جريدة
القدس - حديث القدس/ اقدم المستوطنون أمس وخلال الأيام القليلة الماضية على ارتكاب
مزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين العزل بما في ذلك رشق سياراتهم على مرأى جنود
الاحتلال الذين لم يحركوا ساكنا كما وثقت ذلك أشرطة فيديو، وقطع واقتلاع أشجار في
منطقة نابلس وغيرها، عدا عن حوادث دهس قام بها مستوطنون، وكل ذلك وسط استمرار قوات
الاحتلال الإسرائيلية بحملات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية، وإطلاق النار على
المظاهرات السلمية مما أدى لاستشهاد أكثر من مواطن وإصابة المئات خلال الأيام
القليلة الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة الى ما يرتكبه الاحتلال
ومتطرفوه من ممارسات مثل الاقتحامات المتكررة للأقصى واستمرار البناء الاستيطاني
والسيطرة على مزيد من العقارات الفلسطينية، كما حدث أمس بإخطار عائلة من سلوان
بإخلاء مبنى لصالح الجمعيات الاستيطانية ... الخ من الممارسات، وهو ما يدفع إلى
التساؤل : إلى متى سيتواصل هذا العدوان الإسرائيلي الشامل؟ وما الذي يريده
الاحتلال تحديدا؟!
ومما
لا شك فيه أن كل هذه الممارسات التي تتناقض مع القانون الدولي وخاصة مع اتفاقيات
جنيف، تدفع المنطقة نحو مزيد من الاحتقان والتوتر وربما نحو الانفجار.
إن
ما يجب أن يقال هنا إن على هذا الاحتلال الإسرائيلي ومتطرفيه أن يدركوا أن شعبنا
الفلسطيني المتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة وفي مقدمتها إنهاء هذا الاحتلال
وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين
بموجب القرار الدولي ١٩٤، لا يمكن أن يرفع الراية البيضاء رغم كل أساليب القمع
ورغم جبروت الاحتلال وإرهاب مستوطنيه.
ومن
الأجدر بهذه الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة أن تدرس تاريخ شعبنا ونضاله
جيدا لتدرك أن هذا الشعب العظيم صمد وما زال صمودا أسطوريا في وجه كل محاولات
تصفية قضيته واستهداف وجوده وهويته الوطنية، فهذا الشعب الذي نهض من تحت رماد
النكبة والمجازر الصهيونية عام ١٩٤٨ وانطلق بثورته المعاصرة واجتاز كل محطات
التآمر ومحاولات التصفية، بما في ذلك حصار بيروت لأكثر من ثمانين يوما ومحاولة
إجهاض الانتفاضتين الأولى والثانية وصموده وانتصاره في معركة الأقصى الأخيرة، هذا
الشعب الذي يناضل من أجل حريته واستقلاله ويؤمن بعدالة قضيته والمدعوم من الغالبية
الساحقة من دول وشعوب العام وأنصار الحق والعدل والسلام، لا يمكن أن يركع، وسينتصر
لحقه الطبيعي في العيش حراً سيداً على تراب وطنه.
ولهذا
نقول إن هذا العدوان الشامل والممنهج والمدعوم بالانحياز الأميركي السافر لهذا
الاحتلال لن يكتب له النجاح.
وأخيرا
نهمس مجددا في آذان كل أولئك اللذين ما زالوا يعطلون مسيرة المصالحة وإنهاء
الانقسام أن كفى، وأن هذا التصعيد العدواني الإسرائيلي يطال الكل الفلسطيني، وأن
تحقيق أهدافنا المشروعة يتطلب المسارعة إلى إنهاء هذا الانقسام والمضي قدما بجهد
فلسطيني واحد وصوت فلسطيني واحد في الطريق إلى الحرية والاستقلال.