Adbox

حديث القدس/ أقام مسؤولون إسرائيليون وأهالي الأسرى والمفقودين الإسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك وزير الأمن، افيغدور ليبرمان ووزير المعارف المتشدد نفتالي بينيت، الدنيا ولم يقعدوها في إطار ما تتناقله وسائل الإعلام حول مفاوضات ما يسمى بـ «التهدئة» بين إسرائيل وحركة «حماس» بوساطة مصرية وأخرى من مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيقولاي ميلادينوف، مطالبين بأن يكون في مقدمة أي اتفاق بشأن قطاع غزة إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.
والسؤال الذي يطرح هنا هو ماذا عن آلاف الأسرى الفلسطينيين وجثامين الشهداء التي تحتجزها إسرائيل؟! وهل تحظى هذه القضية في وضعها بمقدمة الأولويات قبل ما يتم تداوله عن تفاصيل المفاوضات كالتسهيلات على المعابر أو قضية الميناء المستقبلي؟!
وإذا كان الحديث كما يتردد يتعلق بتهدئة أو هدنة لعدة سنوات، "٥-٧" سنوات، ألا يجدر أن تكون قضية الأسرى الفلسطينيين وجثامين الشهداء في صلب أي تفاهم يتم التوصل إليه مع الاحتلال، بل في مقدمة الاهتمام؟
إن ما يجب أن يقال هنا إن قضية الأسرى وجثامين الشهداء تحتل حيزا رئيسيا في اهتمام المواطن الفلسطيني عموما، بل هي قضية في وجدان وضمير كل فلسطيني، وإذا كانت حكومة الاحتلال تضع قضية هذا العدد المحدود من الأسرى والمفقودين الإسرائيليين على رأس جدول أعمالها علما أن الحديث يدور عن جنديين كانا يشاركان في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وداخل القطاع نفسه إضافة إلى إسرائيليين آخرين لا زال الغموض يكتنف كيفية أسرهم، فما بالك بآلاف الأسرى الفلسطينيين من مناضلي الحرية وكذا جثامين الشهداء الذين سقطوا خلال دفاعهم عن حق شعبهم في الحرية والاستقلال؟
وعلى الرغم من كل ما سبق وأشرنا إليه قبل أيام من أن جبهة فلسطينية موحدة تستمد شرعيتها من الأطر الرسمية الشرعية الفلسطينية وتضم كل القوى هي الأقدر على تحقيق أي انجاز في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وأن أية اتفاقيات جزئية لن تحل القضية الأساسية لشعبنا في الحرية والاستقلال، فالأزمة يعيشها شعبنا بأسره سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس التي يتسارع فيها تنفيذ مخططات التهويد، أو الشتات. إلاّ أننا نقول في نفس الوقت إنه طالما أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الآن حل قضية أسراه ومفقوديه، فهي مناسبة أيضا للالتفات إلى مصير آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون القهر والظلم والتعذيب في سجون الاحتلال، ومصير جثامين الشهداء التي يحتجزها الاحتلال ومنها ما هو محتجز منذ عقود.
كما أن ما يجب أن يقال إن قضية الأسرى وجثامين الشهداء هي مسألة وطنية عامة، وإذا كان الاحتلال معنيا فعلا بالأمن والسلام والاستقرار فإن عليه إطلاق سراح الأسرى وتسليم جثامين الشهداء ولا يعقل أن تظل قضية الأسرى قضية انتقائية يتحكم الاحتلال في عدد الأسرى الذين يتم إطلاق سراحهم، بما في ذلك شروط إطلاق سراحهم وإصراره على استبعاد أسرى القدس والداخل الفلسطيني من أي صفقة تبادل ... الخ من الاعتبارات المستهجنة، وكأن الأسرى الفلسطينيين ليسوا كلا وطنيا واحدا، انتماؤهم فلسطيني وتهمتهم الأساسية نضالهم ضد هذا الاحتلال.

ومرة أخرى نقول إن الأجدى والأجدر إنهاء الانقسام وتطبيق اتفاقات المصالحة واستعادة الوحدة حتى نستطيع معا، ليس فقط إدخال تسهيلات على الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة مقابل هدنة طويلة مع الاحتلال، بل وبالأساس التفرغ للقضية المركزية وهي إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من العيش حرا سيدا في دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس، ومن أجل دفن كل المخططات التي تسعى إسرائيل وحلفاؤها من أجل فرضها بما في ذلك تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، لأن هذا الاحتلال هو المستفيد الأول من هذا الانقسام وهذا الفصل.
أحدث أقدم