أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق
التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي "حصاد" حول الانتهاكات
الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال عام 2017 ، حيث رصد ووثق ابرز انتهاكات
الاحتلال كأعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين والاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم
المنازل وغيرها من جرائم الاحتلال ، وقال مدير المركز سليمان الوعري بأن عام 2017
كان عاماً صعباً على الفلسطينيين نظراً لارتفاع وتيرة اعتداءات جيش الاحتلال
والمستوطنين بمختلف المناطق ، وان التقرير اشتمل على ابرز الانتهاكات الاسرائيلية
فقط، وفيما يخض الاعتداءات في مدينة القدس سيتم اصدار تقرير منفصل نظراً لحجم الجرائم المرتكبة بحق المدينة
المقدسة وسكانها .
واليكم اهم ما جاء بالتقرير:
الشهداء
قتلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي (94) مواطناً
فلسطينيا خلال عام 2017، في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ،من بينهم (16)
طفلاَ وسيدتان، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (15) شهيداَ بثلاجاتها في
مخالفة صارخة للقانون الدولي الانساني .
الجرحى والمعتقلين
قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2017
باصابة وجرح نحو (8300) مواطنا فلسطينيا أصيب اغلبهم باستنشاق الغاز السام المسيل
للدموع في كل من الضفة الغربية والقدس
وقطاع غزة ، حيث كان شهر كانون الاول الاعلى من حيث اعداد الجرحى حيث أصيب وجرح نحو
(5400) مواطناَ، على خلفية الاحتجاجات على قرار الرئيس الامريكي "ترامب"
اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ، يليه شهر تموز الماضي حيث اصيب وجرح نحو(
1400) مواطنا نتيجة الاحتجاجات على قيام سلطات الاحتلال بوضع بوابات الكترونية على
مداخل المسجد الاقصى .
الى ذلك قامت سلطات
الاحتلال باعتقال (6742) مواطنا فلسطينيا من بينهم نحو (1467) طفلاً و( 156) سيدة في كل من الضفة الغربية والقدس
وقطاع غزة، وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية العام نحو (6500) أسير،
منهم نحو (350) طفلاً قاصراً، و(58) أسيرة، بينهنّ (9) فتيات قاصرات، و(450) معتقل
إداري، و(22) صحفياً، و(10) نوّاب. ، يذكر
ان الاسرى خاضوا اضراباً عن الطعام خلال العام استمر واحد واربعين يوماً بسبب
الظروف السيئة لاعتقالهم وحرمانهم من ابسط
الحقوق التي نصت عليها الاعراف والمواثيق الدولية .
الاستيطان
اعتبرت الحكومة
الاسرائيلية فوز الرئيس الامريكي "دونالد ترامب " بمثابة ضوء اخضر لها
للمضي قدماً بمخططاتها الاستيطانية الاستعمارية، حيث عبرت عن نيتها إخراج عشرات
المخططات الاستيطانية التي كانت حبيسة الأدراج والتي امتنعت عن تنفيذها في السابق بسبب الضغوطات الدولية ، وشهد العام 2017
زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات، حيث قامت سلطات الاحتلال
الاسرائيلي ومن خلال اذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات بالمصادقة
على بناء نحو (16800) وحدة استيطانية جديدة، ثلثها في مدينة القدس المحتلة ،
فيما باشرت اذرع الاحتلال المختلفة ببناء وتنفيذ نحو 4000 وحدة استيطانية جديدة في
مستوطنات القدس والضفة الغربية ، الى ذلك اعلن وزير البناء والاسكان الاسرائيلي ان
حكومة الاحتلال تخطط لبناء "مليون" وحدة استيطانية في الضفة الغربية
والقدس خلال الاعوام العشرين المقبله منها من 20-30% في مدينة القدس ضمن ما يطلق
عليه مشروع " القدس الكبرى "، وذلك بعد عدة اسابيع من اعلان الرئيس
الامريكي اللامسؤول بأعتبار مدينة القدس
عاصمة لدولة الاحتلال .
إلى ذلك صادقت الادارة
المدنية على اقامة مستوطنة جديدة جنوب مدينة نابلس على اراضي بلدتي جالود وقريوت تحمل
اسم "عميحاي"، وتتضمن بناء (102) وحدة سكنية بموازنة قيمتها (55) مليون
شيقل، وذلك تعويضاً للمستوطنين الذين تم اخلائهم من مستوطنة "عامونا" في
كانون الثاني من العام 2017 بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية.
