Adbox

جريدة القدس - حديث القدس / باستشهاد الأسير المقدسي عزيز عويسات يكون شعبنا الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة قد فقد قامة مناضلة وطليعة من طلائعه الذين ضحوا بحريتهم من اجل شعبهم الذي ما زال يناضل من اجل نيل حريته واستقلاله والإثبات للعالم اجمع ويوما بعد آخر بأنه شعب يستحق الحياة، وان جميع الانتهاكات والاعتداءات والممارسات والإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنها أن تزعزع من إيمانه بأن يوم النصر قريب وأن التخلص من الاحتلال طريق مفروشة بالتضحيات الجسام.
كما أن استشهاد المقدسي عويسات يؤكد من جديد بأن الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال عنصري وهدفه النيل من أبناء شعبنا عبر شتى الوسائل والطريق فتارة من خلال إطلاق الرصاص على أبنائه الذين يخرجون بمسيرات وتظاهرات سلمية في إطار النضال الجماهيري السلمي، كي يجعل العالم ينظر من جديد لقضيته الوطنية ويضعها في سلم الأولويات لضمان الأمن والاستقرار في العالم، لأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي العنصري تضع المنطقة على قوة بركان قابل للانفجار في أية لحظة.
وأخرى من خلال المزج بهم في السجون التي هي أشبه بسجن الباستيل في فرنسا إبان ما قبل الثورة الفرنسية، ومحاولة تفريغهم من محتواهم النضالي، وإخضاعهم لأقسى الظروف المعيشية والطبية وممارسة كافة الوسائل التي يندى لها جبين الإنسانية.
فكم من أسير استشهد جراء عدم تقديم العلاجات اللازمة لهم في محاولة من سلطات السجن المدعومة من حكومة الاحتلال تصفيتهم من خلال هذا الأسلوب الذي يتعارض ويتنافى مع القوانين والأعراف والقرارات الدولية.
وجاء استشهاد المقدسي عويسات ليؤكد من جديد أمام العالم أن الاحتلال الإسرائيلي العنصري والمتطرف والذي يعمل على تحويل الصراع في المنطقة إلى صراع ديني، رغم أنه سياسي، هو المسؤول عن الجريمة الجديدة المرتكبة بحق هذا الأسير البالغ من العمر ٥٣ عاما.
فالانهيال عليه بالضرب المبرح من قبل عشرة جنود بعد الاستفراد به في زنازين العزل الانفرادي وعدم تقديم العلاج اللازم له، والمماطلة في نقله للمستشفى، بعد إصابته بجلطة وبنزيف حاد، يؤكد أن هدف إدارة سجون الاحتلال هو تصفية الشهيد.
وبارتقاء عويسات إلى العلي ليصل عدد الشهداء المقدسيين في سجون الاحتلال وأكياسه الحجرية إلى ١٧ شهيدا، وسبعة شهداء من الأرض المحتلة منذ عام ١٩١٧م ووصول عدد شهداء الحركة الأسيرة الى ٢١٦ منذ احتلال عام ٦٧، الأمر الذي يدعو شعبنا إلى توسيع دائرة التضامن اليومي مع الحركة الأسيرة التي هي اكرم منا جميعا، خاصة وان الأسير في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها قضية شعبنا وتعاظم المؤامرات وتكالبها، يعيش ظروفا صعبة وقاسية، أمام عنصرية وتطرف الاحتلال وميل المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من اليمينية ومعاداة شعبنا بصورة سافرة، لدرجة جعلت العديد من قادة الاحتلال وحاخامته يفتون بوجوب قتل الفلسطينيين الغرباء حسب زعمهم.
والمطلوب أيضا التحرك على المستوى الدولي لتوفير الحماية لشعبنا وفي المقدمة الأسرى الذين لا تعترف بهم دولة الاحتلال كأسرى حرب وتتعامل معم على انهم «مخربون» حسب زعمها وادعاءاتها التي تلقى الدعم من قبل الولايات المتحدة الأميركية خاصة إدارة الرئيس ترامب التي أعلنت بشكل سافر هي الأخرى عن العداء لشعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة، ومحاولتها النيل من هذه الحقوق والانتقاص منها لصالح دولة الاحتلال.
فليس من المقبول وعلى المعقول أن يستمر العالم خاصة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان في التعامل مع دولة الاحتلال على أنها فوق القانون الدولي، وتكتفي بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، رغم أنها هي التي أوجدت إسرائيل على حساب شعبنا، بل على أنقاضه.
وعلى السلطة الفلسطينية إيصال قضية الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديم المسؤولين الإسرائيليين عن قتل أبناء شعبنا الأسرى وغيرهم إلى المحكمة لمحاسبتهم على ارتكابهم جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية.
وعلى الاحتلال ومؤيدوه من الدول الغربية أن يفهموا حقيقة واحدة بأن شعبنا الذي قدم الشهداء والأسرى على مذبح قضيته الوطنية، لن يستسلم ولن يستكين وسيقدم المزيد من الضحايا من خيرة أبناء شعبه كالشهيد عويسات حتى يظفر بالنصر المؤكد المبين فإلى جنات الخلد يا شهيد القدس وشعبنا.
أحدث أقدم