أضواء على الصحافة الاسرائيلية 11 تموز 2017
انتخاب آبي غباي، الشخص شبه المجهول، رئيسا لحزب
العمل الاسرائيلي
تكتب
الصحف الصادرة اليوم، بتوسع، عن ما سامته بعضها "الانقلاب" في حزب العمل
الاسرائيلي الذي سلم قيادته، امس الاثنين، لشخص شبه مجول على الحلبة السياسية،
الوزير السابق، لفترة قصيرة، في حكومة نتنياهو، آبي غباي، والذي انضم الى الحزب
قبل عدة اشهر فقط، وهزم منافسه المخضرم، رئيس الحزب الاسبق، ووزير الامن سابقا،
النائب عمير بيرتس. وقد انتخب غباي لرئاسة حزب العمل، بعد فوزه بتأييد 52% من
المصوتين، حوالي 16 الف صوت، مقابل 48% (حوالي 14 الف صوت) دعموا بيرتس. ووصلت
نسبة التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت امس الاثنين، الى 59%.
وحسب ما
تنشره "هآرتس" فقد قال غباي في خطاب الانتصار الذي القاه في مقر الحزب
ان "هذه الليلة هي الرد على كل من نعى حزب العمل، وكل من شكك بحيوية
الديموقراطية الاسرائيلية، وكل من اعتقد ان مواطني اسرائيل لا يريدون التغيير.
طلبتم قيادة جديدة؟ ها انا". وكرر غباي دعوته لرئيس الحزب السابق يتسحاق
هرتسوغ بمواصلة قيادة المعارضة البرلمانية (كون غباي ليس عضوا في الكنيست ولا
يستطيع القيام بهذا الدور كرئيس لحزب العمل). وقال موجها حديثه لهرتسوغ:
"ادعوك انت وبقية المرشحين، تعالوا وانضموا، الدولة والحزب بحاجة لكم. معا
فقط يمكننا الانتصار". واضاف: "اليوم بدأت المسيرة لاستبدال السلطة".
وبعد نشر
نتائج الجولة الثانية، اتصل الخاسر عمير بيرتس بغباي وهنأه بالفوز. وشكر غباي
بيرتس وقال له: "انا اعتبرك شريكا رئيسيا في المهمة: استبدال سلطة
نتنياهو". كما هنأ هرتسوغ، الذي دعم بيرتس في الجولة الثانية، غباي بفوزه،
وقال في بيان صدر عنه: "تحدثت الان مع غباي واوضحت له بأنني سأقف الى جانبه
وأساعده بكل الطرق من اجل تعزيز حزب العمل واستبدال السلطة".
وقالت
النائب شيلي يحيموفيتش، التي دعمت غباي، ان "انتخابه يعتبر انجازا مدهشا
ومؤثرا يدل اكثر من أي شيء آخر على ان حزب العمل هو حزب يحب الحياة، حكيم وديموقراطي
ويمكنه ان يشكل مثالا ونموذجا للجهاز السياسي في إسرائيل". واضافت:
"حظينا برئيس نقي اليدين، شجاع واستثنائي في مواهبه، وسنستيقظ غدا على صباح
من الأمل".
كما هنأت
رئيسة حزب الحركة، تسيبي ليفني، بانتخاب غباي، وقالت ان "المهمة المشتركة
المطروحة امامنا الان هي خلق الأمل المتجدد والحقيقي باستبدال السلطة وعرض طريق
آخر، افضل لإسرائيل ومواطنيها". وقالت ليفني انه بعد انتهاء الانتخابات
الداخلية في العمل الان، سيكون على المعسكر الصهيوني العمل على توسيع صفوفه ليصبح
كتلة اكبر من اجل استبدال نتنياهو.
وقالت
رئيسة حركة "ميرتس"، زهافا غلؤون، انه سيسرها "التعاون مع غباي
واستبدال السلطة هنا. يحق للجمهور الاسرائيلي رؤية معارضة مفترسة وناقدة، كما يجب
ان تكون المعارضة، وغباي لا يبدو لي بأنه يخاف من التحديات".
كما هنأ
النائب اريئيل مرجليت، الذي خسر المنافسة في الجولة الاولى، بانتخاب غباي، وقال ان
"علينا اليوم بالذات، حين تقترب التحقيقات من نتنياهو، التجند معا لإسقاط
الحكومة وطرح بديل واضح لقيادة الدولة".
من هو
آبي غباي، الرئيس المنتخب لحزب العمل الاسرائيلي؟
تكتب
"يسرائيل هيوم" ان آبي غباي (50 عاما) متزوج وآب لثلاثة اولاد، هو الابن
السابع من بين ثمانية اخوة، ولد في حي "بقعا" في القدس لعائلة هاجرت من
المغرب، ويعيش اليوم في تل ابيب. يحمل اللقب الاول في الاقتصاد واللقب الثاني في
ادارة الاعمال. انهى خدمته العسكرية برتبة رائد في سلاح الاستخبارات، في الوحدة
8200. بدأ طريقه الرسمي في قسم الميزانيات في وزارة المالية، حيث ركز موضوع
الاتصالات. بعد اقل من اربع سنوات انتقل الى شركة "بيزك"، وشغل فيها عدة
مناصب، حتى تم تعيينه في 2007 مديرا عاما للشركة، وبقي في هذا المنصب حتى استقالته
في 2013.
خلال
فترة عمله مديرا عاما لشركة "بيزك" تعرف على موشيه كحلون، الذي شغل في
حينه منصب وزير الاتصالات، وهو اللقاء الذي شكل منصة لقفزته الى الحياة السياسية
مع تأسيس حزب "كلنا". مع انضمام "كلنا" الى حكومة نتنياهو
الحالية، عين كحلون صديقه غباي وزيرا لشؤون البيئة، من دون ان يكون غباي عضوا في
الكنيست. وكوزير في الحكومة وقف غباي ضد مخطط الغاز بادعاء انه سيقود الى ارتفاع
الاسعار، خاصة اسعار الغاز، وسيزيد من تلوث الجو. استقال غباي من الحكومة على
خلفية فصل وزير الامن موشيه يعلون وتعيين رئيس حزب "يسرائيل بيتنا"
افيغدور ليبرمان مكانه.
