العربي الجديد - خرج
الآلاف اليوم إلى شوارع العاصمة لندن في مظاهرة تندد بالذكرى المئوية لوعد بلفور،
والتي قررت الحكومة البريطانية إحياءها باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو.
وتوجهت
العديد من المنظمات البريطانية الداعمة لفلسطين، مثل حملة التضامن مع فلسطين وحملة
أوقفوا الحرب، إضافة إلى عدد من النقابات العمالية الكبرى العاملة في بريطانيا،
بدعوة إلى الجمهور البريطاني للتظاهر نصرة لحقوق الفلسطينيين.
واحتشد
آلاف من مناصري الشعب الفلسطيني عند الظهيرة أمام السفارة الأميركية في لندن، حيث
شهدت نقطة التجمع الأولى هذه قدوم وفود من مدن بريطانية أخرى مثل برايتون ومانشستر
وهاليفاكس.
وطالب
المتظاهرون الحكومة البريطانية بالاعتراف بخطيئتها التاريخية ضد الفلسطينيين،
وتصحيحه من خلال الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته والتعويض عن المآسي
التي تسببت بها السياسة البريطانية في فلسطين خلال سنوات الانتداب.
ورفع
المتظاهرون لافتات تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، وتدين وعد بلفور، وتطالب بحرية
فلسطين، إضافة إلى وقف تسليح دولة الاحتلال، ووصفها بالدولة العنصرية.
وبعد
أن ألقى عدد من المتحدثين كلمات مقتضبة تعبر عن دعمهم لفلسطين، تحرك المتظاهرون
عبر شوارع العاصمة باتجاه ساحة البرلمان. وعند وصولهم إلى مقابل قصر ويستمنستر،
تابع المتحدثون كلماتهم وعبروا فيها عن تضامنهم مع أهل فلسطين.
وكان
من بين المتحدثين السيناتور باول غافان، من حزب الشين فين الأيرلندي، والذي ذكر
بأن بلفور يعرف في أيرلندا باسم بلفور الدموي، بسبب سياساته في أيرلندا عندما كانت
تحت الاحتلال البريطاني. وأعلن السيناتور عن تضامن الشعب الأيرلندي مع
الفلسطينيين. ووصف غافان وعد بلفور بأنه "أحد أسوأ الأمثلة على السياسة
الاستعمارية البريطانية، وهو ما أدى حتى يومنا هذا إلى احتلال وقمع وطغيان ضد
الفلسطينيين". وأكد على دعم الشين فين لسبعة آلاف أسير في سجون الاحتلال،
ودعمه أيضاً للدعوات إلى مقاطعة دولة الاحتلال.
وشملت
قائمة المتحدثين شخصيات أخرى مثل مصطفى البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني،
ومانويل حساسيان، السفير الفلسطيني في بريطانيا، إضافة إلى عدد من الشخصيات
السياسية والنقابية البريطانية الأخرى.
وقال
بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن
مظاهرة اليوم تحمل رسالة مزدوجة للحكومة البريطانية؛ الشق الأول من هذه الرسالة
"أن الحكومة لا يجب أن تحتفل بوعد بلفور، بل يجب أن تخجل وتعتذر. وعد بلفور
خطوة استعمارية تجاهلت تطلعات ورغبات الشعب الفلسطيني".
وتابع:
"الرسالة الثانية للحكومة البريطانية هي أنها يجب أن تتحرك الآن كعضو مسؤول
في المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي
واحترام حقوق الإنسان، والضغط بجدية على إسرائيل لإنهاء الاحتلال وتجاهلها لحقوق
الشعب الفلسطيني".
وأضاف
بن جمال: "هناك رسالة خاصة اليوم من التضامن مع الشعب الفلسطيني. ونقول سيكون
هناك عشرات الآلاف في شوارع لندن اليوم، والذين يقولون إن الحكومة البريطانية لا
تتحدث باسمنا، ونحن نشعر بالندم تجاه وعد بلفور، ونحن نهتم بحقوق الإنسان والقانون
الدولي في المملكة المتحدة، سنتابع حملتنا وتظاهرنا حتى يتمتع الفلسطينيون
بالعدالة والمساواة".
كذلك
شهدت المظاهرة محاولة من قبل نحو عشرين من أنصار دولة الاحتلال لإعاقة مسير
المظاهرة وتشتيتها، ولكن الشرطة البريطانية نجحت في فصلهم وحماية المتظاهرين.