كما أعلنت سلطات
الإحتلال عن البدء في تنفيذ مخطط إستيطاني قديم في منطقة "جفعات همتوس"
جنوبي مدينة القدس من خلال البدء في بناء (1600) وحدة استيطانية من ضمن مخطط لبناء
آلاف الوحدات الاستيطانية فيها، والتي تقع بين مستوطنتي "جيلو وهار حوماه"،
الامر الذي سيؤدي الى فصل مدينة القدس عن محافظة بيت لحم، فيما تعمل وزارة الاسكان
الاسرائيلية على تسريع مخطط بناء مستوطنة جديدة شمال القدس، والتي جرى تجميدها في
السابق على
ارض مطار قلنديا لفصل مدينة القدس عن محيطها العربي شمالاً . كما قررت حكومة
الاحتلال ضم 250 دونما تقع قرب مستوطنة "ارنونا" التي كانت حتى عدوان
1967 ضمن ما كان يسمى بالمنطقة الحرام قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الاراضي وضمها
لما يسمى بمنطقة "سيادة" بلدية القدس للبناء عليها .
فيما اعلنت الحكومة
الاسرائيلية عن مخطط لبناء (3) مستوطنات جديدة بالاغوار، ضمن مشروعها التوسعي على
الاراضي الفلسطينية بمسميات "جفعات ساليت"، و"عطروت"
و"جفعات عدن" كما وتخطط حكومة الاحتلال الى مضاعفة اعداد المستوطنين في
الاغوار ثلاث مرات من خلال بناء احياء
جديدة داخل المستوطنات القائمة .
وتقوم سلطات الاحتلال بتوسيع وتسمين الكثير من
المستوطنات في الضفة الغربية على حساب اراضي المواطنين الفلسطينيين بصمت وبعيداً
عن وسائل الاعلام مثل مستوطنات "اريئيل وبركان وليشم"القائمة على اراضي
سلفيت بالاضافة الى مستوطنات "نعاليه ونيلي" غرب مدينة رام الله .
وفي سابقة خطيرة تعتبر
الاولى من نوعها منذ احتلال الضفة الغربية،
قرر وزير جيش الإحتلال الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" منح
المستوطنين حق إقامة بلدية خاصة بهم وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك
لترسيخ مكانة المستوطنين، ولاضفاء الصبغة القانونية عليهم في مدينة الخليل، بالاضافة
إلى تغيير معالم البلدة القديمة فيها، وتوسيع المخطط الاستيطاني بقلب المدينة،
فيما صوّت مركز حزب "الليكود"، في نهاية العام ، لصالح مشروع قرار
يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على كافة المستوطنات المقامة على أراضي
الضفة الغربية المحتلة.
وفي ذات السياق تم نشر عطاء
بملايين الدولارات لانشاء اكبر متنزه في الضفة الغربية قرب بلدة وادي فوكين غرب
بيت لحم خاص بالمستوطنين ، كما تم الاعلان عن نشر عطاء لبناء حي استيطاني جديد في
المنطقة يشمل بناء (1100) وحدة سكنية بالقرب من مستوطنة "بيتار عيليت" في
منطقة تدعى " خربة الخمسة "وهو جبل كبير تصل مساحته (800) دونم ويتبع
لقريتي وادي فوكين وحوسان ، حيث وضع نتنياهو حجر الاساس لهذا الحي الاستيطاني
الجديد .
الى ذلك صادقت حكومة الاحتلال
على رصد مبلغ (800) مليون شيكل لاستكمال اقامة شبكة شوارع التفافية وانفاق في
الضفة الغربية، الامر الذي سيؤدي الى الاستيلاء على آلاف الدونمات من اراضي
الفلسطينيين، وتحويل التجمعات الفلسطينية الى معازل محاطة بالمستوطنات والشوارع
الالتفافية ، كما صادقت الحكومة الاسرائيلية في نهاية العام 2017 على تحويل (40)
مليون شيقل لصالح المستوطنات في الضفة الغربية مخصصة لتعزيز الامن فيها .
