جريدة
الحياة – العدد 7964-
صفحة "1" نبض الحياة / ابتهج نائب الرئيس
الاميركي "بنس" بديمقراطية القمع والعنصرية الاسرائيلية، وهي تخرج
بالقوة من قاعة برلمانها الذي اسمه الكنيست، النواب العرب المحتجين على زيارة بنس،
وقرار رئيسه ترامب اعتبار القدس الفلسطينية العربية عاصمة لإسرائيل ...!!
لا
بل ان "بنس" والذي على ما يبدو وباللفظ العربي، ان قيمته تساوي اسمه،
أعلن انحيازه التام لهذه الديمقراطية وهو يصف اخراج النواب العرب بمثل هذا العسف
بأن هذه هي الديمقراطية (...!!)
وبالطبع
لم يكن "بنس" وحده المبتهج بهذه الديمقراطية العدوانية، رئيس الحكومة الاسرائيلية،
وأقطاب اليمين من نواب الكنيست، صفقوا وقوفا لعملية اخراج النواب العرب ..!!
جلسة
الكنيست الاسرائيلي التي عقدت للاحتفاء بنائب الرئيس الاميركي، لم تكن في الواقع
اكثر من جلسة تنمر وغطرسة عنصرية، قدم فيها "بنس" وصفات جديدة للتغول في
طرق معاداة الحق والعدل والسلام، والاستقواء على الشعوب الصغيرة وقضاياها
العادلة...!!
ما
من قيم اخلاقية يمكن لها ان تبرر اصطفاف الولايات المتحدة، وهي الدولة المالكة
لأضخم ترسانات القوة بمختلف مسمياتها، الى جانب دولة الاحتلال الاسرائيلية المتخمة
بالعسكر واليمين المتطرف، لتشكل بهذا الاصطفاف تحالفا ضد الشعب الفلسطيني البسيط
المتواضع بحجمه وامكانياته المادية، والذي لا يملك أيا من تلك الترسانات الحربية،
ولا يتطلع لغير الحق والحريّة، والذي لا يحمل بثقافته ومعتقداته، وقيمه الاخلاقية
والحضارية التاريخية، أية ضغينة لأحد، وهو في نضاله الوطني لا يسعى لغير السلام
العادل، بدولة حرة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ولا يريد الشعب الفلسطيني السلام
العادل له وحده فحسب، وإنما لكل شعوب هذه المنطقة، ومن اجل مسقبل أفضل لكل
اطفالها، وبما يؤكد سلامة الروح والثقافة الفلسطينية في تطلعاتها الانسانية الخالية
من اية فكرة عنصرية.
انه
تحالف التنمر والغطرسة هذا الذي تشكله الولايات المتحدة الْيَوْمَ مع اسرائيل
اليمين العنصري المتطرف ضد الشعب الفلسطيني، وبمثل هذه الديمقراطية الاقصائية
تماما كديمقراطية الجماعات الاسلاموية المتطرفة، تسعى لتمرير مخططات هذا التحالف
الشرير، بخطب من على منصاتها، وبتبجح التنمر ذاته يعلن "بنس" ان السلام
اصبح ممكنا اكثر بعد قرار ترامب بشأن القدس (...!!!)
سنقول
لبنس بهذا الشأن ما يقوله الناس في بلادنا "مجنون يحكي وعاقل يسمع" أي
سلام ممكن أيها النائب "بنس" دون القدس عاصمة لدولة فلسطين..؟؟ لكنها
العنصرية طبعا التي لا تحترم عقول الآخرين طالما انهم ليسوا على لونها وشاكلتها
وطالما انهم بلا امراض واوهام العرق والتفوق "الطبيعي" ...!!
ثم
أي عملية سلام ستمضي بها الولايات المتحدة وهي لم تعد لا وسيطا ولا شريكا ولا
راعيا، بل خصما قد اشهر خصومته علنا، وبات جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل ..؟؟
لا بل اكثر من ذلك، الادارة الاميركية بطاقمها العنصري الراهن هي المشكلة، وهي
المعضلة في طريق السلام، وفي الكنيست الاسرائيلي قدمت وصفتها لذبح السلام على ارض
السلام ..!!
لكن
عنصرية الاحتلال وحليفته الولايات المتحدة لن تكون قدرا ولا بأي حال من الاحوال،
لتمرر ما تريد من خطط لتدمير القضية الفلسطينية، ونسف تطلعات شعبنا العادلة وحقوقه
المشروعة، صامدون على ارضنا، مقاومون حتى دحر الاحتلال وكل مخططاته العدوانية،
لإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية
اللاجئين، لنقيم حياة الكرامة والعدالة والديمقراطية الحقة، ديمقراطية الانسان في
سعيه الحميم لعالم افضل، هذا الذي لا يريده ترامب ونائبه بنس وحليفه نتنياهو
...!!!