Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وإعلان إدارته مؤخراً أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيتم في الذكرى الـ ٧٠ لقيام دولة الاحتلال على أنقاض شعبنا وتشريده من بلاده وأرض آبائه وأجداده، أي في ذكرى نكبة شعبنا، والذي يعتبر تحديا أميركيا ليس لشعبنا وقضيته العادلة فقط، بل للأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع باستثناء إسرائيل طبعا، وكذلك خرقا للقرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة. منذ الإعلان المشؤوم ودولة الاحتلال تتصرف وكأن القدس ملك لها ولا تعني الفلسطينيين بأي شيء.
فأمس على سبيل المثال منعت سلطات الاحتلال وزيري التربية والسياحة من الدخول الى القدس للمشاركة في احتفال ترميم مدرسة تراسنطا، رغم ان هذا الاحتفال هو شأن تعليمي، وهذا الأمر يدل على ان سلطات الاحتلال تعمل على النيل من الدور الرسمي الفلسطيني في القدس، في إطار محاولاتها القائمة على قدم وساق لتهويد المدينة وأسرلة التعليم وكل ما يمت للفلسطينيين في المدينة، حيث تعمد سلطات الاحتلال على تزييف الحقائق والتاريخ ظنا منها بان مثل ذلك سيثني شعبنا عن التمسك والدفاع عن مدينته وعاصمة ودولته المستقلة القادمة لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى.
كما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت الماضي بمنع إقامة حفل عشاء للصحفيين في أحد المطاعم في المدينة بحجة أن هذه الفعالية هي من تنظيم إرهابي حسب زعمها، ولكن الأمر غير ذلك تماما وهو إحكام قبضتها على المدينة ومنع أي تواجد فلسطيني رسمي فيها سواء من خلال قيام بعض المسؤولين بالمشاركة في أي فعالية اجتماعية أو تعليمية وسواهما.
وتقوم سلطات الاحتلال منذ فترة طويلة باتخاذ خطوات تدريجية في إطار سياسة التهويد والأسرلة، كما تسن القوانين، وزادت هذه الخطوات بل تسارعت منذ إعلان ترامب المشؤوم، وكذلك نقل السفارة وتوقيت هذا النقل الذي لا يراعي أية مشاعر واعتبارات، بل على العكس من ذلك فان من شأن ذلك إشعال المنطقة وتفجيرها.
ومؤخراً جددت سلطات الاحتلال قرارات اغلاق عدة مؤسسات مقدسية، في إطار سياستها الرامية إلى إغلاق المؤسسات التي تمت أو لا تمت بصلة للسلطة الفلسطينية على اعتبار أن هذه المدينة هي عاصمتها، ومن حقها وفق زعمها وزعم الإدارة الأميركية اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة بحق أي مؤسسة أو فعالية تؤكد الحضور الفلسطيني الرسمي في المدينة.
إن هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة والتي تتعارض مع القوانين والقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة، وكذلك تتعارض مع اتفاق أوسلو، رغم أن هذا الاتفاق لا يلبي الحد الأدنى من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة. والذي تطبقه اسرائيل من خلال إجراءاتها على الأرض والضرب بعرض الحائط بقضايا الوضع النهائي وفي مقدمة ذلك القدس والمستوطنات وغيرهما، تستوجب التحرك العملي الفلسطيني والعربي والإسلامي لوضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية وعدم الاكتفاء بالبيانات والتصريحات الرافضة لذلك.
فتعزيز صمود المواطن المقدسي خاصة وبقية شعبنا في الأراضي المحتلة، هي مهمة أساسية وضرورية لمواجهة التحديات الإسرائيلية ومحاولاتها تزوير الحقائق والنيل من إسلامية وعروبة المدينة المقدسة.
كما أن الأمة العربية والإسلامية مطالبة باتخاذ خطوات عملية للتصدي لهذه الإجراءات، لان مدينة القدس لا تخص الفلسطينيين وحدهم بل كل الأمة العربية والإسلامية فهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين.
فالقدس تناشدكم وتناديكم من أجل إنقاذها قبل فوات الأوان، فبيانات وتصريحات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا، ولا بد من تحرك فاعل على مختلف الساحات، لأن العالم اليوم لا يعترف بالضعفاء، بل بالأقوياء، ولدى الأمة العربية والإسلامية من مقومات هذه القوة الشيء الكثير، ولكن لم يحسن استغلالها للتأثير على العالم لتنفيذ قراراته المتعلقة بالقدس وبالقضية الفلسطينية.

أحدث أقدم