جريدة
القدس - حديث القدس / منذ ان تولى الرئيس ترامب منصبه وهو لا يتوقف عن اثارة
المشاكل في كثير من المواقع ومع دول متعددة، حتى ان عددا من كبار المسؤولين في
ادارته تخلوا عنه او هو تخلى عنهم وجاء باشخاص متطرفين بدلا منهم.
وكانت
مواقفه السياسية بالنسبة لنا كارثية حيث قرر نقل السفارة الاميركية الى القدس وعين
عددا من غلاة المتطرفين والمؤيدين لاسرائيل في كل المراكز التي لها علاقة بالقضية
ابتداء من السفير والمسؤول عن العملية السلمية، وتحدث عما اسماها صفقة القرن التي
تتجاهل كل حقوقنا وقد رفضتها السلطة واسماها الرئيس ابومازن «صفعة القرن» وليس
صفقة القرن.
قبل
يومين اشعل ترامب قضية كبيرة باتت تشغل معظم دول العالم حين اعلن انسحابه من
الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق عليه في نيسان ٢٠١٥ ووقعت عليه كل من اميركا
وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا بالاضافة الى ايران ، بموجب هذا الاتفاق
التزمت طهران بعدم العمل لانتاج اسلحة نووية والعمل فقط في نطاق الفوائد السلمية،
وقد اثار قرار ترامب الانسحاب ردود فعل سلبية من الدول الاوروبية نفسها بصورة
خاصة، ولم تؤيد هذه الخطوة سوى اسرائيل بالدرجة الاولي وبعض الدول العربية التي
ترى في ايران خطرا اقليميا ضدها.
وما
تزال القضية تتفاعل ويتحدث البعض عن احتمال مواجهة عسكرية مع ايران، وبصورة خاصة
ضد مواقعها داخل سوريا وضد حزب الله كذلك، وقد اتخذت اسرائيل عدة اجراءات عسكرية
وامنية في الشمال ودعت الى فتح الملاجئ - الا ان عددا من المراقبين يستبعد ان
يتحول قرار الانسحاب الى حرب مع ايران نفسها، ولعل الامر يتحول في الاساس الى
العقوبات الاقتصادية التي قرر الاتحاد الاوروبي عدم استخدامها والحفاظ على
العلاقات الحالية والتعاون العادي مع طهران.
على
الارجح ان تحاول الدول الموقعة على الاتفاق ايجاد صيغة معدلة لتجنب التداعيات
ومخاطر الحرب والمواجهة العسكرية وحتى يجد ترامب مخرجا من قراره الذي هو اقرب الى
الورطة منه الى اي شيئ اخر، والايام القليلة القادمة ستحدد ملامح المرحلة القادمة
لهذه القضية.
في
هذا السياق وفي اطار هذا الخوف من النووي الايراني الذي تبديه ادارة ترامب فان
السؤال الذي يلح في اذهان كل المراقبين ولدينا نحن الفلسطينيين وكل القوى
الموضوعية المحايدة هو : ما هو موقف واشنطن من المفاعل النووي الاسرائيلي في
ديمونا وكل الدلائل تشير الى ان اسرائيل توصلت فعلا لانتاج السلاح النووي...؟
ولماذا الكيل بمكيالين مع اسرائيل وضد ايران والجواب معروف وواضح وهو ان اميركا
تسير حسب المصالح الاسرائيلية بالنووي كما هي في كل المواقف الاخرى...!!