Adbox

وفا- يسود استغراب بين الفلسطينيين في الأغوار الشمالية، عند مشاهدتهم للغرف المتنقلة، أو ما تسمى بـ"الكرفانات"، في المناطق المفتوحة هناك؛ لأنهم ممنوعين من البناء في ارضهم.
وأثار وجود "كرفان" في منطقة رعوية ممتدة بين مستوطنتي "روتم"، و"شيدموت" تخوف الفلسطينيين من أن تكون نواة لتجمع استيطاني جديد في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية.
وتتربع مستوطنتا "روتم" و"شيدموت" على مساحات من أراضي الفلسطينيين في منطقة "الفارسية"، وقد أقيمتا بعد احتلال إسرائيل لباقي فلسطين التاريخية عقب نكسة 1967.
ويصف الفلسطينيون هذه الغرف "ببداية الشر".
وقال مواطنون يسكنون في المنطقة، ويجوبون بأغنامهم ومواشيهم المناطق المفتوحة في الفارسية، إن هذه الغرف ستشكل نواة تجمع استيطاني جديد فوق أراضيهم.
وسبق تلك الغرف أن وضع أحد المستوطنين قبل سنوات أحد "الكرفانات" بالقرب من خيام الفلسطينيين في منطقة الحمة بالأغوار الشمالية، وبدأ بعدها بإضافة عدد من الخيام على مرأى من قوات الاحتلال حتى أصبحت هذه الأيام تأخذ حيزا كبيرا من قمة الجبل الذي أقيمت عليها.
وينقل الفلسطينيون ساكنو تلك المناطق، وناشطون وهواة تصوير، بشكل مستمر ودوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صورا لغرف جديدة يضعها المستوطنون في الأغوار الشمالية.
وبعد استيلاء الاحتلال على الأغوار الشمالية عام 67، بعام واحد فقط، أقام مستوطنو "ميخولا"، وهي أول مستوطنة يقيمها الاحتلال في الأغوار الشمالية.
وبحسب تقرير سابق صدر عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم"، يوجد في الأغوار 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية، يستوطن فيها حوالي 9500 مستوطن إسرائيلي، وتستولي المستوطنات على ما نسبته 12% من أراضي منطقة الأغوار، لكن يبدو أن العدد سيزداد.
وقبل سنوات قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "المستوطنات والمستوطنين هم السياج الآمن لإسرائيل".
 وعلى هذا الأساس تتعامل حكومته (نتنياهو) مع المستوطنين في الأغوار"، يقول الناشط الحقوقي في مؤسسة "بتسيلم" عارف دراغمة.
ويضيف دراغمة "لم تعد تكفيهم حدود مستوطناتهم (..)، كل مستوطنة بجانبها بعض الغرف الصغيرة،(...) يسعون لضم عدد من المستوطنات في تجمع استيطاني واحد كبير  بالأغوار الشمالية".
وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن القانون الذي قدمته عضو حزب الليكود "شارن هسكل" بداية العام الجاري، يعتبر" منطقة الأغوار كنزا استراتيجيا لدولة الاحتلال، ويوجد حولها إجماع سياسي بالنسبة لليمين واليسار الإسرائيلي".
وكتبت الصحافة الإسرائيلية وقتها "إن غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال، والمستوطنين في منطقة الأغوار يشكلون رأس حربة "أمنية" لإسرائيل، ويعرضون أنفسهم للخطر.
وتعمل حكومة الاحتلال بوزرائها على تشجيع سلب المستوطنين لأراضي المواطنين الفلسطينيين والتمدد في الاستيطان تحت أنظار أعين الاحتلال.
وأفاد تقرير سابق صدر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تفضل الاستثمار في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة بشكل يفوق الاستثمار في الداخل، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال خصصت 417 مليون شيقل لصالح تطوير الاستيطان في منطقة البحر الميت، لجذب المزيد من المستوطنين، وتهويد مناطق الأغوار.
يقول دراغمة "إن عددا من التجمعات الاستيطانية في الأغوار الشمالية بدأت بهذه الغرف المخيفة، واليوم يمكنك مشاهدة ما تحولت اليه هذه الغرف من تجمعات استيطانية".
وتقع الأغوار الشمالية شرق طوباس، وتشكل بحسب مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير، حوالي 60% من مساحة محافظة طوباس البالغة 402كم2، وتضم 12 تجمعا سكانيا ثابتا، بالإضافة الى 20 تجمعا لمضارب البدو.
أحدث أقدم