Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ كثيرة هي المؤامرات التصفوية التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، ولكن جميع هذه المؤامرات كان مصيرها الفشل المحتوم، بفعل نضالات شعبنا ومن خلفه شعوب الأمة العربية والإسلامية.
فمن مؤامرة أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض، إلى مؤامرة عدم وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني إلى غيرها وغيرها الكثير من المؤامرات التي سقطت وكان مكانها مزبلة التاريخ، لأن شعبنا الفلسطيني ناضل وضحى وقدم خيرة أبنائه وبناته من أجل إسقاط هذه المؤامرات التي من كثرتها باتت لا تحصى ولا تعد.
واليوم تطلع علينا إدارة الرئيس الأميركي ترامب بمؤامرة جديدة اسمها "صفقة القرن"، والحقيقة كما وصفها العديد من المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الرئيس عباس بأنها "صفعة القرن" وهدفها الانتقاص من حقوق شعبنا وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية.
إن صفقة القرن المشبوهة جاءت من قبل إدارة أميركية تعمل بشكل علني ومكشوف لصالح حليفتها الاستراتيجية دولة الاحتلال، دون أخذ العبر من التاريخ، خاصة تاريخ الشعب الفلسطيني الذي أعاد إحياء قضيته من خلال نضالاته المتواصلة، وحمى هذه القضية من المؤامرات التصفوية.
فشعبنا الفلسطيني الذي قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى، والذي حمى قضيته الوطنية منذ أكثر من مئة عام لديه المقدرة والاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات الجسام لإحباط وإفشال هذه المؤامرة الأميركية - الإسرائيلية الجديدة.
صحيح أن الظروف الموضوعية والذاتية الحالية مجافية، إلا أن ذلك لا يعني أن صفقة القرن ستمر وان استغلال واشنطن وتل أبيب لهذه الظروف يمكنهما من تمريرها، فالظروف في تغير مستمر والشعب الفلسطيني تعرض للكثير من المؤامرات التصفوية كما ذكرنا سابقا، إلا انه كان يخرج دائما من تحت الرماد ويفشل هذه المؤامرات بفعل نضالات أبنائه وبناته، ودفاعهم عن قضيتهم العادلة.
ولإفشال وإسقاط هذه المؤامرة الجديدة، فان مواجهتها تتطلب أولا وقبل كل شيء إنهاء الانقسام الأسود ووضع استراتيجية عمل موحدة، تجمع كل الطاقات وتجندها لهذه المواجهة خاصة وان إدارة الرئيس ترامب مصرّة على محاولات تمريرها رغم رفض القيادة الفلسطينية لها، وعدم تجاوب الدول العربية معها وإبلاغ ذلك لمندوبيّ الرئيس الأميركي خلال جولتهما في المنطقة للترويج لهذه الصفقة، والضغط على بعض الأطراف العربية الرسمية للقبول بها.
كما يجب الرهان فقط على الشعب الفلسطيني ومن خلفه شعوب الأمة العربية والإسلامية، فشعبنا الفلسطيني الذي حمى ودافع عن قضيته على مدى عشرات السنين لا يمكن أن تغريه مسألة تحسين وضعه الاقتصادي على حساب قضيته الوطنية، بل على العكس من ذلك فان جميع هذه الإغراءات ستزيد من صلابة موقفه وتمسكه بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فالنضال الجماهيري الموحد هو وحده القادر على إسقاط صفقة القرن كما أسقط من قبلها صفقات ومؤامرات كثيرة.
أحدث أقدم