بعد
الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل، اعلن غباي انضمامه
للمنافسة، رغم انه لم يكن عضوا في الحزب من قبل. ومنذ بداية طريقه حظي بدعم كبير
من قبل عدة شخصيات بارزة في الحزب، مثل وزير الامن السابق ايهود براك. وفي
انتخابات نقابة العمال العامة، دعم غباي المرشحة لرئاسة النقابة شيلي يحيموفيتش،
والتي دعمته الان في منافسته على رئاسة الحزب. وخلال المواجهات الاعلامية بين
المنافسين على رئاسة حزب العمل تم احراج غباي من قبل خصومه، عدة مرات، وكان يبدو
ان المواجهات سببت له ضررا كبيرا، لكن هذا لم يمنعه من الوصول الى الجولة الثانية،
والفوز برئاسة الحزب.
تمديد
اعتقال ثلاثة مشبوهين في ملف الغواصات
تكتب
"هآرتس" ان محكمة الصلح في ريشون لتسبون، قررت مساء امس الاثنين، تمديد
اعتقال ثلاثة من المشبوهين في ملف الغواصات، المعروف باسم "ملف 3000"،
وهم ميكي غانور، الوسيط في الصفقة، وابرئيل بار يوسيف، نائب رئيس مجلس الامن
القومي سابقا، الذي شارك بشكل رئيسي في اعداد وجهة نظر حول شراء الغواصات، ورونين
شومر، المحامي في مكتب غانور.
وتم
تمديد اعتقال غانور لأربعة ايام، بشبهة غسيل اموال والتآمر لارتكاب جريمة والخداع.
وحددت رئيسة محكمة الصلح القاضية عينات رون، أنه "يسود التخوف من تشويش
اجراءات التحقيق من قبل المشبوه". واشارت الى انه تم جمع الكثير من المواد
لكن طريق الشرطة لا تزال طويلة. كما قالت بأن مواد الأدلة تشير الى شبهات محتملة
ضد غانور، وان الشرطة تنوي القيام بعشرات التحقيقات "المطلوبة كلها"
بشأنه.
وقال
المحامي ناتي سمحوني، الذي يمثل غانور، ان "التحقيق كان متوقعا، وان غانور
تعاون مع سلطات التحقيق وينوي تسليم كل ما يملك من معلومات. انه يؤمن بأن ذلك
سيزيل الغيمة وينهي القضية، وهو مقتنع بأنه لم يرتكب أي مخالفة".
وفي قرار
تمديد اعتقال بار يوسيف، كتبت القاضية ان الشبهات المنسوبة اليه هي العلاقة بجريمة
وخرق الثقة وغسيل اموال. وقالت انه "تم جمع كمية كبيرة من المواد والتي لا
يمكن كشف غالبيتها للجمهور". وقال المحامي جاك حين، الذي يمثل بار يوسيف:
"يحزنني اننا وصلنا الى وضع يتم فيه اعتقال شخص بشبهة تشويش التحقيق وهو يسمع
منذ ثمانية اشهر بأنه يجري تحقيق ضده. انا متأكد من ان الشرطة ستواصل العمل
والتحقيق لكي تستمع الى اجوبته وروايته".
اما
المحامي رونين شومر فتم تمديد اعتقاله لثلاثة ايام بشبهة ارتكاب مخالفات غسيل
الاموال والخداع، وخشية قيامه بتشويش التحقيق. وقالت محاميته انه عمل بالأجرة لدى
غانور، ويقوم بأعمال تقنية فقط وليس شريكا في اسرار غانور او ضالعا في اعماله.
وتكهنت بأنه تم اعتقاله في محاولة للحصول على معلومات منه رغم انه صرح بأنه لا
توجد لديه أي معلومات يمكنها ان تخدم المحققين.
كما تم
احتجاز محامي مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفرض الاقامة المنزلية عليه
لثلاثة ايام. وتم ايضا التحقيق مع مقربين من بار يوسيف وغانور. وكما يبدو فان
الشرطة ستطلب من نتنياهو تقديم افادة في هذا الملف.
وكانت
قوات من الشرطة قد وصلت الى بيوت المشبوهين صباح امس واقتادتهم للتحقيق. وهدفت
الشرطة من وراء ذلك الى منع الستة من الوصول معا الى الشرطة بشكل مستقل خشية تشويش
التحقيق.
ويشتبه
الستة بمخالفات الرشوة والخداع وغسيل اموال ومخالفات ضريبية. وقالت الشرطة في بيان
لها ان المخالفات تمت في اطار "شراء معدات امنية في اطار القضية 3000".
يشار الى
ان النائب العام للدولة شاي نيتسان، امر في شهر شباط الماضي، بموافقة المستشار
القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، بالانتقال من الفحص الى التحقيق الجنائي في
قضية الغواصات والسفن الحربية، والتي يجري في اطارها التحقيق في اجراءات شراء ثلاث
غواصات واربع سفن دفاعية من الشركة الالمانية "تيسنكروب". وتفحص الشرطة
صفقتين لشراء الآليات البحرية: الغواصات الثلاث التي لم يتم حتى الان توقيع تعاقد
لشرائها مع الشركة الالمانية، واربع سفن "ساعر 6" التي يفترض ان تصل الى
اسرائيل في 2019، والتي تم شراؤها من
تيسنكروب من دون مناقصة رسمية.
وبشأن
شراء الغواصات الثلاث، تم توقيع مذكرة تفاهم مع مندوب تيسنكروب في اسرائيل ميكي
غانور، الذي مثله المحامي دان شمرون، قريب نتنياهو، في الصفقة. وكان رئيس الحكومة
نتنياهو احد الداعمين للصفقة، والذي طلب في حينه اضافة سفينتين مضادتين للغواصات.
لكن وزير الامن في حينه، موشيه يعلون، والجهاز الامني عارضوا توسيع اسطول الغواصات
وشراء السفن.
وفي شهر
تشرين الاول الماضي، صادق المجلس الوزاري على مذكرة التفاهم وقرر استبدال ثلاث
غواصات قديمة بثلاث جديدة. وفي اواخر حزيران نشرت صحيفة دير شبيغل الالمانية، بأن
الحكومة الالمانية صادقت على صفقة بيع الغواصات لإسرائيل. لكنها اضافت الى التعاقد
بندا يسمح لها بإلغاء الصفقة في حال ثبت حدوث اعمال فساد فيها.
الحكم
على فعنونو بالعمل في خدمة الجمهور بادعاء خرق شروط اطلاق سراحه
كتبت
"هآرتس" ان محكمة الصلح في القدس، فرضت امس، على جاسوس الذرة مردخاي
فعنونو، العمل لمدة 120 ساعة في خدمة الجمهور، بعد ادانته بخرق شروط اطلاق سراحه،
لأنه اجتمع بمواطنين اجانب في القدس.