وفي ذات السياق تسعى
سلطات الاحتلال عبر قوانين عسكرية الاستيلاء على اراضي الفلسطينيين الخاصة، وشرعنة
بؤر ووحدات استيطانية اقيمت على هذه الاراضي ، حيث تم تطبيق هذه القوانين على (45)
دونما من اراضي بلدة سلواد بهدف الاستيلاء عليها لصالح المستوطنين، وياتي هذا
التصعيد الاسرائيلي في البناء الاستيطاني في اعقاب سن قانون "التسوية"
لشرعنة البؤر الاستيطانية، والذي يسمح رسمياً لإسرائيل بنهب أراضي الفلسطينيين
الخاصة عوضاً عن الصمت والانحياز الامريكي المطلق
لصالح دولة الاحتلال .
هدم البيوت والمنشأت
قامت سلطات الاحتلال خلال العام 2017 بهدم وتدمير (433) بيتاَ ومنشأه في مختلف مناطق الضفة الغربية
والقدس ، حيث هدمت (170) بيتاَ و (263) منشأه ، 46% منها تم هدمه في مدينة القدس ،
بالاضافة الى اصدار اخطارات هدم لنحو (1030)
بيتاَ ومنشاه خلال العام 2017 ، وقد أدت عمليات الهدم الى تشريد (128) أسرة تتألف من (700) مواطناً فلسطينياً أصبحوا بلا مأوى، نصفهم
من الاطفال .
مصادرة اراضي
ضمن سياسة سرقة الارض
الفلسطينية أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2017 على مصادرة نحو
(2100) دونما ، بالاضافة الى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالمواطنين
الفلسطينيين نتيجة توسيع الحواجز الاسرائيلية، واقامة نقاط المراقبة لحماية المستوطنين في الضفة
الغربية ، كما تم تجديد اوامر بالاستيلاء على (852) دونماً من اراضي المواطنين في
الضفة الغربية.
وتصادر سلطات الاحتلال
اراضي الفلسطينيين الخاصة تحت ذرائع واهيه سواء لأغراض امنيه او عسكرية، ثم يصار الى تحويلها لاحقا لصالح المشاريع الاستيطانية،
وقد تركزت عمليات المصادرة خلال العام 2017 في بلدات الساوية وقريوت واللبن وعصيرة
القبلية بمحافظة نابلس، والجبعة بمحافظة بيت لحم، وصوريف والظاهرية ومسافر يطا بمحافظة الخليل ، وبلدة الزاوية في محافظة سلفيت
، وبلدات عابود والنبي صالح وسلواد بمحافظة رام الله ، وبردله والراس الاحمر وخربتي عين الحلوة وام
الجمٌال وبلدة طمون بمحافظة طوباس
والاغوار الشمالية.
الى ذلك قامت سلطات
الاحتلال بوضع اسلاك شائكة وبوابات حديدية حول مستوطنة "افرات" المقامة
على اراضي المواطنين في قريتي وادي رحال والمعصرة جنوب بيت لحم، بطول نحو كيلومتر
الامر الذي يعزل قرابة (1000) دونم من اراضي المواطنين ويمنعهم من الوصول اليها ،
كما اصدرت اللجنة القطرية للتخطيط والبناء في بلدية االقدس المحتله بتاريخ
12/11/2017 قراراً يقضي بنقل الحاجز
العسكري "عين ياهل" المعروف بحاجز الولجة لاقصى حدود بلدية الاحتلال
(2.5) كم باتجاه قرية الولجة جنوب غرب
مدينة القدس، الامر الذي سيؤدي الى مصادرة
اكثر من (1000) دونم من الاراضي الزراعية التابعة للقرية .
وفي ذات السياق قامت
سلطات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين
خلال العام 2017 بتجريف (640) دونماً من اراضي المواطنين الزراعية وذلك لاغراض التوسع
الاستيطاني واستكمال بناء الجدار العازل وشق الطرق الاستيطانية، كما قامت باقتلاع
واحراق اكثر من (10000) شجرة زيتون وعنب ولوزيات في الضفة الغربية والقدس .
