يلعب
أطفال حفاة الأقدام لعبة "الحجلة"، بينما ينهمك والدهم برعي الأغنام
واستقبال الوفود بظروف قاسية في تجمع عرب الجهالين الواقع في منطقة شبه صحراوية
وقاحلة ومنسية على طريق البحر الميت، والمهدد بترحيل ونقل سكانه.
فإلى
الشرق من مدينة القدس وصولاً إلى مدينة أريحا، ثمة بقعة صحراوية مهملة ومنسية،
يقطنها الآن نحو 100 نسمة تقريباً، وعائلة حمادين واحدة من ثلاثين عائلة من عشائر
الجهالين الذين يسكنون في هذه المنطقة منذ عام 1948م.
يقول
جميل حمادين أحد سكان المنطقة، إن التجمع يتعرض لشتى أنواع المضايقات والإهانات من
قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، كما أن صعوبة وصول خدمات الكهرباء والماء
لهذه المنطقة تعد مشكلة كبيرة، منوهاً أن المياه في البداية كانت تصلهم عن طريق
صهاريج الماء، ومن ثم ضيق الاحتلال الخناق أكثر من جميع المداخل، "حيث تم هدم
خط مياه غير قانوني أكثر من مرة".
ويشير
حمادين إلى أنه تم تأسيس برنامج صحاري عام 2014، كما تم البدء ببناء خيمة سميت
بخيمة "صحاري"، حيث يهدف لتسليط الضوء على المناطق البدوية، باستقبال
السياح الذين يكونون على طول مسار خط "إبراهيم الخليل"، ومعظم المتضامين
والصحفيين والمصورين الأجانب المهتمين بقضايا انتهاكات حقوق الإنسان بالنسبة
للمجتمعات البدوية وتوفير خدمات المجتمع البدوي.
ويصف
حمادين معاناة أطفالهم في الحصول على تعليم، بأنهم "يفتقدون لأبسط مكونات
العملية التعليمية، إذ تتعرض الروضة المبنية من صفيح وطين إلى هدم مستمر، بحجة
أنها غير مرخصة وواقعة ضمن المنطقة "ج" (تمثل 61% فالسيطرة الكاملة فيها
لإسرائيل من كل النواحي).
ويضيف
عند وصول الأطفال إلى المرحلة الابتدائية يتم نقلهم لتعليم في مدرسة مخيم عقبة
الجبر، التي تبعد ما يزيد عن 12 كم عن
المنطقة، ولا يخفي حمادين قلقه من مخططات الاحتلال الخاصة بتهجير سكان عرب
الجهالين بهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
ويصر
سكان المنطقة في البقاء داخل التجمع، ومواصلة تحدي الاحتلال من خلال الاستمرار في
مسار حياتهم البسيطة، من رعي للأغنام وغيرها، فضلاً عن ترميم مساكنهم في كل مرة
يهدمها الاحتلال.
المركز
الفلسطيني للإعلام