جريدة
القدس حديث القدس / الصين الشعبية دولة عظمى ومنافس أول للولايات المتحدة
الأميركية في جميع المجالات، خاصة التجارية منها حيث تصل منتجاتها الصناعية إلى
جميع بلدان العالم بما في ذلك أميركا نفسها. وهي أيضا مناصرة للحق الفلسطيني
ولجميع قضايا الشعوب، فهي عانت من الاستعمار وخاضت الحروب حتى حققت التحرر عام
١٩٤٩م.
وإعادة
إحيائها لمبادرتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين دليل أيضا على عزمها
العمل على حل قضايا العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي طال أمدها بفعل
التغول الاحتلالي من جهة، وكذلك الدعم الأميركي الأعمى ومنقطع النظير للاحتلال
الإسرائيلي خاصة في عهد ولاية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وإدارته
الحالية التي تدعم بدون حرج دولة الاحتلال، وحكومتها اليمينية المتطرفة بقيادة
بنيامين نتنياهو.
فهذه
المبادرة التي تعتزم بكين إعادة طرحها على طرفي الصراع تفتح الباب أمام الحل
الدولي للقضية الفلسطينية متعدد الأطراف وعدم إبقاء هذا الحل حكرا على الولايات
المتحدة التي تزن بمكيالين، وتنحاز للاحتلال على حساب حقوق شعبنا الوطنية الثابتة،
ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية ومتحدية الإرادة الدولية التي ترى بأن الحل
يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧ وعاصمتها
القدس الشريف، وان أية محاولات، بل إن محاولات إدارة الرئيس ترامب تجاوزت هذا
لصالح الاحتلال ستبقي الصراع على حاله، وسيزيده اشتعالا، الأمر الذي يهدد الأمن
والسلم العالميين.
كما
أن هذه المبادرة الصينية القائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس
الشريف، ستشكل بديلا لصفقة القرن الترامبية، التي رفضها شعبنا وقيادته لأنها تنتقص
من حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
فرفض
شعبنا وقيادته لصفقة القرن التصفوية والإعلان بانها لن تمر تحتم على العالم، إن
أراد أن يحافظ على السلم والأمن العالميين، ان يطرح مبادرة جديدة تعيد الحقوق
لأصحابها الشرعيين، وترغم الاحتلال على الانصياع للإرادة الدولية.
وإعلان
سفير الصين لدى فلسطين بان بلاده ستعيد طرح مبادرتها للسلام ذات النقاط الأربع، هي
مبادرة خلاقة هدفها ليس فقط وضع حد لهذا الصراع الدامي والطويل، بل أيضا بصفتها
دولة عظمى يقع على عاتقها التدخل لمنع مواصلة النزاعات والصراعات التي تنعكس سلبا
على المجتمع الدولي.
كما
أن من واجبها الدفاع عن قرارات الشرعية الدولية والتصدي لكل من يحاول خرقها،
والصين الشعبية التي عانت من ويلات الاستعمار هي بكل تأكيد، خير من يعمل على حل
الصراع العربي الفلسطيني والإسرائيلي، بحكم تاريخها ودورها وعلاقاتها مع طرفي
الصراع.
فشعبنا
وقيادته يرحبون بالمبادرة الصينية للسلام ويعملون على دعمها والتجاوب معها. وفي
المقابل فإن أي رفض إسرائيلي لها يحتم على المجتمع الدولي التحرك لمعاقبة دولة
الاحتلال التي ترفض السلام وتتبجح بالقوة، وتعمل على إنهاء حل الدولتين المعترف به
دوليا.