إعتداءات المستوطنين
تواصلت إعتداءات
المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتله خلال 2017 ، واسفرت تلك
الاعتداءات الممنهجه تحت حماية جيش الاحتلال الصهيوني عن استشهاد المواطنين معتز
بني شمسه من بلدة بيتا والمواطن محمود عوده من بلدة قصره جنوبي نابلس ، واصابة (96)
مواطناَ بجروح بينهم أربعة مواطنين برصاص المستوطنين واصابة واحدة بمحاولة طعن ،
فيما حاول المستوطنون اختطاف الطفل بشار مليطات قرب بلدة بيت فوريك شرقي نابلس
وسكب مواد مصهوره عليه بقصد حرقه مما ادى الى اصابته بجروح خطيرة ، وشهد
العام المنصرم (35) عملية دهس نفذها المستوطنون في انحاء الضفة الغربية والقدس
.
وشملت الاعتداءات
مهاجمة المزارعين اثناء تواجدهم في اراضيهم خاصة في موسم قطف الزيتون بالاضافة الى
مهاجمة منازل المواطنين، والقاء الحجارة على سيارات المواطنيين على الطرق
الالتفافية مما ادى الى تحطيم زجاج عشرات السيارات وحرق عدد من السيارات، فيما
اقتحم مئات المستوطنين طوال العام الماضي عشرات المواقع الاثرية والمقامات الدينية
بحجة أداء طقوساَ تلمودية فيها تحت حماية جنود الاحتلال .
هذا وقامت عصابات
المستوطنين باقامة بؤرة استيطانية قرب بلدة دير استيا غرب سلفيت وبؤرة اخرى قرب
قرية جالود جنوب شرق نابلس ، بالاضافة الى بؤرة قرب عين القسيس غرب بلدة الخضر
جنوب بيت لحم ، وبؤرة جديدة على اراضي المواطنين التابعه لبلدة نحالين قرب مستوطنة
"بيتار علييت" غربي بيت لحم .
وفي الاغوار الشمالية
بمحافظة طوباس قام المستوطنون بعمل نواة لبؤر استيطانية جديدة في خربة المزوقح
وخلة حمد والسويده ، وقاموا ايضا بتجريف خمسة دونمات وتدمير خط مياه في عين
الساكوت ، وشملت إعتداءات المستوطنين ملاحقة رعاة الاغنام وطرد المزارعين من
اراضيهم ومنعهم من زراعتها والسيطرة عليها بقوة السلاح رغم وجود اوامر قضائية
بإخلائها ، وتوزعت الاعتداءات على خرب الفارسية وسمرا وام الجمُال وقاعون
والساكوت وخلة حمد .
الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة
تصاعدت وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة خلال
العام 2017، حيث أستشهد (38) مواطناً وأصيب نحو (1310) مواطن بجروح مختلفة، نتيجة
الاعتداءات المتواصلة ضد قطاع غزة، وشملت الاعتداءات (67) عملية توغل لأليات
الاحتلال ، بالاضافة الى (337) عملية أطلاق نار وقصف مدفعي استهدفت رعاة الاغنام
ومتظاهرين قرب الشريط الحدودي الشرقي المحاذي للقطاع، بالاضافة الى شن (63) غارة جوية شملت
معظم محافظات القطاع ، وشملت الاعتداءات الصهيونية أيضاً فئة الصياديين حيث تم رصد (265) حادثة
أطلاق نار تجاه مراكب الصياديين، ادت الى استشهاد صياديين و أصابة (32) صياد بجروح
مختلفة، بالاضافة الى إغراق مركبين ومصادرة وتضرر (22) مركب آخر، واعتقلت قوات
الاحتلال ( 119) مواطناَ من بينهم ( 38)
صياداَ .
في
سياق آخر شرعت اسرائيل ببناء جدار تحت الارض حول قطاع غزة لمواجهة خطر انفاق
المقاومة حسب إدعائها، وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن اسرائيل تعيق اكثر من
نصف طلبات الغزيين المرضى للحصول على تصاريح علاج في مستشفياتها ، وفي نفس السياق
أوضح مركز المعلومات الاسرائيلي "بتسيلم" أن (20) مريضا من قطاع غزة
توفوا نتيجة حرمانهم من العلاج بمستشفيات القدس والضفة ومناطق الداخل ، فيما أشار
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى ان اسرائيل عرقلت سفر نحو 10 آلاف فلسطيني من
مرضى القطاع المحولين الى مشافي الداخل والقدس والضفة خلال العام2017.