Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ القرار الذي اتخذته أمس الأول محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس والقاضي بالسماح لليهود الصلاة على أبوأب المسجد الأقصى، مدعية بأن حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب، هو ليس فقط سابقة خطيرة بل ينذر بحرب دينية لا يمكن التكهن بنتائجها والتي ستطال أيضا المنطقة برمتها وربما ستكون انعكاساتها على العالم خطيرة ولا تحمد عقباها.
فهذا القرار العدواني والذي يستهدف مواصلة المس بالمسجد الأقصى المبارك في إطار المحاولات الاحتلالية لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم بعد سلسلة من الإجراءات والقرارات الاحتلالية الرامية إلى الوصول لهذه الغاية أي هدم أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
ففي البداية سمحت لليهود وفي مقدمتهم المستوطنين المتطرفين والعنصريين أمثال غليك بزيارة الحرم القدس الشريف، تحت ستار ومزاعم زيارات الأجانب ومن ثم أعلنت وبشكل واضح ووقح بأن من حق اليهود الدخول واقتحام الأقصى، وبدأ هذا الاقتحام بالعشرات ليتحول فيما بعد إلى مجموعات، كل مجموعة تضم العشرات وتحت حماية شرطة الاحتلال التي تتخذ مقرا لها في ساحة قبة الصخرة المشرفة التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى حيث أمّ بالأنبياء والرسل.
وبعدها قامت بتقسيم الأقصى زمانيا حيث منعت المسلمين من الدخول إليه في ساعات محددة، حتى يتسنى للمستوطنين والجماعات المتطرفة والعنصرية اقتحامه وإقامة صلوات تلمودية بداخله، غير آبهة لا بالقرارات الدولية والتي تعتبر الأقصى وما حوله خاصا بالمسلمين وحدهم وليس لأحد سواهم، وكذلك بالولاية الأردنية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وفي مقدمة ذلك الحرم الشريف وكنيسة القيامة.
إن قرار محكمة الصلح الإسرائيلية جاء كخطوة أخرى في إطار الخطوات الرامية إلى فرض كامل السيطرة على الحرم الشريف تمهيدا لهدمه، خاصة وان سلطات الاحتلال قامت بحفر أنفاق وحفريات مختلفة أسفله والتي تهدد بسقوطه في أية لحظة تحت مزاعم مختلفة.
وهذه الخطوة الاحتلالية تأتي لعدم وجود رد عربي وإسلامي أو دولي عملي وحقيقي على ما تقوم به سلطات الاحتلال التي زاد قرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال من تحديها للقرارات والأعراف الدولية، بل واعتبار القدس الشرقية إسرائيلية وتعمل ولا تزال من أجل أسرلتها وتهويدها أمام نظر وسمع العالم قاطبة.
إن العالم العربي والإسلامي مطالب بمساندة المقدسيين في دفاعهم عن المدينة عامة والمسجد الأقصى خاصة وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات التنديد والشجب التي أكل عليها الدهر وشرب.
فالقدس والمسجد الأقصى لا يخصان المقدسيين وبقية الفلسطينيين وحدهم، بل يخصان كافة الشعوب العربية والإسلامية فهي مدينة مقدسة وفيها مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن عروبتها وإسلاميتها يجب أن يطال الجميع.
كما أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولياته في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ووضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي ستؤدي، في حال استمرارها على هذا المنوال وبدون روادع، إلى نشوب الحروب وفي مقدمتها الحرب الدينية التي ستعاني منها المنطقة والعالم وربما ستكون بداية الشرارة لحرب عالمية ثالثة في ضوء ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية المغرقة في التطرف ودعم الاحتلال الإسرائيلي والتساوق مع مخططاته التهجيرية والتهويدية وبناء المستوطنات وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفض السلام وحل الدولتين لشعبين.
أحدث أقدم