أفادت
هيئة شئون الاسرى أنه ومنذ العام 1967 سُجل ما يزيد عن (15) ألف حالة اعتقال في
صفوف الفلسطينيات، حيث أن سلطات الاحتلال لم تميز يوما في قمعها ومعاملتها القاسية
وانتهاكاتها الجسيمة فيما بين الفلسطينيين، ذكورا كانوا أو إناثا، صغارا وكبارا.
وأضافت:
لقد صعدت من استهدافها للإناث، على اختلاف أعمارهن، خلال السنوات القليلة الماضية،
ووسعت من حملاتها واعتقالاتها التعسفية واحتجازها العشوائي للفتيات والنساء، وقد
سُجل منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر 2015
اعتقال نحو (445) فتاة وامرأة، بينهن قاصرات،. فيما ما يزال يقبع في سجون الاحتلال
نحو (62) اسيرة بينهن أمهات ومريضات و(10)قاصرات
و(8) جريحات موزعات على سجني هشارون والدامون.
وتابعت:
هذا بالإضافة الى اصابة وجرح العشرات من الفتيات قبل اعتقالهن، وأن واحدة منهن وهي
الفتاة "فاطمة طقاطقة" (15 عاما) من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم،
قد استشهدت بعد اعتقالها جراء اصابتها بعدة أعيرة نارية في مارس/أذار 2017 وقد تم
التنكيل بها وتركها تنزف، وقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنها رغم خطورة وضعها
الصحي، وأبقتها قيد الاعتقال إلى أن استشهدت في مستشفى "شعاري تسيدك"
بتاريخ 10-5-2017 لتلتحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة.
وأشار
عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الى
أن الأشكال والأساليب، التي يتبعها الاحتلال عند اعتقال المرأة الفلسطينية، لا
تختلف عنها عند اعتقال الرجال، إن كان في طبيعتها وتوقيتها، أو من حيث شدتها
والإجراءات العنيفة والقاسية المرافقة لها. فهي غالبا ما تُعتقل من البيت وبعد
منتصف الليل، وتتعرض للضرب والإهانة والمعاملة القاسية وهي في طريقها للسجن، ومن
ثم تتعرض في مراكز التوقيف للتعذيب الجسدي والنفسي، وكثير منهن يتعرضن للعزل
الانفرادي، في زنازين ضيقة ومعتمة وقذرة
وأكد
أن جميع من مررن بتجربة الاعتقال، قد تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي
أو النفسي والمعاملة المهينة. كما تعرضن لمضايقات جمة وتعدي فاضح على خصوصيتهن
داخل مراكز التوقيف، أو خلال تواجدهن في السجن أو أثناء التنقلات. فضلا عن
المحاكمات الجائرة وفرض الغرامات المالية الباهظة.
كما
اوضح أن الأسيرات يحتجزن في ظروف قاسية ويتعرضن للإهمال الطبي والتعمد في ايذائهن
جسديا ونفسياً، وفي أحيان كثيرة تم
احتجازهن بالقرب من أقسام سجينات إسرائيليات متهمات في جرائم قتل أو مخدرات
وممارسة الدعارة، وقد اشتكين مرارا وتكرارا من ذلك، حيث يضطررن لسماع الشتائم البذيئة والصراخ المزعج
والطّرق على الأبواب والنوافذ، وقد تعرضن كثيرا
للاعتداءات اللفظية.
ودعت
الهيئة كافة المؤسسات التي تُعنى بالأسرى والأسيرات، وكذلك المؤسسات التي تُعنى
بالمرأة الى ضرورة احتضان الأسيرات المحررات بعد خروجهن من السجن وتوفير حاضنة
وطنية واجتماعية وإنسانية واقتصادية، تكفل لهن توفير كل وسائل الدعم المعنوي
والإرشاد النفسي والاندماج المجتمعي والتأهيل المهني والدعم المادي، بما يساعدهن
على تجاوز محنة السجن وآثاره الجسدية والنفسية والاجتماعية.