Adbox
بيان سياسي في الذكرى الـ 50 لعدوان عام 1967
لا يوجد شريك سلام إسرائيلي، لا حقيقي.. ولا حتى مزيف
العودة لصيغة المفاوضات الثنائية مرفوضة والمطلوب تركيز الجهود لعقد مؤتمر دولي للسلام
دون تنفيذ اتفاق المصالحة سيستمر الانقسام وستبقى الساحة الفلسطينية عرضة للشرذمة والتدخلات الإقليمية والدولية
تصادف يوم غد الاثنين ذكرى عدوان الخامس من حزيران عام 1967 أو ما باتت تعرف بـ (النكسة)، عندما احتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية مكملة بذلك احتلالها لكامل أراضي فلسطين التاريخية، مع احتلالها أيضا هضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية. وإن الحال اليوم وبعد مرور (50) عاما على هذه الحادثة الأليمة هو بقاء سياسة التوسع والعدوان الإسرائيلي على حالها، وأكبر مثال على ذلك، فضلا عن ما نشهده يوميا من جرائم القتل الميداني وحملات الاعتقال العشوائي وأعمال المصادرة للأراضي وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، هو السياسة التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام عندما صرح أن "السيطرة الإسرائيلية" في الضفة ستستمر في ظل أي اتفاق يمكن التوصل إليه مستقبلا.
تحل ذكرى عدوان الخامس من حزيران عام 1967 في ظل واقع لم يشهد شعبنا مثيلا له طوال فترة النصف قرن التي أعقبت هذا العدوان وحتى اليوم، فخلاصة سياسة نتنياهو المشار إليها، أنه لا يوجد شريك سلام إسرائيلي، وليس فقط كما درج البعض في حديثهم عن غياب شريك إسرائيلي حقيقي للسلام، فإسرائيل، تعلن بكل صلف ووقاحة، ويساعدها على ذلك الانحياز الأمريكي الأعمى والصمت الدولي والتخاذل العربي والانقسام الفلسطيني، أنها لا تريد، لا السلام الحقيقي، ولا حتى المزيف.. ومما يزيد الطين بلّة تراجع الإدارة الأمريكية الحالية بزعامة دونالد ترامب عن السياسات المعهودة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بخصوص ما اصطلح على تسميته "الصراع في الشرق الأوسط"، فترامب وخلال زيارته للمنطقة لم يأت على ذكر الاستيطان الإسرائيلي لا باعتباره عقبة في طرق السلام، ولا حتى كونه غير شرعي.
إن ما نؤكد عليه في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في الذكرى الـ (50) للنكسة، وأمام هذه القراءة الموضوعية للوضع الراهن، أنه من غير المجدي والمقبول الموافقة على العودة لمسيرة المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية المنفردة، والمطلوب بناء عليه هو القطع فلسطينيا، وبدعم عربي رسمي وشعبي، مع صيغة المفاوضات الثنائية العبثية وتركيز كل الجهود لعقد مؤتمر دولي للسلام، بإشراف الأمم المتحدة ورعايتها، واستمرار التحرك فلسطينيا لدى الأمم المتحدة بكل معاهداتها واتفاقياتها ومؤسساتها ولمحكمة الجنايات الدولية من أجل معاقبة إسرائيل على جرائمها، ومن أجل إلزام المنظمة الدولية على توفير نظام حماية دولية مؤقتة لشعبنا من هذه الجرائم.
وإذ نؤكد في "فدا" أن بقاء شعبنا على أرض وطنه وتمسك اللاجئين منهم بحق العودة واستمرار تمسك الكل الفلسطيني بباقي الحقوق الفلسطينية الثابتة، هو ما يجب أن نحافظ عليه من أجل التخلص من كل ذلك ذيول وتبعات النكسة، فإننا نؤكد أيضا أن المطلوب لتحقيق ذلك ولضمان الانتصار على الاحتلال ودحره هو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. ومن هنا ندعو في "فدا" إلى تنفيذ كل بنود اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في أيار 2011؛ ونحذر من أنه دون ذلك سيستمر الانقسام الفلسطيني وستبقى الساحة الفلسطينية عرضة للشرذمة والتدخلات الإقليمية والدولية وستستغل إسرائيل ذلك لتحقيق مخططها الراهن بإدامة احتلالها مع السماح بوجود كيانات فلسطينية معزولة وضعيفة وتابعة لها.
المجد والخلود للشهداء.. الشفاء العاجل للجرحى.. الحرية للأسرى
وإننا حتما لمنتصرون
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"

دولة فلسطين – 4 حزيران 2017

أحدث أقدم