Adbox
موقع مدينة القدس- تعيش مدينة القدس اليوم واقعًا تعليميًا صعبًا للغاية، فمنذ اللحظات الأولى لإكمال الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967 عملت سلطات الاحتلال على تشويه واقع المدينة التعليميّ عن طريق تشتيت السياسات والمناهج التعليميّة، وبدأت تطبق وتمارس سياسات وإجراءات من شأنها تهويد المناهج الدراسية العربية، وتنفيذ سياسة التجهيل الممنهجة من أجل السيطرة الكاملة على مدارس القدس.
واستكمالأً لمخطط "أسرلة" قطاع التعليم وتهويده في القدس قامت بلدية الاحتلال بفتح باب التسجيل للعام الدراسي الجديد 2018-2019، من خلال تعبئة نموذج إلكتروني خاص على موقع البلدية بين 17 كانون ثاني حتى 28 شباط 2018 ، يخير أولياء الأمور بين النظامين الإسرائيلي والفلسطيني بصورة مبهمة غير واضحة، يتم من خلاله خداع أولياء الأمور، وهذا الأمر اعتبرته وحدة القدس في التربية والتعليم الفلسطينية، على أنه يعد بمثابة انتهاك صارخ للمواثيق الدولية. وفي السياق ذاته، اطلقت مؤسسة الهمة الشبابية في القدس مبادرة بعنوان "مدارسنا فلسطينية" والتي تهدف الى تعزيز صمود القطاع التعليمي الفلسطيني في المدينة، وتاكيدًا على هوية المدارس والمنهاج الفلسطيني والذي يعتبر من أهم الركائز الوطنية الهادفة الى تكريس ثقافة العربية الفلسطينية بمواجهة الغول الاستعماري الذي يريد احتلالها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى جملة حقائق أساسية تجسد واقع التعليم في القدس، وهي:
1- تُشرف على مدارس القدس 4 جهات مختلفة هي؛ دائرة الأوقاف الإسلاميّة، والمدارس الأهليّة والخاصة، ومدارس وكالة الغوث (الأونروا)، والمدارس الرسميّة التابعة لدولة الاحتلال.
2- يُدرّس في هذه المدارس منهاجان، الفلسطيني والإسرائيليّ.
3- يرتاد 53% من الطلاّب المقدسيّين مدارس الاحتلال كونها مجانيّة وقريبة من أماكن سكنهم، لكن مستوى هذه المدارس متدنٍ للغاية فالاحتلال يفرض تدريس مادة تاريخ إسرائيل، وتدرس اللغة العبرية بشكل إلزامي حيث تكون هي اللغة الأساسية.
4- تعمل إدارة الاحتلال على جعل هذه المدارس بؤرًا للفساد من مخدرات وجنس للإيقاع بالطلبة، كما أنها تعيّن مسؤولين من الشاباك لموقع مدير القسم العربي في وزارة التعليم.
5-  حتى عام 2014 كان هناك نحو 10000 طالب مقدسي خارج النظام التعليمي ويعود هذا بشكلٍ رئيس لعدم وجود مدارس كافية للطلبة المقدسيّين وضيق المساحة الصفية فضلاً عن تردي البنى المدرسية وضعف التمويل من الأساس، كما يرجع إلى عدم تمكّنهم من الوصول إلى مدارسهم بسبب الحواجز والجدار العازل، أو إلى فقر ذويهم وعدم تمكّنهم من تحمّل كلفة تعليمهم حيث يترك ما يقارب الـ50% من طلاّب المدارس الثانويّة المقدسيّين مدارسهم للتوجه إلى سوق العمل بسبب عدم تمكّن ذويهم من تحمّل أعباء التعليم الجامعيّ.
6- تعاني مدارس القدس عدة مشاكل، أبرزها:
قلّة عدد المدارس في مدينة القدس المحتلّة يؤدّي لعددٍ كبيرٍ من المشاكل أبرزها ارتفاع نسبة عدم الملتحقين بالتعليم.
قلّة الغرف الصفيّة فهناك 41% من المدارس في القدس تُعاني من نقصٍ في في الغرف الدراسيّة غرفها.
تعاني هذه المدارس من قلة التجهيزات من مختبرات علمية، وأجهزة حاسوب، وطابعات، وآلات تصوير، وآلات عرض وغير ذلك.
7- تُحاول بلديّة الاحتلال في القدس أن تزيد عدد الطلاب المقدسيّين الذين لا يرتادون المدارس بالوسائل المتاحة لها كافة، فهي ترفض بصورةٍ متزايدةٍ تسجيل الطلاّب الفلسطينيين في المدارس التابعة لها بزعم عدم وجود أماكن لهم في هذه المدارس، كما تُصّعب إجراءات الحصول على رخص بناء للمدارس إلى أقصى درجةٍ ممكنة.
8- نتيجة سياسات الاحتلال وصل نسبة المدارس المقامة في أبنية مستأجرة إلى 38% من مدارس القدس وعيب هذه المبني المستأجرة الأبرز هو أنّها غير مجهّزة في الأصل لتكون مباني مدرسيّة.
9- الكثير من المدارس وخاصّةً مدارس البلدة القديمة موجودة في أبنيةٍ متصدّعة وآيلةٍ للسقوط وتفتقر للتهوئة والإنارة، وقد تقام المدرسة في بعض الأحيان في عدّة مبانٍ مستأجرةٍ متباعدة ما يؤدي إلى إضاعة الوقت في تنقّل المعلمين كما يؤدي إلى عدم انضباط الطلاب.

10 دفع جدار الفصل العنصريّ بأكثر من 4% من الطلاّب المقدسيّين إلى ترك مدارسهم، ومنع الكثير من طلاب ومدرّسي مدارس القدس من الوصول إلى مدارسهم في الوقت المطلوب.
أحدث أقدم