Adbox

جريدة القدس - حديث القدس / بلا شك فإن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية وهذا الحشد من الوفود العربية والأجنبية المشاركة يعتبر خطوة إيجابية وهامة، كما أن كلمة الرئيس وممثلي الوفود عبرت كلها عن الموقف الوطني والحقوق التاريخية لشعبنا وعن رفض الاحتلال بكل ممارساته سواء التهويد بالقدس أو الاستيطان ومصادرة الأرض أو التضييق على حياة الفلسطينيين بالحواجز والاعتقالات ومحاولة تزوير التاريخ والمعطيات .. وغير ذلك من التصرفات والإجراءات.
وإذا كانت هذه إيجابيات انعقاد المجلس في دورته الثالثة والعشرين ، فإن سلبيات معروفة قد رافقت هذه الدورة، وفي مقدمتها مقاطعة قوى سياسية مختلفة الاتجاهات كالجهاد الإسلامي وحماس والجبهة الشعبية ومجموعة من المستقلين، وهذه الحالة يجب ألا تكون سببا أو مبررا لتعميق الانقسام وتصعيد تبادل الاتهامات ..!
الكل يعرف ما هي التحديات المصيرية التي تواجهنا وتهدد أرضنا ومستقبلنا وأمل الدولة التي نسعى لإقامتها وعاصمتها القدس الشرقية ... ومواجهة هذه التحديات تبدأ وقبل كل شيء باستعادة الوحدة الوطنية، والارتفاع فوق كل المعيقات وأسباب الخلاف. إن لكل طرف وجهة نظره وتفسيراته المختلفة ومواقفه وأفكاره وسياساته، وله تطلعاته الخاصة أو الفئوية، وهذا يحدث في كل الأحزاب وكل البلاد، ولكن المصلحة الوطنية ومواجهة التحديات تجيء أولاً دائما
ولقد تحدث الرئيس في كلمته عن اقتراح للانتخابات واسترجع عملية الانتخابات الوحيدة التي جرت وتسلمت حماس بموجبها رئاسة الوزارة بعد فوزها بتلك الانتخابات ... وقد تكون فكرة أو مبدأ اللجوء إلى الانتخابات مجددا هي المخرج الوطني والديمقراطي الصحيح للتغلب على مأزق الانقسام إذا لم تكن المصالحة ممكنة، وقد تكون المبدأ الأساسي الذي يجب اللجوء إليه ليقول الشعب رأيه ويتخذ قراره ويختار من يريد ليحكمه ولكي نواجه معا التحديات التي تهددنا.
إن المجلس الوطني بصفته الهيئة التشريعية العليا مدعو لكي يبادر في قراراته إلى التأكيد على ضرورة وأهمية الوحدة الوطنية واختيار الانتخابات التي طال انتظارها لتجديد المؤسسات والتنظيمات الوطنية وبينها المجلس الوطني نفسه والهيئات الرئاسية والتشريعية.
إن خطوة كهذه ستضع النقاط على الحروف، ومن يتهرب منها سوف يحاسبه الشعب ويتضح تماما من الذي يعيق الوحدة ومن الذي لا تهمه الوحدة ومواجهة التحديات والدفاع عن الوطن والحقوق.
أحدث أقدم