Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ مرة اخرى، وفي الجمعة الثانية لمسيرة العودة اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب مجزرة أخرى حصيلتها الاولية ثمانية شهداء وأكثر من الف جريح بنيران الاحتلال، على حدود قطاع غزة، في محاولة بائسة لقمع واخماد صوت الحق والعدل والحرية، صوت فلسطين الذي يقول لهذا الاحتلال البشع: اننا لا نخشى جبروت قوتكم ولا كل اسلحتكم وغازاتكم، فهذا الفلسطيني الصامد المرابط لم ولن ينسى حقوقه المشروعة في الحياة والحرية والكرامة، وهذا اللاجىء الفلسطيني يقول بأعلى صوته لن اتنازل عن حقي المشروع بالعودة والتعويض بموجب القرار الاممي ١٩٤، وهو يذكر هذا الاحتلال أن هذه الاجيال الفلسطينية الشابة داست مقولة الصهيونية غولدا مئير التي قالت يوما «الكبار يموتون والصغار ينسون» وها هم الكبار والصغار لم ولن ينسوا، وعيونهم وافئدتهم تتطلع الى ديارهم التي هُجّروا منها قسرا على ايدي العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨.
هذا الفلسطيني الذي يناضل في احلك الظروف وحيدا بصدره العاري، من اجل حريته واستقلاله، يعيد الصراع الى مربعه الاول بعد أن توهم البعض ان من الممكن تصفية القضية، أو ان هذا الفلسطيني تم ترويضه وإخضاعه تحت أقسى الظروف، لينهض مجددا ويفاجىء الاحتلال والعالم أجمع بهذه الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين، ليقول لهذا الاحتلال: لن نركع وسنمضي قدما نحو انتزاع حقوقنا المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.
وهذا الشعب الفلسطيني الواحد الموحد بطبيعته تحرك ويتحرك تحت راية فلسطين بعيدا عن اي حسابات فصائلية ضيقة، والجميع جنبا الى جنب في مسيرة العودة، شيوخا ونساء واطفالا وشبانا وفتيات ورجالا، يقولون للقاصي والداني: هذه هي فلسطين الواحدة الموحدة لم تنحرف بوصلة نضالها يوما بعد ان توهم البعض أن هذا الانقسام وهذه الحسابات الفصائلية الضيقة قد تنسي شعب فلسطين قضيته الاساسية وتحرف بوصلة نضاله.
هذا الفلسطيني الذي نهض اليوم بشموخ وعنفوان رغم هذا التدهور العربي ورغم هذا التكالب من اعداء فلسطين وفي مقدمتهم ادارة الرئيس دونالد ترامب والاحتلال وكل من اعتقد واهما ان كلمتها اصبحت العليا، ينهض مجددا ليوجه صفعة مدوية لكل هؤلاء وليجدد العهد والقسم، وعهد الحرية والعدالة والشرعية لكل اولئك الذين استشهدوا أو أسروا او جرحوا في مسيرة شعبنا الشاقة نحو الحرية والاستقلال، بالمضيّ قدما حتى تحقيق اهداف شعبنا المشروعة.
وفي ظل نظام دولي أعمى وأخرس ينهض هذا الفلسطيني اليوم ليقول للامم المتحدة وللمجتمع الدولي بأسره، أن الوقت قد حان لتقوموا بمسؤولياتكم التاريخية وتطبقوا ما اتخذتم من قرارات لإنهاء هذا الاحتلال البشع ووقف المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم. حان الوقت لوقف هذا الاحتلال ومحاسبته على كل ما ارتكبه ويرتكبه بحق هذا الشعب الفلسطيني التواق للحرية والاستقلال شأنه شأن أي شعب آخر على هذه البسيطة.
الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم يجد غير جبروت القوة لقمع صوت الحرية والعدالة كعادته انما يؤكد بذلك انه يخشى هذا الصوت، يخشى النضال السلمي، يخشى مسيرات شعبنا المطالبة بالحقوق المشروعة وان هذا الاحتلال ليس لديه اي رد مقنع في مواجهة الشرعية الدولية والقرارات الخاصة بالقضية وفي مواجهة الحقوق الفلسطينية سوى لغة القمع وجبروت القوة، وهو بذلك يعلن إفلاسه ويثبت كما ثبت في مختلف نضالات الشعوب للتحرر من مستعمريها ان ارادة الشعوب المناضلة من اجل الحرية ستظل أقوى من هذا الجبروت، وان النصر حليف الحق والعدل وحليف الشعوب المؤمنة بعدالة قضاياها وحقوقها وحريتها.
ولهذه كله، على قادة هذا الاحتلال وحلفائهم وفي مقدمتهم ترامب وإدارته ان يدركوا ان الطريق الاقصر الى الامن والسلام والاستقرار هو الاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين وانهاء هذا الاحتلال البغيض.
أحدث أقدم