Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ المشروع الاستيطاني الجديد في سلوان والذي يقود تنفيذه وزير إسرائيلي ليس هو الأول ولن يكون الأخير، ما دام المجتمع الدولي لا يتخذ أية خطوات عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته على الأرض الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها مدينة القدس، وكذلك الأمر بالنسبة للدول العربية والإسلامية التي تكتفي فقط ببيانات الشجب والاستنكار دون أن تستخدم قدراتها ونفوذها للضغط على العالم من أجل وضع حد للاحتلال وعنجهيته التي وصلت إلى حد لا يطاق.
وهذا المشروع الاستيطاني الجديد يندرج في إطار الإجراءات الاحتلالية القائمة على قدم وساق لتهويد القدس، وإرغام المواطنين المقدسيين على الرحيل إما طوعا أو عنوة بعد أن توصلهم الممارسات الاحتلالية إلى حد اليأس كما تعتقد وترغب، غير أن ذلك بات من المستحيلات فشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية لن ولم ترهبه مثل هذه الانتهاكات والاعتداءات ولن تجعله يستسلم او يرفع الراية البيضاء، بل على العكس ستزيده إصرارا على مواصلة نضاله حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.
وتستغل دولة الاحتلال التأييد المطلق لها من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لتواصل سياساتها القائمة على الضم والتوسع، لأنها ترى في هذا التأييد فرصتها لتمرير سياسة تهويد المدينة خاصة في أعقاب اعتراف هذه الإدارة بالمدينة كعاصمة لدولة الاحتلال، مخالفة بذلك كافة القرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة، في حين يعتبرها الفلسطينيون والعرب عاصمة الدولة الفلسطينية الآتية لا محالة، وان جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تلقى الدعم من إدارة ترامب هي باطلة ولاغية، في حين يعتبرها العالم محاولة أميركية وإسرائيلية لتأجيج الصراع في المنطقة وخرق فاضح للإجماع الدولي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية، أي حل الدولتين لشعبين.
إن إدارة الرئيس الأميركي ترامب تتحمل مسؤولية ما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، لان الاحتلال يستمد إجراءاته العدوانية والتهويدية من التأييد والدعم الأميركي خاصة الإدارة الحالية له ولسياساتها الرامية إلى إشعال المنطقة الأمر الذي يهدد الأمن والسلم العالميين، والتي تزايدت في أعقاب تولي الرئيس ترامب للرئاسة الأميركية، حيث أن قراراته مناقضة ومتعارضة مع قرارات الشرعية الدولية، ويضرب بعرض الحائط بهذه القرارات وهو ما أدى ويؤدي إلى خلق التوترات في العالم.
كما يتحمل المسؤولية عن انتهاكات دولة الاحتلال المجتمع الدولي الذي يكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون اتخاذ أية إجراءات عقابية ضد إسرائيل لمخالفتها للقرارات والمواثيق والأعراف الدولية.
ويتحمل المسؤولية أيضا الدول العربية والإسلامية التي تشجب وتستنكر دون إجراءات عملية الأمر الذي يجعل دولة الاحتلال تتمادى في إجراءات التهويد والأسرله والضم والتوسع على حساب شعبنا وقضيته الوطنية.
إن القدس ومقدساتها لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل كافة شعوب الأمة العربية والإسلامية، والدفاع عنها مهمة قومية وإسلامية، فهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
صحيح أن شعبنا هو خط الدفاع الأول ورأس الحربة، إلا انه رغم صموده البطولي ومواجهته للاحتلال فإن ذلك لا يعفي الدول العربية والإسلامية والعالم من مسؤولياتهم في الدفاع عن شعبنا ومقدساته وعاصمة دولته المستقبلية شاء من شاء وأبى من أبى.

أحدث أقدم