وكانت
المحكمة قد ادانت فعنونو في كانون الثاني الماضي، بخرق اوامر القيود التي فرضت
عليه بعد إطلاق سراحه من السجن. وبرأته المحكمة من خرق امرين. وكان قد اتهم
بارتكاب ثلاث مخالفات: لقاء مع مواطنين امريكيين في القدس في 2013 من دون تصريح،
نقل مكان اقامته في 2013 من دون تبليغ مسبق، رغم انه انتقل للإقامة في منزل اخر
يقع في ذات العمارة التي اقام فيها، وكشف معلومات في اطار لقاء اجرته معه القناة
الثانية في 2015.
وكانت
المحكمة قد حكمت على فعنونو في 1986 بالسجن لمدة 18 عاما بتهمة الخيانة والتجسس
الخطير، بعد قيامه بتسليم معلومات للصحف الاجنبية حول مكان عمله في المفاعل النووي
في ديمونة. وتم إطلاق سراحه في 2004، وفرض قيود متشددة عليه، من بينها واجب
التبليغ عن تحركاته، ومنعه من مغادرة البلاد ومنعه من التحدث مع مواطنين اجانب.
وتشمل القيود ايضا، الزامه بالتبليغ عن أي تغيير في عنوانه.
وفي
كانون الثاني 2014، قدم التماسا ضد القيود المفروضة عليه، فوقع قائد الجبهة
الداخلية ايال ايزنبرغ، امرا خفف من شروط إطلاق سراح فعنونو. ووفقا للأمر الجديد
تواصل منع فعنونو من التحدث مع مواطنين أجانب، لكنه سمح له "بإجراء محادثة
شفوية مصادفة مع مواطنين اجانب، شريطة ان تكون محادثة لمرة واحدة وتمت وجها الى
وجه من دون تخطيط مسبق، وفي مكان عام ومفتوح للجمهور، وان لا تتجاوز اكثر من 30
دقيقة".
نتنياهو
يعد بالمصادقة الاولى على قانون المواطنة خلال اسبوعين
تكتب
"هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اعلن امس الاثنين، بأنه ستتم
المصادقة على قانون المواطنة في القراءة الاولى خلال اسبوعين. وقال ان الكنيست
ستصوت على القانون قبل خروجها للعطلة الصيفية في نهاية الشهر.
وقال
نتنياهو خلال اجتماع لكتلة الليكود في الكنيست: "في كل مكان ازوره اؤكد مكانة
اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. هذا الأمر مركزي، وهو في جوهر وجودنا".
واوضح نتنياهو بأن على الائتلاف الحكومي التجند للمساعدة على تمرير القانون خلال
الجدول الزمني المحدد. وقال رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان، لصحيفة
"هآرتس" ان القانون سيطرح للتصويت في الأسبوع الاخير من دورة الصيف، في
نهاية الشهر الجاري.
وقال
مصدر في الائتلاف، مطلع على عمل اللجنة الوزارية الخاصة بإعداد القانون، لصحيفة
"هآرتس" ان "الائتلاف يواجه صعوبة في التوصل الى صيغة متفق
عليها". وحسب قوله فان نتنياهو يضغط لكي تتم المصادقة على القانون خلال
اسبوعين، ولذلك سيتم التصويت على صيغة لا تحظى بالإجماع الكامل، وسيحاولون حل
الخلافات فقط عشية التصويت على القانون في القراءتين الثانية والثالثة بعد العطلة
الصيفية".
واتفق
قادة احزاب الائتلاف على تشكيل لجنة خاصة من الكنيست لدفع مشروع القانون واعداده
للقراءتين الثانية والثالثة. وستضم اللجنة 16 نائبا، يكون عشرة منهم من الائتلاف،
وستة من المعارضة. ويتوقع ان يترأس اللجنة النائب امير اوحانا من الليكود. وكان
نتنياهو قد اصر على ترؤس الليكود للجنة، لكي يلمح بأن القانون هو مبادرة مباشرة من
قبل الحزب، رغم ان بعض الاحزاب الاخرى سعت الى طرح مقترحات مشابهة.
فتى
فلسطيني آخر يفقد عينه جراء عيارات الاسفنج المستخدمة ضد الفلسطينيين
تكتب
"هآرتس" ان الفتى نور حمدان (13 عاما) من العيسوية في القدس الشرقية،
فقد عينه ليلة امس الاول، جراء اصابته بعيار اسفنج اطلقته الشرطة. وقالت عائلته
انه تم اطلاق النار عليه حين كان يقف على شرفة منزله في الطابق الثاني. كما تبين
بأن الفتى يعاني من كسور في محجر العين والانف واماكن اخرى في وجهه.
وقالت
الشرطة ان قوة من افرادها وصلت الى الحي في اعقاب اندلاع شجار بين جيران، وقام
شبان برشقها بالحجارة وادوات اخرى، وردا على ذلك تم استخدام وسائل تفريق المظاهرات
من اجل ابعاد الشبان. وحسب علي حمدان، عم الفتى المصاب نور حمدان، فان الفتى لم
يكن مشاركا في الحادث وانما اصيب وهو في على شرفة المنزل الى جانب امه وابن عمه.
وقال: "الاولاد لعبوا على الشرفة حتى استدعتهم زوجتي الى الداخل بسبب تواجد
الشرطة، وحين كان يهم بالدخول اصيب بالرصاصة في عينه".
وقالت
جمعية حقوق المواطن ان عيارات الاسفنج السوداء التي تم السماح باستخدامها قبل ثلاث
سنوات تعتبر سلاحا خطيرا تسبب حتى الان بعشرات الاصابات البالغة، احيانا لدى
اطفال، وكانت سببا بموت احدهم. وقالت المحامية نسرين عليان من الجمعية ان
"المقصود سلاح خطير سبق وقتل فتى وتسبب بإصابات في رؤوس عشرات الناس، ومن
بينهم اطفال، وبعضهم فقد نظره". واضافت: "من غير المعقول ان لا يشعر
الناس الواقفين على شرفات بيوتهم او بجانب الشباك بالأمان، ويصابون جراء إطلاق
عيار اسفنج خلافا لأوامر الشرطة. ليست هذه هي المرة الاولى، التي يحدث فيها مثل
هذا الأمر البالغ في العيسوية، وهو يحدد الحاجة الى مراقبة الشرطة من قبل المستشار
القانوني للحكومة، بل ووقف استخدام عيارات الاسفنج السوداء".
