Adbox
جريدة القدس، العدد 17401، صفحة12- حديث القدس/ الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وممتلكاته ومقدساته لا تعد ولا تحصى، فهذا الاحتلال الاقتلاعي لا يتوانى عن تنفيذ أبشع الانتهاكات لتحقيق أهدافه في بسط كامل سيطرته على الأرض وترحيل شعبنا عن أرضه ليتسنى له تحقيق حلم الصهيونية بأن تكون دولة الاحتلال من النيل إلى الفرات كما خطط ويخطط لذلك قادة الحركة الصهيونية وأتباعهم في دولة الاحتلال.
وهذه الانتهاكات تتصاعد يوما بعد آخر خاصة في أعقاب الدعم الذي تلقاه حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ حكومات الاحتلال، من الإدارة الأميركية الحالية، وتحديدا في أعقاب اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والإيعاز للجهات المسؤولة في إدارته بالعمل على نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة.
ففي أعقاب هذا القرار والدعم المطلق وغير المسبوق من هذه الإدارة الأميركية والذي فاق دعم الإدارات الأميركية السابقة، لم تتوان قوات الاحتلال عن إطلاق النار على أبناء شعبنا لدرجة أنها قتلت بدم بارد المقعد أبو ثريا، وعدد من الأطفال، وأمس فقط قتلت شابا من جنين مع سابق إصرار وترصد، وما زالت تبحث عن آخرين.
وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ إعلان ترامب وصل إلى ٢٠ مواطنا، بينهم أطفال رغم أن الاحتجاجات التي يقومون بها ضد قرار الرئيس ترامب هي احتجاجات سلمية وتندرج في إطار المقاومة الشعبية السلمية.
والى جانب ذلك فقد زجت ولا تزال تزج يوميا في سجونها، الأشبه بالأكياس الحجرية، العشرات من أبناء شعبنا والأطفال، رغم أن ذلك يتعارض مع أبسط الأعراف والقوانين الدولية خاصة قانون حماية الأطفال، وعدم اعتقالهم والزج بهم في السجون التي تفتقر للحد الأدنى من الحياة الإنسانية.
إن هذه الانتهاكات وغيرها كسنّ القوانين العنصرية ضد شعبنا، والاستيلاء على المزيد من أرضه وإقامة المزيد من المستوطنات على الأرض الفلسطينية وضمها لإسرائيل، وضم القدس وإجراءات تهويدها القائمة على قدم وساق، والتهديد بإقامة ما يسمى الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى ... الخ من انتهاكات ترقى لمستوى جرائم الحرب، تتطلب من المجتمع الدولي أول ما تتطلب توفير الحماية الدولية لشعبنا تحت الاحتلال من هذه الانتهاكات بل والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
ان استمرار سكوت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية القائمة بالاحتلال يشجعها، بل وشجعها ولا يزال على مواصلة هذه الانتهاكات والاعتداءات على شعبنا سواء من قبل قوات الاحتلال المدججة بأحدث الأسلحة أو من قبل المستوطنين الذين يمارسون اعتداءاتهم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال، بل بتشجيع منها.
ونقول للمجتمع الدولي كفى صمتا على دولة الاحتلال وكفى التعامل معها على أنها فوق القوانين والأعراف الدولية، فهذه السياسة لن تجلب الأمن والسلام الدوليين، بل إنها ستؤجج الصراع في المنطقة وتزيد من الكراهية والتي ستنعكس بالتالي سلبا على العالم بأجمعه.
وعلى القيادة الفلسطينية التحرك بأقصى سرعة لوقف هذه الانتهاكات والاعتداءات والحصار المفروض على قطاع غزة منذ حوالي ١١ عاما، ويكون بداية هذا التحرك اللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية ورفع قضايا لها ضد انتهاكات واعتداءات الاحتلال، والتي كما ذكرنا ترتقي لمستوى جرائم الحرب التي يحاكم عليها القانون الدولي الإنساني ومحكمة الجنايات الدولية.
كما أن على القيادة الفلسطينية العمل لدعم صمود المواطنين فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم خاصة في مدينة القدس التي تجري إجراءات تهويدها وأسرلتها على قدم وساق، والمباشرة فورا بتطبيق قرارات اجتماع المجلس المركزي قبل أيام لمواجهة هذه الانتهاكات والاعتداءات، وكذلك إفشال قرار الرئيس ترامب بشأن القدس.

فالاحتلال هو المسؤول عن توتير الأوضاع، ومن حقنا العمل على كافة الجبهات لوقف هذه الهجمات والاعتداءات خاصة وأنها لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله الوطني حتى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.
أحدث أقدم