جريدة
القدس - حديث القدس/ مشكلة الاحتلال الرئيسية هي الكثافة السكانية الفلسطينية، فهم
يملكون القوة والنفوذ ويمارسون كل أنواع الغطرسة والسيطرة، سواء فيما يتعلق
بالتوسع الاستيطاني وما يرافقه من مصادرة للأرض، أو بهدم المنازل والمنشآت
والتجمعات البدوية.
بالأمس
تصدى العشرات من أبناء شعبنا لمحاولة هدم تجمع بدوي في الخان الأحمر وأصيب عدد
منهم واعتقل آخرون وأعلنت اسرائيل المنطقة مغلقة لكي تمنع دخول المواطنين اليها.
والتجمع هو واحد من ٤٦ مركزاً مشابهاً، وفيه مدرسة ونحو ٢٠٠ مواطن نصفهم من
الاطفال تقريباً، ورغم مناشدة الامين العام للامم المتحدة والمفوض السامي لحقوق
الانسان بعدم الهدم فقد أقرت المحكمة الاسرائيلية العليا بتاريخ ٢٤ أيار الماضي،
بعدم وجود سبب لتأجيل تنفيذ قرارالهدم والتجريف، ويتضح الامر بوجود مستوطنة كبيرة
قريبة يخططون لتوسعتها على حساب أرض المهجرين هي «معاليه أدوميم».
ومنذ
بداية الاحتلال لم تتوقف سياسة الهدم والتهجير وفي القدس تم هدم عشرات المنازل
خلال الاشهر القليلة الماضية بدواع مختلفة ابرزها عدم الترخيص الذي يشكل معضلة
كبرى من حيث التكاليف الباهظة وصعوبة وتعقيدات الحصول على الترخيص المطلوب أصلاً.
وفي المقابل فإنهم لا يتوقفون عن اعداد مخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية
بالمدينة المقدسة تحديداً وفي بقية انحاء الضفة. وهم بينما يهدمون بحجة عدم
الترخيص يعملون على منح شرعية وترخيص لبؤرة استيطانية اقيمت بدون ترخيص قبل عشرين
عاماً، وذلك في عنصرية واضحة.
ومن
النماذج الاخرى الجديدة على العنصرية انهم سحبوا حق الاقامة من عائلة مقدسية بحجة
انتقالها من البلدة القديمة في حارة النصارى الى منطقة ضاحية البريد، هذا بينما
يحتفظ الاسرائيلي بهويته وحق الاقامة حتى لو غير مكان سكنه خارج البلاد كلها.
ان
السياسة العنصرية ضد ابناء شعبنا كثيرة ولا تتوقف سواء بالهدم والتهجير او
الاستيطان ومصادرة الارض، ولكنهم ينسون الحقيقة الدامغة والساطعة ان شعبنا متمسك
بأرضه وحقوقه ووجوده، وهو يقاوم بكل امكاناته هذه السياسة كما رأينا بالأمس في
منطقة الخان الاحمر، ونحن نتزايد باستمرار ونزداد اصراراً على البقاء ورفضاً لكل
هذه الممارسات التي يرفضها ايضاً المجتمع والقانون الدولي والانساني، ومهما اشتدت
الغطرسة وعمى القوة، فإن التاريخ لنا والمستقبل لنا طال الزمن أو قصر ..!!!