يشار الى
ان الفتى محمد سنقرط قتل في 2014 جراء اصابته بعيار اسفنج اسود. وفي حادث آخر اصيب
فلسطيني بشلل دماغي جراء اصابته بعيار كهذا. كما تسببت عيارات الاسفنج السوداء
بعشرات حالات فقدان الاعين والكسور في الوجه وغيرها من الاصابات. وحسب اوامر
الشرطة فانه يمنع إطلاق هذه العيارات على الاطفال، ويجب اطلاقها على اقدام
المتظاهرين.
من بين
سكان القدس الشرقية الذين اصيبوا بعيارات الاسفنج يمكن الاشارة الى: عبد الرحمن
ابو غالي (خمس سنوات) من العيسوية، الذي اصيب في اعلى الفخذ، محمد عبيد (6 سنوات)،
يحيى العامودي (10 سنوات)، زكريا جولاني (13 عاما)، محمد برقان (18 عاما) والذي
فقد عينه، علا حمدان (14 عاما) والتي اصيبت في وجهها وتضرر نظرها، غالب درويش (67
عاما) والذي اصيب في وجهه وبطنه، تيسير صندوقة، من شعفاط والذي فقط عينه في تموز
2014 جراء اصابته بعيار اسفنج. ولسوء حظة فقد سبق وفقد النظر في عينه الثانية،
وبذلك اصبح اعمى تماما. وقبل سنة ونصف اصيب الفتى احمد ابو حمص (12 عاما في حينه)
ويعاني حتى الان من شلل دماغي. ويشار الى انه على الرغم من خطورة هذه الاصابات الا
انه لم يتم حتى اليوم تقديم أي شرطي للمحاكمة.
قتل
فلسطيني بادعاء محاولته دهس جنود
تكتب
"هآرتس" نقلا عن الجيش الاسرائيلي ان الفلسطيني محمد ابراهيم جبرين،
حاول امس الاثنين، دهس مجموعة من الجنود بالقرب من مستوطنة "تقوع"، لكنه
انحرف بسيارته واصطدم بعامود، وبعد ذلك خرج من السيارة وحاول طعن الجنود، حسب
ادعاء الجيش. وتم اطلاق النار على جبرين، وهو من قرية تقوع، وقتله. واصيب جندي
بجراح متوسطة.
وقال
الجنود انه اثناء قيامهم باستبدال وردية الحراسة، وصلت سيارة فلسطينية مسرعة
باتجاههم واصابت الجندي الواقف خارج موقع الحراسة، وبعد ذلك واصلت السيارة السير
بسرعة حتى اصطدمت بحاجز امني اقيم في المكان. وعندها خرج السائق وهو يحمل سكينا
وحاول طعن الجنود، فتم اطلاق النار عليه.
توقيع
اتفاق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لحل مشكلة الكهرباء في شمال الضفة
تكتب
"هآرتس" ان اسرائيل وقعت مع السلطة الفلسطينية، امس الاثنين، على اتفاق
يهدف الى المساعدة على حل مشكلة الكهرباء في شمال الضفة الغربية. وبموجب هذا
الاتفاق ستحول اسرائيل صلاحيات عن شبكة الكهرباء لمحطة كهرباء ثانوية ستقام في
جنين. ولن يتم في المحطة توليد الطاقة، وسيتواصل امدادها بالكهرباء من اسرائيل،
لكنها هي التي ستملك صلاحيات واسعة على البنية التحتية.
وحسب
شركة الكهرباء، فانه يجري حاليا بناء ثلاث محطات ثانوية جديدة في الضفة – في
ترقوميا ونابلس ورام الله – والتي يتوقع ان تبدأ العمل خلال عدة اشهر. وتجري حاليا
مفاوضات لنقل صلاحيات الادارة في هذه المحطات ايضا للسلطة الفلسطينية. ويشار الى
ان الاتحاد الاوروبي كان ضالعا في المفاوضات وشارك في اقامتها.
وستتولى
المحطة في جنين تزويد الكهرباء، بحجم 60 ميغا فولت امبير، خاصة للمدن الثلاث،
جنين، طوباس وقباطيا، وهي منطقة تعاني من نقص كبير في الكهرباء.
ووصل
وزير الطاقة يوفال شطاينتس الى جنين للمشاركة في مراسم توقيع الاتفاق، والتقى
برئيس الحكومة الفلسطينية رام الحمد الله. ودعا الحمد الله خلال المراسم، اسرائيل
الى اقامة محطة طاقة، وقال ان هذا الأمر سيسمح للسلطة باستخدام الموارد الطبيعية
خاصة في المنطقة C. واعتبر اقامة المحطة بمثابة
"انجاز كبير يشكل جزء من ترسيخ اسس الاستقلال والسيادة المستقبلية".
وقال شطاينتس ان "اسرائيل معنية بدفع انشاء بنى تحتية في السلطة
الفلسطينية وهذا المشروع هو اول نموذج على التعاون المثمر، وهذا بالتأكيد يشجع على
الاستمرار". وحسب اقواله فانه لأول مرة يتم توقيع اتفاق يضمن بأن لا
"تقع الكهرباء التي يستخدمها الفلسطينيين على كاهل الزبائن
الاسرائيليين".
جندي
يطلق النار على سيارة ضابط
تكتب
"يسرائيل هيوم" ان جندي من لواء 401 في سلاح المدرعات، والذي يخدم في
معسكر يشاي بالقرب من القدس، اقدم على اطلاق عدة عيارات على سيارة فارغة. وتم
اعتقاله والتحقيق معه، امس، فيما تبين ان السيارة التي اطلق عليها النار هي سيارة
ضابط في الوحدة. وتم اطلاق النار كما يبدو بسبب خلاف بينهما. ولم يسفر الحادث عن
وقوع اصابات، لكنه تسبب بالضرر لسيارة الضابط وسيارتين اخريين.
مشروع
قانون جديد لمنع تمويل الجمعيات اليسارية
تكتب
"يسرائيل هيوم" ان النائب ميكي زوهر، من حزب الليكود، ينوي طرح مشروع
قانون يطلق عليه اسم "قانون سوروس" والذي يمنع الجمعيات في اسرائيل من
تلقي تبرعات من شخص يدعم ويمول التنظيمات الفاعلة ضد اسرائيل. وتم اطلاق هذا الاسم
على مشروع القانون نسبة للملياردير اليهودي الامريكي، من اصل هنغاري جورج سوروس،
الذي يمول تنظيمات يسارية "متطرفة". وقال زوهر، امس: "حان الوقت
لتجفيف تنظيمات اليسار التي تتآمر على السلطة، تشوه سمعة اسرائيل وتحاول المس
بحقها في الدفاع عن نفسها. يجب علينا صد مصادر تمويلها ومنعها من المس
بالدولة".
