Adbox
منذ نشأة الحركة الصهيونية والصراع العربي- الإسرائيلي على فلسطين، شكلت السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة، خاصة المسجد الأقصى (الحرم القدسي الشريف) والحرم الإبراهيمي في الخليل، وغيرهما من الأماكن، هدفا مركزيا للحركة الصهيونية ومن بعدها دولة إسرائيل، بدعوى تثبيت الروايتين المزورتين، التوراتية الداعية إلى العودة لـ "أرض الميعاد" والصهيونية القائلة بأن فلسطين "أرضٌ بلا شعب لشعبٍ بلا أرض".
وكانت أول محاولة عملية يهودية للسيطرة على الأماكن المقدسة هي إحضارهم مقاعد وكراسي ووضعها في ساحات البراق، مسببين بذلك بأول انتفاضة عربية في فلسطين (سميت بانتفاضة البراق) عام 1929. وبشكل عام يمكن القول، أن الأطماع والاعتداءات الإسرائيلية واليهودية المتكررة على المسجد الأقصى، كانت سببا مهما في إندلاع معظم الانتفاضات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عام 1967، أربعة منها سميت باسم القدس هي :انتفاضة النفق (الممتد أسفل البلدة القديمة ليصل حتى جدران المسجد الأقصى) وانتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية عام 2000) وهبة القدس عام 2015 التي جاءت إثر الاقتحامات المتكررة للحرم القدسي الشريف، وتقييد حرية الدخول للمسلمين إليه، بهدف تثبيت التقاسم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وهبة الأقصى الحالية (2017)، التي جاءت بعد إغلاق الاحتلال المسجد ووضع بوابات اليكترونية وكاميرات ذكية للكشف عن المعادن لأول مرة منذ عام 1969.
وبعد احتلال الضفة الغربية في حرب حزيران 1967، تجددت المطامع الصهيونية واليهودية في حائط البراق والمسجد الأقصى بهدف تحويله مكانا مقدسا لليهود فقط. لكن الفتاوى الدينية القائلة بأن إعادة بناء الهيكل الثالث تتم بإرادة ربانية، حَول الجهود الإسرائيلية إلى محاولة تقيسم الموقع زمانيا ومكانيا، كمقدمة وتهيئة لفتاوى جديدة تسمح "بمساعدة الله" في بناء الهيكل المزعوم.
ولتحقيق ذلك، بدأت المؤسسات الرسمية والقانونية والدينية والهيئات الشعبية والعلمانية الإسرائيلية واليهودية، وبعض الجهات المسيحية الانجيلية والبروتستنتية العمل من أجل السيطرة على المسجد الأقصى وتدميره، وبناء "الهيكل الثالث" مكانهما.
وتلقت الجهود الإسرائيلية واليهودية دفعة قوية، بعد الثورات والاضطرابات والحروب الأهلية العربية خاصة ما يجري في المشرق العربي، لاعتقادهم أن ما يمكن تحقيقه اليوم بالمسجد الأقصى، ربما لا يستطيعون تحقيقه في المستقبل.
ترصد الورقة الحالية، الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى منذ عام 1967 حتى اليوم، بهدف إطلاع القارئ الفلسطيني والعربي والمسلم والمختصين وغيرهم، على الإجراءات الإسرائيلية الممهدة لتقاسم المسجد الأقصى، من دون الحديث عن عمليات المصادرة التي تمت في محيط المسجد الأقصى، في محاولة من إسرائيل تهويد المكان مثل تحويل القصور الأموية إلى حدائق توراتية، أو عمليات الهدم التي طالت حي المغاربة (حارة الشرف)، التي شردت خلالها إسرائيل 800 عائلة فلسطينية (4000 نسمة) إلى مختلف مناطق القدس، خاصة إلى سلوان وشعفاط.
نشر هذا البحث في مجلة "شؤون فلسطينيّة".
أعدها الباحث أ.عليّان الهندي
المتخصص في الشؤون الإسرائيلية
للمزيد حمل الملف المرفق 🠳
للتحميل
mediafire
اضغط هنا
أحدث أقدم