Adbox
جريدة القدس - حديث القدس / في كلمته الهامة والواضحة أمام مجلس الأمن امس، اقترح الرئيس أبومازن عقد مؤتمر للسلام في منتصف العام الحالي برعاية دولية شاملة لكل الأطراف بدون احتكار أميركي للعملية السلمية ، تماما كما حدث في عدة مؤتمرات سابقة ، وأشار الرئيس إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها كل الدول العربية وعدد من الدول الإسلامية ، وأكد أن المبادئ الأساسية لأي حل يجب أن تعتمد على قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية مع تبادل طفيف للأراضي وفق حدود 1967م ، وبحث كل القضايا العالقة الأخرى بما فيها قضية اللاجئين.
وفي خطابه كرر الرئيس القول: كفلسطينيين نؤيد وندعو إلى ثقافة السلام والاستقرار ورفض العنف بكل أشكاله ، كما دعا إلى قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة لأننا كفلسطينيين نستحق ذلك فعلا.
وفوراً جاء الرد الأميركي بلسان المندوبة نيكي هيلي التي قالت إن قرار ترامب حول القدس عاصمة لإسرائيل لا رجعة عنه وأن بلادها تعارض القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن، وقالت إنها تدعو الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات ولكنها لن تلاحقهم - على حد قولها - لكي يقوموا بذلك . كما أن سفير أميركا لدى إسرائيل قال إن الاستيطان باق ولا يمكن إزالة أية مستوطنة .
القرار 2334 اتخذه مجلس الأمن في كانون أول 2016 بإجماع 14 دولة وامتناع أميركا وحدها عن التصويت، أي أن هيلي ترفض وبكل تفاهة وعنجهية قرارات المجتمع الدولي وتركض ركضا أعمى لدعم التوسع الإسرائيلي ، والقرار يعتبر الاستيطان غير شرعي ويدعو إلى وقفه بكل أشكاله.
وحين تحدث المندوب الإسرائيلي خرج الرئيس من القاعة مما أثار غضبه وبدأ يكيل الاتهامات الباطلة لأبي مازن ولكل شعبنا ويكرر أن السلطة تدعم الإرهابيين وتمدهم بالأموال وهي لا تريد السلام على حد زعمه.
من الواضح أن الدعوة لمؤتمر دولي ليست قضية سهلة مع هذا الانحياز الأميركي لإسرائيل، والذي يتجاوز كل الحدود ويتنكر لكل القوانين والشرعية الدولية، ولكن تحميل المجتمع الدولي المسؤولية هو قضية هامة وتحتاج إلى الكثير من الجهود الفلسطينية والعربية عموما والمتابعة الفعالة لكي يتجاوب ويستمع إلينا ولمطالبنا.

كما لا بد من الإشارة إلى قضية أخرى في غاية الأهمية، وقد أشار إليها بعض المتحدثين في مجلس الأمن وتتعلق بالمصالحة الوطنية ، وهي بالفعل قضية في منتهى الأهمية والمطالبة بتحقيقها سريعا خاصة لأن قطاع غزة بدأ يشهد إضرابات شاملة احتجاجا على الأوضاع المعيشية بالغة السوء ... حتى أن بعض المعلقين الإسرائيليين يكررون بصراحة ووقاحة: إذا كان الفلسطينيون لا يقدرون على المصالحة مع بعضهم فكيف سيتصالحون مع إسرائيل .. !!
أحدث أقدم