأنه لم يكن قد رأى النور بعد في الانتفاضة الأولى، لكنه عاش مظاهرها البارحة، من خلال مشاهدة أبرز فعالياتها من مسيرات وإشعال إطارات سيارات قرب جنود الاحتلال، والملثمين، والدعوات للتواجد على خطوط التماس مع الاحتلال.
أما المسن حسن أبو اياد، الذي شارك البارحة في جنازة الشهيد عمرو سمور، فقال إنه تذكر تلك المرحلة النضالية الهامة في تاريخ شعبنا، حين ردد المشيعون هتافات وطنية تندد بجرائم الاحتلال، وتدعو إلى تصعيد الاحتجاجات ضد الاحتلال، وتحقيق الوحدة الوطنية كرد على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا.
أحدث أقدم