Adbox
مشاريع الاحتلال التهويديّة تستهدف القدس وسكانها
 والعرب نحو مزيد من التقارب مع الاحتلال

تستمر إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، حيث يعمل الاحتلال على جعل وجوده في جنباته أمرًا مقبولًا. أما على صعيد التهويد السكاني، لا تتوقف أذرع الاحتلال علن هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، بالإضافة لمحاولة تهجير العشرات منهم، في سياق إفراغ مناطق بعينها من الوجود الفلسطيني، لصالح المشاريع الاستيطانية المختلفة، ورصدت القراءة آخر مستجدات مشروع القطار الهوائي في القدس المحتلة، وتأثيره على أعداد "السياح" الذين يشاركون في اقتحام الأقصى.
وأمام حالة تراجع التفاعل العربي مع قضايا المدينة المحتلة، تتابع معطيات تقاربٍ عربي متزايد مع الاحتلال، الذي ينذر بأن تراجع موقع القدس وفلسطين على الأجندات العربية سيشهد تراجعًا متزايدًا، وبـأن التقارب مع الاحتلال لا يصب إلا في مصلحة الأخير، وتثبيت وجوده في المنطقة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يعمل الاحتلال على استمرار الاقتحامات شبه اليوميّة للمسجد الأقصى، ضمن مخططه لفرض وجوده الدائم في جنبات المسجد. وفي متابعة لأبرز الاقتحامات خلال الأسبوع الماضي، ففي 16/11 اقتحم 104 مستوطنًا الأقصى، من بينهم 36 طالبًا يهوديًا. وفي 19/11 اقتحم 86 مستوطنًا الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وتأتي هذه الاقتحامات مع تشديد شرطة الاحتلال إجراءاتها الأمنية على أبواب الأقصى، من خلال تفتيش المصلّين وحجز بطاقات الهويّة، في محاولة لعرقلة رباط الفلسطينيين في المسجد، خلال فترتي الاقتحامات.

التهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع عملها لتغيير التركيب السكاني في القدس المحتلة، ففي 16/11 سلّمت "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال، تجمّع "جبل البابا" البدوي أمرًا يقضي بترحيلهم عن الأرض التي يسكنونها وذلك قبيل هدمها، ويقع التجمع قرب العيزريّة شرقي القدس المحتلة، ويضم 58 منزلًا متنقلًا، بالإضافة لأكثر من 100 منشأة تُستخدم لتربية الحيوانات، وسيؤثر القرار على 320 فلسطينيًا من النساء والرجال والأطفال، حيث سيتم إجلاؤهم لمناطق مجهولة. ويأتي قرار الإجلاء بعد إصدار رئيس حكومة الاحتلال بنيمين نتنياهو قرارًا يقضي بإخلاء المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون من البدو في محيط القدس المحتلة، وبالقرب من شارع رقم (1) الذي يتجه للبحر الميت.
وتأتي هذه القرارات في سياق تمهيد الاحتلال لمشروع "القدس الكبرى"، من خلال الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي القدس والضفة الغربية المحتلتين، وتحويلها لصالح المشاريع الاستيطانية، إلى جانب فصل القدس المحتلة عن الضفة الغربية بشكلٍ كامل.
وفي سياق آخر، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين في المناطق المحتلة، ففي 15/11 قامت قوات الاحتلال بتفجير منزل الشهيد نمر الجمل من بلدة بيت سوريك، بعد فرض حصارٍ عسكري على المنطقة. وفي اليوم نفسه هدمت جرافات بلدية الاحتلال بناءً قيد الإنشاء وبركسًا يستخدم للسكن في منطقة العيسوية. وفي 20/11 سلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدمٍ لأربع مبان سكنية في قرية كفر عقب، بحجة البناء من دون ترخيص، وفي 21/11 اقتحمت قوات الاحتلال يرافقها خبراء متفجرات حي المطار بالقرب من حاجز قلنديا، وداهمت أبنية مهددة بالهدم بحجة عدم الترخيص.
ومتابعةً لقرار المستشار القانوني لحكومة الاحتلال، القاضي بمصادرة أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة لصالح شق طريق استيطاني لإحدى البؤر قرب رام الله، قالت صحفٌ عبرية في 19/11 بأن القرار سيفتح الباب أمام شق طرقٍ جديدة لـ 13 بؤرة استيطانية أخرى، الأمر الذي سيعزز وجود هذه البؤر ويرفع حجمه سكانها من المستوطنين، بالإضافة لإضفاء الشرعية عليها.
ومتابعة لمشروع القطار الهوائي في القدس المحتلة، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية  بأن سلطات الاحتلال تعمل على تسريع وتيرة العمل في تجهيز مخططات المشروع، الذي سيمر قرب أسوار البلدة القديمة، والمسجد الأقصى. وكشفت الصحيفة بأن القطار سيحمل 73 عربة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 57 مليون دولار، على أن ينتهي تنفيذه عام 2021. وبحسب "سلطة تطوير القدس" التابعة للاحتلال، يهدف المشروع إلى "حل مشكلة السير في محيط البلدة القديمة"، على أن تقام إحدة محطاته بجانب باب المغاربة وحائط البراق. وبحسب متابعين سيعمل القطار على رفع عدد "السياح" الذين يدخلون الأقصى عبر الاحتلال، بالإضافة لجعل طريق دخول المستوطنين بعيدًا عن الفلسطينيين قدر الإمكان.

التفاعل مع القدس:
بحث محافظ القدس ووزير شؤونها عدنان الحسيني، مع منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة روبرت بايبر في 21/11، دعم القطاعات المختلفة في مدينة القدس، خاصة قطاعي الاسكان والسياحة، وتحريرها من قيود الاحتلال. ودعا الحسني المسؤول الأممي للضغط من أجل ضمان تمتع الأطفال في القدس المحتلة بحقوقهم المعترف بها دوليًا، ووقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، وإيلاء أهمية قصوي لمعاناة الأطفال الفلسطينيين.
وعلى جانب آخر من التفاعل، وفي متابعة لحالة الانزياح العربي للتطبيع مع الاحتلال وبناء علاقات مختلفة معه، قال يوفال شتاينتس وزير الطاقة في حكومة الاحتلال، بأن الدولة العبرية تقيم علاقات مع دول عربية وإسلامية عدة، واصفًا إياها بـ "المعتدلة" من بينها المملكة العربية السعودية، والتي أظهرت قدرًا كبيرًا من الاعتدال وهي تكافح "الإرهاب" والمحرضين عليه. وبحسب شتاينتس تقوم السعودية بمساعدة الدولة العبرية في كبح جماح إيران، ومنع "تعزيز تواجدها العسكري في سوريا".
وحول الكشفت عن هذه العلاقات قال شتاينتس بأن دولة الاحتلال لا تخجل من الإعلان عنها، ولكنها تحترم رغبة هذه الدول بالإبقاء عليها سرية. وتتصاعد في الفتر الماضية أخبار تقارب دول عربية مع الاحتلال، ومن بينها دول خليجيّة، وستنعكس هذه العلاقات بشكلٍ سلبي على واقع القدس المحتلة خاصة، وعلى القضية الفلسطينيّة بشكلٍ عام، خاصة مع تحضير الولايات المحدة لصفقة سلام جديدة، تقضي على ما تبقى من مقومات القضية.

تصدر عن مؤسسة القدس الدولية - قسم الأبحاث والمعلومات
أحدث أقدم