Adbox

على بعد 10 كيلو مترات شرقي مدينة القدس وعلى الطريق الرئيس المؤدي إلى أريحا يقع الخان الأحمر والمعروف أيضاً بخان السامري، والذي يتعرض سكانه لمحاولات اقتلاع وتهجير.
يقول روبين أبو شمسية الباحث في تاريخ القدس، ان الخان هو عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشر، كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
ويضيف: "أما اليوم فيوجد هنالك متجر للتذكارات وخيمة بدوية تقدم المرطبات للسياح، على الجهة المقابلة توجد هناك آثار واضحة لكنيسة سان يوثيميوس التي بنيت في القرن الخامس، وأصبحت المركز الهام للنساك (الرهبان) في فلسطين".
وعلى التلة الموجودة خلف الخان تقع مستوطنة "معاليه أدوميم" التي أقيمت عام 1978 بعد احتلال الأراضي المقامة عليها والتي أصبحت بمثابة مدينة الآن، وتسعى السلطات الإسرائيلية إلى دمج المستوطنة إلى ما يعرف بمشروع "القدس الكبرى".
ويشير الباحث أبو شمسية الى ان منحدرات الخان الاحمر شرق القدس تبدأ على ارتفاع 800م فوق سطح البحر، ثم تنحدر بشدة شرقاً نحو البحر الميت حيث تصل إلى أكثر من 200م تحت سطح البحر.
وبعكس المرتفعات الوسطى، فإن الأمطار في هذه المنطقة نادرة وهي لذلك أراض شبه صحراوية جرداء بفعل عوامل التعرية.
ويطلق السكان المحليون على هذه المنطقة اسم برية القدس، ويستخدمونها كمراع لمواشيهم لعدم صلاحية أراضيها للزراعة، وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 1500 كم²، وتشكل أكثر من ربع مساحة الضفة الغربية.
ولم تقم في هذه المنطقة بالماضي أية مدن أو قرى بسبب شح المياه فيها ولقسوة مناخها، واقتصر الاستيطان فيها على بعض المخيمات البدوية المؤقتة وبعض الأديرة التي أقيمت في الأودية وقرب ينابيع المياه.
أما اليوم فقد أقام فيها الإسرائيليون العديد من المستوطنات اليهودية التي وفروا لها المياه من آبار ارتوازية عميقة يؤثر وجودها سلبا على تدفق المياه من الجبال إلى ينابيع منطقة الأغوار، كما تقوم هذه المستوطنات بمزاحمة البدو من قبيلتي الجهالين والكعابنة اللتين تسكنان هناك منذ العام 1948م.
ويؤكد أبو شمسية ان السلطات الاسرائيلية تسعى اليوم لإفراغ برية القدس من سكانها البدو بدعوى أنها منطقة عسكرية، ولكن الحقيقة أنها تنوي التخلص منهم لتوسيع المستوطنات الكثيرة في المنطقة، وخاصة مستوطنة معالية أدوميم (الخان الأحمر)، التي تعد من أكبر المستوطنات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية.
وسميت هذه الاراضي بالخان الاحمر نسبة الى خان عثماني وقلعة بنيتا في القرن السادس عشر، القلعة لحراسة الطريق الرومانية – الاموية التي تربط بين القدس واريحا والاردن والتي عُرفت بطريق الغور، والتي وجدت بجوار القلعة بقايا حجر الميل الروماني والاموي الذي يحدد المسافات بين المدن.
وهذا الخان بني على انقاض دير بيزنطي بني في القرن الخامس الميلادي، والى الغرب من هذا الخان سهل تتميز جزء كبير من تربته بالحمراء ( لذلك سمي بالسهل الاحمر وسمي الخان باسم الاراضي ذات التربة الحمراء) منها 65000 دونم كانت تسمى فيما مضى باراضي وخان السلاونة كونها اراضٍ تتبع لأهل سلوان منها 47000 دونم زراعية.
وتذكر لنا الروايات الكثير من القصص عن مواسم الحصاد لأهل سلوان وخاصة موسم القمح، والباقي اراضٍ صحراوية واراضٍ وعرة جبلية، استغل الجزء الاكبر منها لبناء مستوطنة معاليه ادوميم ( التلة الحمراء) والجزء الآخر كمنطقة صناعية تسمى ميشور ادوميم (السهل الاحمر) ويقع في مركزها بقايا دير رهبنة صحراوي يسمى دير افتيموس وفي مركز المستوطنة يوجد ارضية فسيفسائية لدير صحراوي يسمى دير الشهداء.
وتلتقي من جهة الشرق اراضي الخان الاحمر ببقعة الهوركانيا وهي اراضي صحراوية منخفضة يوجد في مركزها مقام النبي موسى.
المركز الفلسطيني للإعلام

أحدث أقدم