Adbox

جريدة الأيام - بالكاد كان الطفل محمد أبو الكباش (11 عاماً) يحاول التقاط أنفاسه، أمس، وهو يشارك والده في قيادة قطيع المواشي بعيدا عن المواقع التي حددتها سلطات الاحتلال لإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية لقواتها في أراضي خربة حمصة الفوقا شرق طوباس في منطقة الأغوار الشمالية.
وبدا هذا الطفل متماسكا وقويا رغم كونه صائما، وكل همه التخفيف عن والده مهمة قيادة قطيع المواشي ومن خلفهما نحو خمس عائلات كان همها الأول والأخير البحث عن مأوى مؤقت كان من الصعب الحصول عليه، بعيدا عن مناطق الرماية والتدريبات، بعد أن أجبرتها سلطات الاحتلال على إخلاء مساكنها، عشية بدء المناورات العسكرية بالذخيرة الحية في محيط ذلك التجمع الغوري وبين مساكن المواطنين البدوية.
وقال الوالد وهو من عائلة أبو الكباش، إن عائلته تعيش منذ سنوات طويلة في خربة حمصة الفوقا والتي تعاني التهويد والاستهداف، وتعيش العائلات فيها على وقع ممارسات يومية تسعى لاقتلاع أصحابها الشرعيين منها.
وتابع ساخرا: "تعودنا على هذه الحياة، وأصبح أمرا طبيعيا أن يحضر ضباط من الإدارة المدنية الإسرائيلية ليطلبوا منا مغادرة بيوتنا والخروج إلى العراء والبحث عن مساكن مؤقتة تؤوينا، خلال فترة إجراء المناورات العسكرية".
وطردت قوات الاحتلال، خمس عائلات من خربة حمصة الفوقا، بذريعة البدء بإجراء التدريبات العسكرية، وفقا لما أكده خبير شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار، عارف دراغمة، والذي أشار إلى أن من بين أفراد تلك العائلات أطفال ونساء ومرضى وكبار في السن.
وأبلغت سلطات الاحتلال، العائلات البدوية الخمس بالطرد من مساكنها البدائية، بذريعة إجراء التدريبات من السادسة صباحا ولغاية الثانية عشرة ظهرا، وذلك للمرة الثالثة خلال الشهرين الأخيرين.
وأشار دراغمة، إلى أن من بين العائلات البدوية الخمس التي أجبرها الاحتلال على إخلاء مساكنها، 19 طفلا، في وقت حذر فيه من خطورة سياسة التهجير القسري التي تنتهجها سلطات الاحتلال في الأغوار.
وقال، إن سلطات الاحتلال تسعى من وراء هذه السياسة إلى طرد العائلات وإبعادها عن أماكن سكناها، مشددا على خطورة المخلفات التي يتركها جيش الاحتلال بعد إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة.
وشملت أوامر الإخلاء، المواطنين الأشقاء ياسر، وعبد الله، وعادل، وتيسير، وسند، وجميعهم من عائلة أبو كباش، وفقا لما أكده دراغمة الذي أفاد أن قوات الاحتلال تخطر العديد من العائلات من مناطق متفرقة من الأغوار بشكل دوري بالطرد من مساكنها، بحجة إجراء التدريبات العسكرية.
وقال دراغمة، إن سياسة الإخلاء الجبرية تشكل خطرا حقيقيا على الأهالي بسبب الدفع بهم إلى العراء، وإطلاق قذائف الدبابات التي يستخدمها جيش الاحتلال خلال التدريبات العسكرية.
وحث، المؤسسات الإنسانية والحقوقية على ضرورة تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها في سبيل توفير الدعم اللازم للعائلات التي يجبرها الاحتلال على إخلاء مساكنها مضطرة، وتوفير الأمن والحماية لأفرادها.
ويعجز أهالي تلك الخربة، عن تأمين المياه بشكل طبيعي، فالنقل عبر صهاريج المياه ممنوع، ولا توجد هناك شبكات مياه محلية تصل المنطقة، وحفر الآبار لجمع مياه الأمطار ممنوع بقرار من الاحتلال.
وينحدر أهالي خربة حمصة الفوقا بالأصل من منطقة بئر السبع، لكن ظروف الاحتلال أجبرتهم على اللجوء إلى منطقة السموع جنوب الخليل، وبسبب قلة الإمكانيات وقلة المياه، اضطر قسم كبير منهم خاصة عائلة أبو الكباش إلى الرحيل صوب منطقة الأغوار في العام 1950، واستقر قسم منهم بالقرب من منطقة الجفتلك.
من جهة أخرى، احتجزت قوات الاحتلال، راعيين اثنين في منطقة الساكوت بالأغوار الشمالية، بعد طردهما من الأراضي الرعوية هناك.
وقال دراغمة، إن الاحتلال احتجز حسين زهدي أبو محسن، وفائق مصطفى دراغمة، بعد طردهما من المراعي المنتشرة في منطقة الساكوت الحدودية، مشيرا إلى أن الأول مسن والثاني يعاني من مرض في القلب.
وأشار، إلى أن الاحتلال تواجد منذ الصباح في المنطقة، على خلفية انفجار أحد الألغام قبل يومين في قطيع من الأبقار، ما أدى إلى نفوق ثلاث بقرات لأحد المواطنين
أحدث أقدم