وحسب
موقع NGO مونيتور، الذي ركز التقرير
الذي تم تحويله الى مسجل الجمعيات في اسرائيل، فقد تبرع سوروس بين 2012 و2015 فقط
بحوالي 6.3 مليون شيكل لتنظيمات مختلفة. وحسب وثائق تم تسريبها قبل سنة من منظمة
"المجتمع المنفتح" التي يقودها سوروس، فان هدفه من الاستثمار في اسرائيل
هو التشكيك بمكانة اسرائيل كديموقراطية من خلال تأجيج التطرف في صفوف المواطنين
العرب وتشجيع توجههم الى منتديات دولية كالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وتدعي
الصحيفة، ايضا، انه حسب الوثائق فقد استثمر سوروس في قائمة طويلة من الجمعيات
العربية والفلسطينية، التي لم يتم تسجيل قسم منها في اسرائيل، والتي ترفض حقيقة
وجود اسرائيل كدولة قومية يهودية، وتشارك في حملة BDS
العالمية.
كما
يعتبر سوروس احد الداعمين الرئيسيين للحزب الديموقراطي الامريكي ودعم هيلاري
كلينتون في منافستها على الرئاسة، واستثمر الكثير في التنظيمات التي ايدت الاتفاق
النووي مع ايران.
نائب
وزير الامن: "لا توجد ولن تكون دولة فلسطينية!"
تكتب
"يسرائيل هيوم" ان نائب وزير الامن، ايلي بن دهان، من حزب البيت
اليهودي، قال انه "لا توجد دولة فلسطينية، وامل ان لا تقوم، ولذلك فان قيام
وفد بتمثيل "دولة فلسطين" في مباريات (التايكوندو في تونس) هو امر زائف،
ويمكن له ان يمثل المريخ او القمر. هذه اللعبة الحقيرة لن تدفع قيام دولة
فلسطينية".
وكان بن
دهان يعقب على ما نشرته "يسرائيل هيوم" حول مشاركة وفد من حي سلوان في
القدس الشرقية في مباريات التايكوندو في تونس باسم دولة فلسطين. وفي الموضوع نفسه
قالت النائب عنات باركو (الليكود) تعقيبا على الخبر انه "يوجد هنا اناس
يمثلون اعداءنا، ونحن نمول جلادنا".
وقال
النائب ميكي زوهر (ليكود) انه ينوي التوجه في هذا الأمر الى وزير الامن الداخلي،
لكي يأمر بفحص الموضوع. وحسب رأيه فان "سكان ومواطني اسرائيل الذين يحصلون من
الدولة على امتيازات بعيدة المدى، يمثلون فلسطين".
مقالات
حزب العمل اثبت وجود حياة قبل الموت
يكتب يوسي فورتر، في "هآرتس" ان حزب العمل اثبت، امس، وجود
حياة قبل الموت. هذا الحزب الممدد منذ فترة طويلة على الحمالة، ويلامس طرف
النهاية، استيقظ، وقام بكل ما تبقى له من قوة بحقن نفسه بوجبة اكسجين حيوية، على
الاقل للفترة القريبة. انتخاب رجل الأعمال، صاحب التوجه المستقر، يعتبر دراما
سياسية جيدة، وهزة ارضية بقوة سبع درجات على سلم غباي. انه ينطوي على محفز التهام
الاوراق مجددا في معسكر المركز – اليسار، وتقويض اجماع تجذر هنا في السنتين
الاخيرتين، وتوجيه موجة صدمة الى الجهاز السياسي كله. في سيناريو معين يمكن ان تصل
حتى الى الليكود، ولكن في الظروف الحالية يصعب القول ان انتخاب ابي غباي هو بشرى
سيئة لبنيامين نتنياهو. فلديه الآن مشاكل اكبر من ذلك بكثير.
انتخاب غباي يعكس احباط اعضاء حزب العمل امام تحويل حزبهم الى ممسحة،
وهدف للسخرية والاستهتار. لقد قادهم يأسهم الى اختيار الخيار الاقل معقولا، الاقل
مقبولا على الوعي، والاشد جرأة وهداما. لم يحدث ابدا مثل هذا الأمر في حزب ما: شخص
مجهول نسبيا، انضم الى الحزب قبل عدة اشهر فقط، وفاز في جولتي انتخابات على سلسلة
من المرشحين الذين يشكل كل واحد منهم جزء من لحم الحزب وعظما من عظامه. دونالد
ترامب فعل امرا مشابها في الولايات المتحدة، وفي فرنسا فعل عمانوئيل مكرون امرا
اكبر من ذلك: لقد اسس حزبا جديدا خلال فترة قصيرة جدا واحتل القصر الرئاسي ثم
البرلمان.
لقد جاء نجاح غباي فقط بسبب تراجع قوة الحزب الانتخابية، والشعبية،
وتدهور صورته. هذا الحزب كان يحتاج الى صعقة كهربائية، وهذا هو ما حصل عليه. يبدو،
ايضا، ان تجند القيادة القديمة ضده، وتأييدها لمنافسه بيرتس، سببت ردة فعل صحيحة
في صفوف الناخبين. في اليوم التالي للجولة الاولى، سارع عمير بيرتس الى التقاط صور
له الى جانب رئيس نقابة العمال العامة، ابي نيسنكورن. لقد جند الاخير نقابة العمال
لصالح بيرتس، الذي سبق وساعده في انتخابات النقابة. لقد آمن نيسنكورن، المتخم
بالمتعة، ورجاله بأن هذا ما سيرجح الكفة. لقد احتفلوا، وتعجرفوا قبل الوقت. ويتضح
انه لم يشعر كل اعضاء حزب العمل في نقابة العمل بالالتزام لوصية الرئيس، والذي لا
تزال طريقة انتخابه محل فحص.
لقد حصلنا على دليل على الانقلاب في حزب العمل، في ليلة الرابع من تموز،
يوم الثلاثاء الماضي، مع ظهور نتائج الجولة الاولى من الانتخابات. لقد وصل الفارق
بين بيرتس وغباي الى 5% فقط، حوالي 2000 صوت. وكان ذلك بمثابة انجاز ضخم لغباي
ومرد قلق لبيرتس، الذي وعلى الرغم من تجرته واقدميته في المواجهة على الحلبة
الحزبية، ورغم دعم نقابة العمال وسلسلة طويلة من النواب البارزين ورؤساء المدن، لم
ينجح بهزم مرشح متدرب، اخضر، بل حتى ساذج بعض الشيء ويفتقد الى هذا كله. وقد اثبتت
الجولة الثانية امر اخر: الحزب الذي لم يمنح بتاتا أي فرصة ثانية، لم يمنح هذه
المرة ايضا، فرصة ثانية.
