Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ فشل الولايات المتحدة الأميركية ودولة الاحتلال الإسرائيلي في إلغاء البند السابع الخاص بممارسات إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة وخارجها وكذلك في الداخل في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومعارضتهما للقرارات الأربعة التي اتخذها المجلس لصالح دولة وشعب وقضية فلسطين، يؤكد من جديد أن أميركا رغم إمكاناتها الهائلة وتأثيرها القوي على الكثير من دول العالم، إلا انه ليس باستطاعتها شراء مواقف العديد من الدول بل معظم الدول التي صوتت لصالح هذه القرارات.
فمواقف معظم الدول لا يمكن شراؤها لا بأموال أميركا ولا بضغوطاتها، ولا بقطع المعونات والمساعدات عنها كما هو حاصل الآن مع الجانب الفلسطيني حيث تعتقد أميركا ومن خلفها الكونغرس وإدارة ترامب بأن وقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية يمكنها أن تجبرها على قبول صفقة القرن التي تصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي وعلى حساب شعبنا وقضيته العادلة.
كما أن قرارات مجلس حقوق الإنسان التي اتخذت الليلة قبل الماضية لصالح فلسطين وبأغلبية الأصوات تؤكد أيضا أن الولايات المتحدة تعزل نفسها عن المجتمع الدولي، الذي يرفض تجاوز قرارات ومواثيق الأمم المتحدة التي تعمل إدارة الرئيس ترامب على خرقها معتبرة نفسها هي وإسرائيل - الدولة القائمة بالاحتلال - بأنهما فوق هذه القوانين والمواثيق والأعراف التي أقيمت على أساسها المنظمة الدولية.
صحيح أن هذه القرارات هامة بالنسبة لشعبنا وقضيته، خاصة وأنها تأتي في هذه المرحل الخطيرة التي تمر بها قضية شعبنا ومحاولات أميركا وإسرائيل العمل على تصفيتها، إلا أن هذه القرارات وسواها من القرارات السابقة واللاحقة بحاجة لتغيير عملي على أرض الواقع، خاصة وان دولة الاحتلال وبدعم مطلق من الإدارة الأميركية تعمل على تغيير الوقائع على الأرض في الأراضي الفلسطينية المحتلة ظنا منهما بأن ذلك سيؤدي إلى فرض الأمر الواقع وبالتالي نجاحهما في تصفية القضية الفلسطينية.
غير أن أميركا ودولة الاحتلال يبدو انهما لم يستفيدا من دروس التاريخ ونضالات الشعوب ، فشعبنا مثله مثل بقية الشعوب التي تحررت من الاستعمار سيواصل نضاله حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين، وجميع المؤمرات التصفوية وفرض الوقائع على الأرض المحتلة لن تمنعه أو تحول دون هذا النضال، لأن مصير جميع هذه الإجراءات هو الفشل الذريع.
وفي الوقت الذي نشكر فيه جميع الدول التي صوتت لصالح القرارات الأربعة، ورفضها الانصياع للضغوط الأميركية والإسرائيلية، وتهديدات مندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية، إلا أننا في الوقت نفسه نطالب المنظمة الدولية بالعمل على تنفيذ هذه القرارات وعدم إبقائها حبرا على ورق.
فقد آن الأوان كي تقوم المنظمة الدولية بدورها فيما يتعلق بقضية شعبنا التي طال أمدها، والضغط من أجل إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا والتي تعترف بها هذه المنظمة وغالبية ودول العالم.
أحدث أقدم