Adbox
شهد الشهر الاخير من العام 2017 ارتفاعا حادا في الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، وذلك نتيجة موجة واسعة من الاعتداءات الاسرائيلية رافقت الهبة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية احتجاجا على قرار الادارة الاميركية الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
وارتفع عدد الانتهاكات التي تم رصدها  من قبل المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال كانون اول 2017 الى ما مجموعه 89  انتهاكا ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 84 منها علما ان الجهات الرسمية الفلسطينية لم ترتكب اي انتهاك خلال هذا الشهر واقتصرت الانتهاكات التي سجلت ارتباطا بجهات فلسطينية على 5 حوادث فقط  تمثلت جميعها باصابة خمسة صحافيين بحجارة المتظاهرين خلال المواجهات مع جيش الاحتلال التي رافقت التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها الاراضي الفلسطينية.
وشملت هذه الاعتداءات 9 صحافيات تعرضن لاعتداءت مماثلة في عنفها وخطورتها لما تعرض له زملاؤهن الصحافيين، هذا فضلا عن ان قسما من ضحايا هذه الاعتداءات (من الجنسين) تعرضوا لاكثر من اعتداء.
وبجانب هذا فان معظم ان لم نقل جميع الصحافيين/ت الذين شاركوا في تغطية هذه الاحداث ميدانيا تعرضوا لاصابات متفاوتة بالاختناق او كانوا عرضة لعرقلة عملهم او منعهم بطرق غير مباشرة من القيام بعملهم وتغطية هذه الاحداث.
ولوحظ خلال هذا الشهر لجوء جيش الاحتلال الاسرائيلي الى اسلوب جديد لحجب الصورة ومنع نقل ما يجري على الارض من احداث وذلك من خلال عمليات احتجاز جماعي للصحافيين/ت (ينتهي مع انتهاء الاحداث او خفوتها) او عمليات استهداف وطرد جماعي لهم من اماكن الاحداث بصورة منظمة ما يبدد فرص نقل حقيقة وتفاصيل ما يجري على الارض.
وتكرر هذا الاجراء بصورة واضحة مرتين على الاقل، الاولى في مدينة الخليل بتاريخ 20-12-2017 والثانية في مدينة القدس بتاريخ 29-12-2017.
ومنعت قوات الاحتلال يوم 20-12-2017 جميع الصحافيين/ت من تغطية تظاهرات خرجت في ثلاثة مواقع بمدينة الخليل ( منطقة باب الزاوية، ومنطقة الحواورة، ومنطقة جسر الشرطة جنوب حلحول) وطردتهم وابعدتهم عن المواقع الثلاثة وهددتهم بالاعتقال في حال لم يمتثلوا لذلك. اما في مدينة القدس فقد اجبرت شرطة الاحتلال عشرات الصحافيين الذين تواجدوا يوم 29-12-2017 عند باب العامود لتغطية احداث الجمعة الرابعة من الاحتجاجات الفلسطينية، على التواجد فقط خلف متاريس معدنية وضعتها الشرطة، ومنعتهم من التحرك لتغطية الاحداث التي استقطبت اهتمام عشرات وسائل الاعلام الاجنبية والعربية والفلسطينية في ذلك اليوم.
وفي سياق متصل فقد فاضت صفحات التواصل الاجتماعي الاسرائيلية هذا الشهر بالتحريض على العنف ضد الصحافيين ووسائل الاعلام، الامر الذي وصل الى دعوات مباشرة وصريحة لقتل الصحافيين وابعاد وسائل الاعلام عن مواقع الاحداث للحيلولة دون نقل ما يجري على الارض من اعتداءات اسرائيلية. لكن اللافت في الامر ان بعض الصحافيين الاسرائيليين شاركوا في موجة التحريض هذه، فضلا عن صمت الجهات الاسرائيلية التي ما فتئت تعتقل وتلاحق اي فلسطيني قد يكتب او ينشر عبارة تفسرها الجهات الاسرائيلية بانها تنطوي على تحريض ضد الاحتلال او الاسرائيليين.

للمزيد حمل التقرير

للتحميل
mediafire
اضغط هنا
أحدث أقدم