وقوف الرئيس الخاسر، يتسحاق هرتسوغ، والمرشح الخاسر الآخر، اريئيل
مرجليت، الى جانب بيرتس، فاحت منه رائحة شديدة من الشعور بالإهانة والغضب ازاء
الصفيق الذي تجرأ على اختراق حفلتهم. هرتسوغ ومرجليت، اللذان ما كان يمكن استخراج
كلمة طيبة منهما عن بيرتس وسلوكه، حتى تحت التعذيب، توحدا وبنيا جدارا ضد النجم
الجديد، لكن هذا الجدار انهار بضغط الحشود. لقد حصل "الفتية القدامى"
على تلميح قاطع من الناخبين: استيقظوا، لقد مضى زمانكم.
مقابلهما،
يحق لشيلي يحيموفيتش وايتان كابل، الداعمان لغباي، بالشعور بالانتصار الحلو الذي
نسيا طعمه منذ زمن. من المؤكد انه يمكن ليحيموفيتش ان تنتزع لنفسها قسما من
الاعتماد على الانجاز. غالبية الداعمين لها والنشطاء في معسكرها، والمتطوعين كانوا
جزء من معسكر غباي، في الجولة الاولى، وبكل قوة في الجولة الثانية.
ومن
احتفل يوم امس، ايضا؟ ايهود براك، الذي اعرب عن دعمه لغباي منذ بداية منافسته على
رئاسة حزب العمل. براك يطمح للعودة الى الحياة السياسية. وامام فقدان غباي المطلق
لأي تجربة في موضوع الامن القومي والسياسية، يمكن لضم براك الى قيادة الحزب ان
يلعب الى ايديهما معا، في الظروف الصحيحة.
ومن كز
على اسنانه؟ وزير المالية موشيه كحلون، رئيس حزب كلنا الذي شعر بالخيانة، وهو محق
بعض الشيء، من قبل شريكه في تأسيس الحزب، والذي استقال من الحكومة على خلفية تعيين
ليبرمان وزيرا للأمن. لقد تكهن كحلون بأن غباي سيهزم، وان عدم اخلاصه سيعمل ضده.
لكن هذا كان امنية اكثر من كونه تحليلا ذكيا. ويتضح ان الاخلاص هو من نصيب
الضعفاء. وسنرى هذا لاحقا، لكن كحلون يجد نفسه في وضع غير مريح. وهذا التطور
السياسي بالذات، يمكن ان يعزز العلاقة الهشة بينه وبين نتنياهو.
كذلك
الأمر بالنسبة ليئير لبيد. قبل هجوم الرئيس الجديد على الليكود، سيكون عليه
استعادة غالبية المصوتين – بين 10 و12 مقعدا تركوا حزب العمل وحطوا في يوجد
مستقبل. ستكون هذه هي الخطوة الاولى والحاسمة التي يجب على غباي اجتيازها قبل
البدء بالحلم باستبدال السلطة. الاستطلاعات في الأيام والأسابيع القريبة ستحدد
استمرارية الطريق. اذا لم يرجع المصوتون وبسرعة، سيبدأ غباي بالتجوال بين اعضاء
الحزب وهو يحمل علامة الاستهداف على ظهره. انهم لن يترددوا ولن ينتظروا طويلا قبل
ان يحسموا مصيره.
أبو
خضير قتل مرتين
يكتب
نحاميا شتراسلر في "هآرتس": "الحقيقة هي انه ما كان يجب علي الشعور
بالمفاجأة. فلقد شاهدت طوال سنوات كيف يدهورنا الاحتلال نحو هاوية اخلاقية – ومع
ذلك فان قرار المحكمة العليا في الاسبوع الماضي، في قضية القتل المتوحش للفتي محمد
ابو خضير، ضربني كضربة ملاكم.
رغبت
بالتصديق بأن المحكمة العليا ستحكم حسب العدالة، كما يفترض بها ان تفعل، وبذلك
تنقذ القليل من كرامتنا المفقودة، لكنني اصبت بخيبة امل مريرة. لقد ثبت لي مرة
اخرى، ان المحكمة العليا هي جزء من السلطة، جزء من البيروقراطية، وهي ايضا، التي
تمنح في كثير من الحالات، الختم القانوني لجهاز الاحتلال الضخم، الذي يجعلنا نفقد
قيم الانسانية والديموقراطية.
بعد يوم
من صدور قرار المحكمة العليا، تم اجراء لقاء مع حسين ابو خضير، والد محمد. لقد بكى
على مصير ابنه وكان يصعب سماع كلماته. لقد التمس الى المحكمة العليا مطالبا الجيش
بهدم او اغلاق بيوت قتلة ابنه الثلاثة، الا انه تم رفض طلبه. لقد روى كيف وصل الى
كل جلسات المحكمة التي حكمت على القتلة، باستثناء جلسة واحدة تم خلالها وصف اعمال
التنكيل التي تعرض لها ابنه. لم يستطع سماع ذلك. وبالفعل فقد كان الوصف مثيرا
للقشعريرة. نذكر هنا فقط بأن يوسف بن حاييم ومعه قاصران ضربوا وخنقوا محمد، ثم ربطوه
بالقيود، وعندما وصلوا الى غابة القدس، سكبوا عليه الوقود واحرقوه وهو على قيد
الحياة.
هيئة
المحكمة العليا ضمت ثلاثة قضاة، بينما كتب قرار الحكم القاضي الياكيم روبنشطاين
بصيغة متظاهرة بالورع، بكلمات مخادعة، ومن خلال اقتباس من المصادر اليهودية –
طبعا. مبرره الأساسي ضد تنفيذ الهدم كان "التأخير". لقد قال انه يجب عدم
التمييز بين اليهود والعرب، ولكن... في هذه الحالة مر الكثير من الوقت بين القتل
وبين الالتماس (22 شهرا)، ولذلك لا فائدة من الهدم لأنه لن يردع. لكن ابو خضير كشف
كيف توجه الى السلطات فور وقوع عملية القتل، لكي تأمر بهدم البيوت فورا، لكنهم
قالوا له: انتظر صدور قرار الحكم.
