Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ أطماع إسرائيل في الحرم القدسي الشريف معروفة ومعلنة وهم لا يتوقفون عن تكرارها والمطالبة بتنفيذها. هم يؤكدون القول إن ما يسمونه بالهيكل يجب إعادة بنائه في هذا المكان المقدس، واقتحاماتهم المتواصلة تتزايد وتتسع خاصة في هذه الأيام.
ومن المعروف انهم بعد احتلال القدس عام ١٩٦٧ هدموا حارة المغاربة وشردوا ساكنيها ووسعوا الساحة الملاصقة لحائط البراق أو الذي يسمونه بالمبكى. وبدأوا منذ ذلك الوقت بالتوسع وحفر الأنفاق تحت الحرم القدسي وفي محيطه، بشكل غير مسبوق وبمسافات طويلة وارتفاعات كبيرة، حتى أن حكومة نتنياهو عقدت أحد اجتماعاتها في هذه الأنفاق.
قبل يومين انهار جزء من الجدار الغربي أسفل المتحف الإسلامي بالأقصى وأعلنت بلدية الاحتلال إغلاق جزء من حائط البراق أو المبكى كما يسمونه، مؤقتا بسبب احتمالات خطر انهيار المزيد، وهذا الحادث يعتبر تحذيرا شديدا ودقّ ناقوس الخطر من تداعيات الحفريات الموسعة التي تقوم بها أساسا جمعيات استيطانية دينية تدعمها الحكومة والمؤسسات اليهودية بالخارج وخاصة داخل الولايات المتحدة.
لقد حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية مما يجري وأكدت وجود معلومات خطيرة لديها من مختصين تشير إلى أن هذه الحفريات تستهدف ربط الأنفاق المتعددة في أسفل محيط المسجد الأقصى وخاصة مبنى المتحف الإسلامي.
كما دعا مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب مؤسسة «اليونيسكو» إلى التدخل السريع وإرسال بعثة للكشف على هذه المواقع والحفريات وكذلك السماح لبعثة أردنية خاصة بالتحقق مما يجري بسبب الخطورة الكبيرة التي يعنيها ذلك.
إن انهيار هذا الجزء، ولو المحدود نسبيا، يعتبر صرخة مدوية يجب أن تصل إلى كل من يعنيهم الأمر، سواء في السلطة الوطنية أو الأردن أو العالم الإسلامي أو المجتمع الدولي، لان الحفريات تشكل خطرا يتهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الإسراء والمعراج، والانهيار «البسيط» دليل على خطورة ما يجري، واستمرار الصمت لا يعني سوى تشجيع المتطرفين والطامعين على استمرار ممارساتهم سعيا نحو تحقيق أهدافهم المدمرة.
فهل من يسمع هذه الصرخة .. وهل من يستجيب لها؟ نأمل ذلك وأن يتم التحرك العملي، لا مجرد إصدار بيانات إدانة واستنكار ...!!
أحدث أقدم