Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ المحاولات الأميركية - الإسرائيلية لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تمهيدا لتمرير صفقة القرن التي تستهدف حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لن يكتب لها النجاح، بل إنها محاولات يائسة ولدت ميتة لأن شعبنا بات يعرف جيدا حقيقة الولايات المتحدة الأميركية التي لا يمكنها أن تكون وسيطا منصفا، بل منحازة بالكامل لدولة الاحتلال بحكم المصالح التي تربطهما والرامية إلى استخدام دولة الاحتلال كرأس حربة ضد وحدة العالم العربي بل العمل على إبقائه منقسما، وزيادة على ذلك تقسيم المقسم تحت عناوين مختلفة مثل الربيع العربي وشرق أوسط جديد الخ ... من مسميات خبيثة.
فتباكي الولايات المتحدة الأميركية ودولة الاحتلال على الأوضاع في قطاع غزة ومحاولات تحويلها إلى قضية إنسانية على حساب القضية السياسية، وكشف النقاب عن جهود إدارة الرئيس ترامب مجمع أموال من دول الخليج العربي لتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني في القطاع باتت أهدافه ومراميه مكشوفة حتى لأصغر طفل فلسطيني.
فالوضع الاقتصادي والإنساني الذي يمر به قطاع هو نتيجة للحصار الإسرائيلي الظالم المفروض عليه منذ أكثر من ١١ عاما، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وعدم وجود كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية عليه والتي أدت الى تدمير البنية التحتية وبقاء الكثير من الأسر حتى الآن بدون مأوى سوى الكرفانات التي لا تصلح للعيش الآدمي، زد على ذلك سوء الأوضاع الصحية وغيرها من الأمور الأخرى الناجمة عن الحصار الظالم والهادف إلى تعميق الانقسام الفلسطيني الأسود وصولا إلى محاولات فصل القطاع عن الضفة، في محاولة يائسة لإقامة دولة في القطاع مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وقضم وضم أراضيها وبناء المزيد من المستوطنات وسواها من إجراءات التهويد.
وليس صدفة ان يعلن رئيس وزراء دولة الاحتلال مرارا وتكرارا، وآخرها يوم أمس بأن ما يسمى الأمن في الضفة الغربية وعلى طول الحدود مع الأردن سيبقى بيد إسرائيل، وان جيش الاحتلال سيبقى مرابطا على طول الحدود وفي منطقة الأغوار التي لا يمكن لدولة الاحتلال كما أعلن التنازل عنها.
ولذا فان «صحوة» أميركا وإسرائيل على الأوضاع في قطاع غزة والتي هي من صنع إسرائيلي وبدعم أميركي هدفها استغلال الوضع الإنساني لتمرير أهداف سياسية لتصفية قضية شعبنا ظنا منهما بان مثل هذه الحيل والأكاذيب «وصحوة الضمير» يمكنها أن تمر على أبناء شعبنا.
فشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية، لا يمكن أن تمر عليه مثل هذه الأحابيل المغلفة بغلاف إنساني، ويتساءل متى كانت أميركا وإسرائيل إنسانيتان في حين انهما تستهدفان شعبنا وقضيتنا يوميا، فدولة الاحتلال تقتل يوميا من أبناء شعبنا في الضفة والقطاع إلى جانب الممارسات الأخرى الرامية إلى تهجير شعبنا ليتسنى لها ضمان مواصلة احتلالها للأرض الفلسطينية.
أما إدارة الرئيس ترامب فهي تحمي ممارسات دولة الاحتلال واعتداءاتها من خلال ما تستخدمه من حق النقض الفيتو في مجلس الأمن، وتضغط على دول العالم بل تهددها في حال اتخاذ أية خطوات ضد دولة الاحتلال التي باتت دولة عنصرية ويمينية متطرفة تتعامل مع العالم بأنها فوق القانون الدولي والشرعية الدولية.
كل هذه الأمور وسواها يعرفها شعبنا جيدا، ولذا لن تمر عليه مثل هذا التباكي الأميركي - الاحتلالي على أوضاع شعبنا في القطاع، فهو قادر على إفشال كل المخططات والمؤامرات التصفوية، مهما كانت ومهما كان حجم ووزن الدول التي تقف خلفها.
أحدث أقدم