عندما
يجري الحديث عن ارهابيين عرب يتم هدم البيوت فورا، بدون محاكمة. اما لدى اليهود
فينتظرون صدور الحكم، لأنه من المعروف ان اليهودي لا يحرق الناس. فليكن. وعندها
جاء قرار الحكم المدين، فتوجه ابو خضير بالسرعة القصوى، خلال ستة ايام، الى وزير
الامن مطالبا بهدم بيوت القتلة. ولكنه عندها، أيضا، واجه ردا سلبيا. وعلى الفور
التمس الى المحكمة العليا، وهناك تم رفض طلبه ايضا. هذا كله هو عكس
"التأخير". هذه قمة السرعة، واكثر من ذلك: لماذا بعد 22 شهرا تنتهي قوة
الردع؟ ربما هكذا هو الأمر لدى اليهود.
لكن
ماكنة غسيل الكلمات واصلت العمل لساعات اضافية في المحكمة العليا. لقد اضاف
روبنشطاين والقاضي نيل هندل بأن الارهاب العربي "واسع" بينما لدى اليهود
"مقلص". ولذلك لا فائدة من ردع اليهود. فعلا هذه هي القمة. الا يعتبر
ردع "الارهاب المقلص" هدفا مناسبا؟ ربما لو شاهدنا هدم بيوت اعضاء
العصابة اليهودية السرية، ما كان قد خرج عامي بوبر ولا باروخ غولدشتين، ولا مشعلي
الحرائق في المساجد، ولا "بطاقة الثمن"، ولا المستوطنين الذين يطلقون
النار، ولا حارقي عائلة دوابشة؟
لقد انضم
القاضي تسفي زيلبرطال اليهما في موقفهما، ونحن لم يتبق لنا الا اقتباس ابو خضير:
"قرار المحكمة العليا يشجع على مواصلة الاعتداء على العرب برعاية
الدولة".
قبل
حوالي عشر سنوات، عين رئيس الاركان موشيه يعلون لجنة لفحص الفائدة من سياسة هدم
البيوت. وقد اوصت اللجنة التي ترأسها الجنرال اودي شني، بوقف سياسة هدم البيوت
لأنها لم تثبت بأنها تردع، لكنه ثبت انها تثير الكراهية، التي تقود الى مزيد من
اعمال القتل والفظائع. ولذلك، انا ضد هدم بيوت العائلات في الجانبين. ولكن اذا
كانوا يهدمون بيوت العرب، فيجب هدم بيوت اليهود ايضا. هذه هي العدالة الطبيعية
التي يجب على المحكمة العليا العمل وفقا لها.
ذات يوم،
عندما ينتهي الاحتلال ونرجع الى حالتنا الطبيعية، سيتم شجب قرار المحكمة هذا على
رؤوس الأشهاد. سيكون مثالا، كما قيل في مثال الكرم: " فانتظر حقا فإذا سفك
دم" (سفر إشعياء، الاصحاح الخامس:7)"
بين
الجولان والموصل – عبر طهران
يكتب
البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان وقف اطلاق النار في جنوب
سورية، بدأ يوم الاحد، وان الاطراف تحرص حتى الان على تطبيقه. وتوقف تسلل القذائف
الى اسرائيل، وعاد الهدوء المضلل ليسود على امتداد الحدود في هضبة الجولان.
هذا
الاتفاق هو جزء من "ترتيب"، تقوده روسيا والولايات المتحدة، من اجل
تقليص قوة اللهيب في الحرب السورية، وربما وقفها. وفي هذا الاطار يعمل الروس،
بالتعاون مع تركيا وايران، والان مع الاردن والولايات المتحدة، أيضا، وكما يبدو مع
اسرائيل، على انشاء اربع مناطق تهدئة (تخفيف التصعيد) والتي تعني تقسيم سورية فعلا
بين بشار الأسد وخصومه.
والى
جانب المنطقة التي يسيطر عليها بشار الأسد (حوالي ربع مساحة الدولة، والتي تضم
ثلاثة ارباع سكان سورية)، ستقام اربعة مناطق في شمال الدولة، ووسطها، وحول دمشق،
وفي الجنوب، والتي ستسيطر عليها قوات المتمردين، برعاية تركية، اردنية، وربما في
المستقبل روسية وأمريكية.
في
الأسابيع الأخيرة جرت في العاصمة الأردنية اتصالات بمشاركة رجال جيش امريكيين
وروس، بهدف رسم حدود وخطوط الفصل بين المنطقة الجنوبية من سورية، التي ستبقى تحت
سيطرة النظام، وبين تلك المناطق، ومن بينها القطاع الحدودي مع اسرائيل، والتي
ستخضع لسيطرة المتمردين. وبعد تلخيص هذه الاتصالات بما يرضي كافة الاطراف، كان
يمكن الترحيب بالنتيجة والاعلان عن وقف اطلاق النار والأمل بأن يصبح من الصعب على
الزبائن المحليين خرق الاتفاق من خلال محاولة تحسين مواقفهم، كما فعلوا في مرات
سابقة.
الرابح
الكبير من خطة الترتيب التي يقودها الروس، هو بالطبع الاسد. فقد تم ضمان كرسيه
وازيل التهديد الأمريكي، ان كان قائما، عن الجدول. كما لم تتضرر فصائل المتمردين،
لأنه في المدى القصير ستتوقف كماشة الضغط الروسية الايرانية التي دفعتهم نحو
الهزيمة شبه المؤكدة. لكن هذا يعتبر انجازا قصير المدى بالنسبة للمتمردين. اما
بالنسبة لبشار الاسد، فهو يملك نفسا طويلا يمكن ان يتيح له في المستقبل استئناف
الحرب والسيطرة مجددا على سورية.
كما يربح
من هذا الاتفاق فلاديمير بوتين، الذي جعل من روسيا، بترحيب من واشنطن، متوجة
للملوك في سورية. في المقابل لا تزال الولايات المتحدة تركز على محاربة داعش،
وتفتقد الى أي استراتيجية او خطة عمل بشأن مستقبل سورية، وبالتأكيد بشأن الجزء
الجنوبي منها، المحاذي لإسرائيل والأردن.
في اليوم
الذي تم فيه الاعلان عن وقف إطلاق النار في سورية، استقبل العالم بشرى احتلال
الموصل على ايدي الجيش العراقي. بعد ثمانية اشهر طويلة من الحرب المتعنتة فقد داعش
المدينة، التي شكل احتلاله لها قبل ثلاث سنوات تماما، في تموز 2014، بداية لتشكيل
"الخلافة" على مناطق شاسعة من سورية والعراق.
لقد
اظهرت الصور الواردة من الموصل، رئيس الحكومة العراقية، المحاط بجنوده. لكننا
سنشاهد في الأيام القريبة، ايضا، صور اخرى من الموصل، صور لمحاربين من الميليشيات
الشيعية المدعومة من ايران، والقادة الايرانيين وهم يحتفلون على خرائب الموصل،
وذلك لكي نعرف من هو المنتصر الحقيقي في اللعبة الكبيرة التي تجري في سورية
والعراق اليوم.
لقد عادت
اسرائيل واوضحت، ما هي خطوطها الحمراء بشأن الوجود الإيراني في هضبة الجولان.
روسيا تصغي للأصوات القادمة من اسرائيل، لكنها ليست كافية لإقناعها بالانفصال عن
ايران. الروس، وبشار الأسد ايضا، يحتاجون الى القوات الايرانية من اجل مواصلة
الحفاظ على بقاء سلطة الأسد في سورية، ولذلك يصعب رؤية كيف سينجح احد او يحاول
ابعاد الايرانيين من سورية.
وقف
إطلاق النار في الجولان، وانشاء منطقة عازلة تسيطر عليها قوى المتمردين، وابعاد
الايرانيين عن الحدود مع اسرائيل ومع الاردن، هو بلا شك انجاز تكتيكي هام. لكنه
انجاز مؤقت لا يكفي لتغيير الصورة الكبرى في سورية، التي تطغى عليها الوان ايران
والميليشيات الداعمة لها. وكما في حالة تهديد حزب الله من لبنان، يمكن لإسرائيل
الاكتشاف بأنه لقاء ابعاد التهديد الايراني عن الحدود قد تضطر الى التسليم بالوجود
الإيراني في قلب سورية، والذي سيلقي بظلاله على الجولان، بل ابعد منه.
آبي
المحتل
يكتب
ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان السياسة تولد لحظات قليلة جدا من
السعادة، احدها هو خطاب النصر في نهاية يوم الانتخابات. ليلة امس، وصل آبي غباي
الى موقف السيارات الصغير في الساحة الخلفية لحديقة المعارض، وهو يلمع من العرق،
ويرسم ابتسامة عريضة من الأذن إلى الأذن، وتحيط به جوقة المؤيدين التي كانت تردد
الشعار المتوقع "من هذا القادم". لا عجب ان خطابه امتد أكثر من الوقت
المتعارف عليه: كان يعرف ان الأيام التي ستليه لن تكون سهلة. لقد استنفد الاحتفال
حتى النهاية.
الانجاز
الذي حققه مثير في كل المقاييس. انه استثنائي في تاريخ السياسة الاسرائيلية التي
عرفت انتصارات للسياسيين الجدد، لكنها لم تشهد مثل هذا الانتصار. غباي استثنائي في
مفهومين: في حقيقة ان اسمه لم يكن معروفا لنسبة كبيرة من الجمهور الاسرائيلي الى
ما قبل عدة اشهر، وفي كونه انتصر في الانتخابات في حزب قديم، منظم.
لقد طرح
اسم مكرون امس المرة تلو الأخرى في صفوف جمهور المؤيدين الذين وصلوا لسماع خطاب
الانتصار. مكرون هو الرئيس الجديد لفرنسا. الاشمئزاز نفسه من الجهاز السياسي، من
السياسيين القدامى الذين يسيطرون عليه، والتعطش ذاته الى التجديد، الى شيء اقل
متآكلا، أقل معروفا، هو الذي حقق قفزة ابي غباي الى رئاسة العمل.
غباي هو
مكرون الجديد. انتخابه يدل على مزاج الناخبين بشكل لا يقل عن دلالته عليه. نتنياهو
ليس مطالبا بالتخوف من غباي، وانما من الاشمئزاز المتزايد للجمهور من الوضع
القائم.
لقد رد
خصومه على انتخابه بأدب؛ وهو عرض عليهم قيادة جماعية. هاتان اللفتتان مؤقتتان
بالتأكيد. لم يكن هناك أي شيء جماعي في عملية انتخاب غباي. الأمر الاخير الذي
يتوقعون منه عمله هو الاندماج داخل الخليط المعقد، المتصارع، في حزبه الجديد. حزب
العمل هو حزب يأكل رؤسائه.
لقد
اثبتت نتائج الانتخابات عمق الفجوة بين المنتخبين والناخبين. غباي ضاعف قوته
تقريبا. وبيرتس الذي كان يفترض ان يحصل على اصوات انصار المرشحين الذين دعموه، حصل
على الفي صوت فقط. لا توجد فرصة للمعسكرات.
اضف الى
ذلك ان غباي يملك القليل جدا مما يمكن تقسيمه، والكثير من المشاكل التي يجب عليه
حلها. يتسحاق هرتسوغ الذي عرض عليه غباي بسخاء مواصلة شغل منصب رئيس المعارضة،
يمكن ان يبحث عن عزاء له في المنافسة على منصب رئيس الدولة بعد رؤوبين ريفيلن.
خصمه سيكون يولي ادلشتين. الجسم الذي سينتخبه هي الكنيست، في انتخابات سرية.
والمرشح لرئاسة الدولة يجب ان يتحبب الى اعضاء الكنيست من الجانبين، وهذا ليس ما
يتوقعونه من رئيس معارضة.
سيضطر
غباي الى تحديد من هم الذين سيبني عليهم الجسور خارج حزبه، هل سيغازل المتدينين،
هل سيبحث عن التقرب من بينت، هل سيوثق او يفكك الشراكة مع ليفني. في غياب مكانة له
في الكنيست سيضطر الى بناء مكانته في العالم، لدى الحكومات الاجنبية.
يوم امس،
قال لي احد نواب حزب العمل: "استغرقني الأمر سنوات في الخدمات العامة وفي
الكنيست لكي اعرف مدى عدم معرفتي". غباي لم يمر بهذا العدد من السنوات، وهو
لا يعرف كم لا يعرف. هذا هو ما ينقصه، وهذا ما يصب في صالحه.
ربما
توجد علاقة ما بين الحسم في حزب العمل وتقدم التحقيق في قضية المعدات البحرية.
يمكن لهذين الامرين ان يؤثران على موعد الانتخابات. اذا تقرر تقديم لائحة اتهام،
فان هذا سيدفع نتنياهو الى تبكير موعد الانتخابات. على كل حال، الجهاز السياسي بات
يتصرف وكأن الانتخابات على الأبواب.